لقد قررنا الذهاب بلا عودة...
نعم وبكل إصرار...برغم أننا قد نخسر الكثير مما بنيناه ...
قلت لك يومها:
-ألا ترين هذا الذي يظلل الأفق من بعيد؟ هل سيعوضنا عن السنين العجاف بما نرى من بريق؟
-ليس تماما..
-إنه دخان القلوب والأسماع..لقد ملت وكلت من الأحزان...سوف نذهب معا إلا عالم آخر بلا عودة..
إلى المكان الوحيد الذي ستجد فيه صدى أصواتنا ...ولمعان صورنا..يوحي بجديد...
هناك كثير من الأشياء التي أريد مشاركتها مع من أحب... ممن بقي صامدا على مدى الأيام يتحمل صراخي..
لنضم قلبينا معا من جديد..فقد سئمنا مخلوقات الأرض السكرى...
أريد أن أودعهم جميعا لأني أحبهم...فنرحل معا بلا عودة...
-هل سيلحقوا بنا؟
-...نتمنى ذلك.لكنهم لايريدون ..
هناك تحس بالملائكة على حقيقتهم تطوف في القلوب...وتمسح على الجبين...ترسم لك عالما جديدا من غيوم ملأى بالأحلام المؤجلة لكنها حقيقية هذه المرة..سوف ترا ها على حقيقتها..
سوف ندخل معا حدود الإلهام الحقيقي..ونسبح معا في مساحات بيضاء...لايشوبها كدر البغضاء والثارات الدموية...
ندخل معا هناك..ونأكل حبات الحمص الخضراء المكللة بالطزاجة الحقيقية..فماعاد طعم الخبز كما كان....وقد كان خبزنا....
-مادخل الحمص بالخبز أماه؟ غريب
عندما دفعتني ابنتي من على الكرسي فوقعت على الأرض وسط ضحكاتها البريئة..
عرفت كم كنت أهذي بعبارات غريبة...ماسيطرت عليها أبدا..
ابتسمت وقالت لي :
سوف نغامر معا هذا اليوم ..نعم لقد حان وقت الرحيل ...ومن بعدنا الطوفان....
26-2-2015