يقتلوهم مرتين !!
محمد ناصر نصار
قد يكون مر على هذه البسيطة أشنع وأجرم من التتار والمغول أوالصليبين والنازيين ولما لا حين ننظر اليوم لواقع الإحتلال الإسرائيلي الأسود وممارساته السادية والقمعية ضد شعبنا الفلسطيني ، فلا تقف جرائمه على إحتلال أراضينا ومصادرة حريات الآلاف من أبناء شعبنا في السجون وأقبية الزنازين ويمارس ضدهم أبشع وسائل التعذيب بل ويتفنن في ممارسة الضغط الجسدي والنفسي على الأسرى ، ولا يقف القتل على أولويات قائمة الجيش الإسرائيلي فحسب بل أيضا التمثيل في الجثث وسرقة اعضاء الشهداء ، وأي عار على جيش يدعي انه يحمي دولة ديوقراطية وفي حقيقة كنهها دولة سادية إغتصابية قائمة على القتل والظلم والعنصرية ، والتي لا تهتهم بأدنى مقومات الإنسانية وتنظر إلى الشعب الفلسطيني بنظرة دونية قائمة على أساس عقائدي صهيوني فاسد وعنصري والامر الخطير أن هذه الممارسات تتم بحماية المستوى السياسي لحكومة الإحتلال الإسرائيلي فلا مساءلة لجيش الإحتلال بل وتمتد هذه الممارسات في الشق المدني الذي من المفترض أن يتمتع بالإنسانية والحفاظ على كرامة الإنسان الذي تحميه كل الشرائع السماوية حياً او ميتاً وكفله القانون الدولي والإتفاقيات كإتفاقية جينيف وغيرها .
إنها المأساة بعينها أن تسرق اعضاء الشهداء الفلسطينيين لتزرع في أجساد الإسرائيليين دون علم ذويهم أو حتى السماح لهم بأخدها ودن القيام بأي عمل إنساني او شرعي في هذا الأمر ، ولربما يتم بالمتاجرة في أعضاء شهدائنا في الدول المتقدمة التي تدفع ثمنا غاليا مقابل هذه الاعضاء ضمن عمل عصابات الأعضاء البشرية حول العالم ، قد لا أجد وصفاً دقيقاً لهذا المستوى الإنحطاطي والجرائم السوداء كما ولا أعتقد أن هذه الجرائم وليدة اليوم او الامس بل إمتدت على مدار عشرات السنوات ، كما ان الأيام القادمة ستكشف عدد الشهداء الذين سرقت أعضائهم ،ووفقا لوثائق فلسطينية تؤكد وجود 288جثة محتجزة في مقابر الارقام الاسرائيلية فيما تدعي اسرائيل ان العدد هو 80 جثة فقط ولربما إنتزع من هؤلاء الشهداء الكثير من الأعضاء خاصة في فترة إنتفاضة الاقصى وخاصة الشهداء داخل أراضي فلسطين المحتلة .
ولذا المطلوب من الحكومة الفلسطينية والمسئوليين كشف هذه الجرائم وملاحقة مرتكبيها من (الاطباء ) مصاصي الدماء والمسئولين عن هذه الجرائم اللإنسانية وملاحقتهم قضائاً وقانونياً وفضحهم في المحافل الدولية والزمالات الطبية والمستويات الاكاديمية فهذه الجريمة النازية كررت نفسها اليوم في ظل هذه الحكومة الإحتلالية القمعية الإسرائيلية بأكثر شناعة عن نظيرتها في حقبة هتلر .
أفلا يكفي أن يسرقوا أرواحنا وما أستطاعت أن تسلبنا إياه آلة البطش الصهيونية بل وتمتد أياديهم إلى رفاتنا لتسلب ما تبقى من حرية في أجسادنا ، فخوفهم من الفلسطينيين احياءً وامواتاً لأنهم يعلموا أن الفلسطينيين على حق ، فالخوف من الحق يزيدهم في الباطل علواً ووغلواً لكن عزائم المظلومين تأبى إلا ان تنتصر مهما طال الزمن ام قصر !