ماذا يعني التقمص الأدبي للجنس الآخر؟
السلام عليكم
تمر بنا نصوص أدبية مرور الكرام ,ولا نعير كثير انتباه لمهارة الأديب في تقمص دور امرأة في نصه والعكس, وإنه لمجهود غير سهل أن تنجح في ان تكون الآخر...
هو تقمص وهضم لشخصية مغايرة, وتقديم بطريقة فكرية ونفسية وواقعية ..ولكن ما جذور هذا الأمر ولماذا يقم الأديب بهذا؟
لقد كان هذا الامر واضحا جدا في أدب الشاعر الكبير: نزار قباني حيث يقول عن نفسه:
أنه ربي كالفتيات وعلى النظافة والحرص والعناية وكأنه انثى ...
وقد بين الأديب شوقي بغدادي ذلك بصرف النظر عن دلائل السيرة الذاتية بأبيات شعرية لافته له قائلا إنها ظاهرة غير مسبوقة:
قالت الكبرى: أتعرفين الفتى؟
قالت الوسطى وقد تيمتها:
قد عرفنا وهل يخفى القمر
ومثله الأخطل الصغير:
أتت هند تشكو إلى أمها
فسبحان من جمع النيربين
فقالت لها: إن هذا الضحى
أتاني وقبلني قبلتين.
وقصيدة نزار: أيظن أكبر دليل على نجاحه في ذلك.
[1]سئلت الأديبة "كوليت خوري " عن ذلك فقالت:
وماذا عن تقمص الكاتبة المرأة لشخصية الرجل والتحدث بلسانه وكتابة ورسم مشاعره ؟ !
تقول الأديبة والقاصة الكبيرة كوليت خوري في إحدى المقابلات التلفزيونية الأخيرة لها بأنها لا تؤمن أبدا بإمكانية تقمص الكتاب من الجنسين في تقمص أبطالهم من الجنس الآخر والتحدث بعواطف ومشاعر الآخر، وهي تعتبر بان لكل منهم ميزته الخاصة في نقل مشاعره بصدق ولا تميل بتاتا إلى فكرة أن يحل الرجل في الثوب المرأة لكي يتحدث بلسانها والعكس صحيح، وتعتبر أي عملا في هذا المجال هو عمل ناقص لان لكل واحد منهم خاصيته ومعرفته المميزة لنفسه. ؟ [2])
وتقول الأديبة "نورية العبيدي :
هو امر نفسي خالص وتنفيسي :[3]
وبهذا تعد الكتابة تنفيس لكل الصراعات المكبوتة في العقل الباطن للكاتب ليحرر عقله منها وبالتالي سينجوا من احتمال اصابته باي اضطراب نفسي قد ينتج من تلك الصراعات.
على ان الكثير من الادباء يستخدمون "التخيل" كعملية عقلية شعورية في رسم شخصياتهم في القصة.
لكن لو سألنا عموم القراء كما فعلنا لوجد كثير منهم الأمر طبيعيا قائلا:
-هو امر طبيعي جدا ان نشعر بما تعتلج به نفس الآخر, لذا لا داعي لاجترار الفكرة.
وبعد؟ ماذا يمكننا الاستنتاج من ذلك؟
ريمه الخاني 26-3-2013
[1] راجع مجلة الجيل المجلد 32 ص 32
[2] راجع الرابط:
http://www.almouhytte.com/article3-4.htm
[3] راجع الرابط:
http://www.wata.cc/forums/showthread...%D9%8A%D8%A9)-!