تونس الثورة والتدخل الأجنبي
أبدا لم تقم الثورة في تونس لمجرد القضاء على سلطة بن علي والطرابلسية أي ضد الفساد والديكتاتورية فقط لتترك الأمر على مصراعيه للهيمنة الأجنبية لتواصل تدخلها السافر في شؤون شعب آمن بالثورة وجعل منها قدرا له يستجيب لها القدر اذا أرادها وتلك هي ثقافتنا وحضارتنا العربية والاسلامية وماتعلمناه منها واننا نرفض رفضا قاطعا التدخل الأجنبي في شؤوننا فان الزمن الذي كانت فيه القوى الدولية تتحكم في مصائر شعوبنا قد ولى الى غير رجعة الى درجة أنهم يوافقون أو يرفضون تسميات كبار رجال الدولة .
وما رأيناه أخيرا من مواقف مخزية من قبل القوى الدولية فتصريحات وزيرة الخارجيةالفرنسية ميشال أليو ماري سواء تلك التي عرضت خلالها دعم خبرتها الأمنيةالى نظام الرئيس المخلوع بن علي، والتي وصفتها الصحافة الفرنسية أنها تصلحد العار كانت مدانة وغير مقبولة وتنم عن استهتار بارادة الشعوب اضافة الى الكشف أثناء فعاليات الثورة في تونس عن كمية هامة من أدوات القمع كانت موجهة لتونس لقمع شعبها وانهاء ثورته لفائدة بن علي وزمرته الفاسدة
وجوبهت وزيرة الخارجية الفرنسية ميشيل إليو ماري بعاصفة من النقد الشهر الماضي عندما اقترحت إمكانية أن تقوم فرنسا بتدريب الشرطة التونسية على كيفية حفظ النظام، وذلك وسط تقارير عن قتل الشرطة عشرات المتظاهرين العزل، وهي تصريحات قال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لاحقا إنه أسيء فهمها.
ولاحقا أعاق الاشتراكيون خططا لتزويد تونس بمعدات لحفظ النظام، وقد اعترف رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا فيون في 26 يناير/كانون الثاني أن الجمارك الفرنسية منعت تصدير مثل تلك المعدات إلى تونس رغم حصولها على موافقة وزراء الدفاع والداخلية والخارجية.
ثم تأتي الفضيحة الأخرى لفرنسا عندما قررت منح تونس بعد الثورة منحة تقدر ب350 ألف دولار فقط للمساعدة على الخروج من الأزمة نقول للفرنسيين لسنا في حاجة لأموالكم وفروها لأنفسكم وكفوا عن التدخل في شؤوننا وسنعرف كيف نتجاوز أي أزمة تحل بنا فقط اجعلوا مسافة بيننا وبينكم واحترموا ارادة شعبنا .
هذا وقد أعلنت وزارة الخارجية التونسية في بيان أصدرته، مساء الأحد، "رفض" تونس "القاطع" لطلب وزير الداخلية الإيطالي روبرتو ماروني إرسال قواتإيطالية إلى تونس لوقف تدفق المهاجرين غير الشرعيين انطلاقا من سواحل تونسنحو جزيرة لمبدوزاالإيطالية.
وكان ماروني قال في وقت سابق أمس لتلفزيون إيطالي "سأطلب من وزير الخارجية التونسي السماح لقواتنا بالتدخل في تونس لوقف عمليات تدفق المهاجرين" بعد أن وصل خلال الأيام الأخيرة إلى جزيرة لمبدوزا نحو 5 آلاف مهاجر غير شرعي "أغلبهم تونسيون" انطلقوا من الشواطئ التونسية وهناك تقارير تتحدث عن امكانية مساهمة دولة عربية لوجستيا في هذا التدفق الكبير للتونسيين على ايطاليا في محاولة لتشويه الثورة وأن تداعياتها خلفت آثارا سلبية على الشعب التونسي مما يدفع به الى المغامرة وبأعداد كبيرة ولا يستبعد أن تكون تلك الدولة العربية قد استقبلت ليلى الطرابلسي زوجة الرئيس المخلوع في هذه الآونة وان ثبتت هذه الأخبار فان شعبنا في تونس يدين كل هذه التصرفات ويعتبرها من قبيل التدخل السافر في شؤونه الداخلية ويرفضها جملة وتفصيلا وهو شعب أنجز أول ثورة شعبية وقادر على تجاوز كل محنه دون وصاية من أحد ولكنه يتطلع الى موقف شعبي عربي داعم له باعتبار وحدة المصير والتاريخ التي تربطنابأمتناالعربية .
أما التدخل الأمريكي فحدث ولا حرج حتى وان أطلقت الولايات المتحدة أثناء فعاليات الثورة تصريحات تدعو الى الاستماع الى تطلعات الشعب فانها مواقف مخاتلة وانتهازية ومن ذلك أنه اثر زيارة فيلتمان مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية لتونس انفجر الوضع الأمني اثر الزيارة مما يؤشر لتدخل سافر أمريكي لا يريد الاستقرار والأمن لمنطقتنا وتذهب العديد من التحليلات الى أن نجاح الثورة في تونس وخلع بن علي قد ردت عليه الولايات المتحدة الأمريكية بزعزعة الأمن في لبنان وذلك أنها تنظر للمنطقة ككل لا الى مفراداتها الاقليمية فهل نكون نحن في مستوى تطلعاتنا القومية في مواجهة هذه التدخلات الخارجية ونتضامن مع بقية شعبنا المنتفض في مختلف الساحات تحقيقا للحرية والكرامة العربية .
.
--
الناصر خشيني نابل تونس
Email Naceur.khechini@gmail.com
Site http://naceur56.maktoobblog.com/
http://www.facebook.com/reqs.php?fcode=9d34d7041&f=693791089#!/profile.php?id=1150923524
groupe
http://groups.google.com/group/ommarabia?hl=ar