تتميَّز أرواد بموقع فريد بين شواطئ القطر العربي السوري، لأنها الجزيرة الوحيدة الآهلة بالسكان، وأكبر الكتل الصخرية أمام الساحل (جزر الحبيس- المشار أبو علي- المخروط- النمل)، تقعُ على خط طول (35 شرق غرينتش، وخط عرض 34 شمال خط الاستواء، تمتدّ بطول 740 م، وتبلغ مساحتها نحو 20 هكتاراً، بينما المساحة المأهولة 13.5 هكتار).
اسمها القديم أرادوس، (رفاد- أرفاد)، أو أرواد، ويعني بالفينيقية الملجأ أو الملاذ.
أبعادها 740 × 400 م. تبعد عن طرطوس 3 كم باتجاه جنوب غرب، سكنها الكنعانيون أواخر الألف الثالث قبل الميلاد، ضمّها الملك سرجون الأكادي إلى مملكته عام 2350 ق.م، وقعت تحت نفوذ الفراعنة والحثيين وشعوب البحر الذين خرّبوها، كما خضعت لحكم ملوك آشور والكلدان والفرس والإسكندر المقدوني، الذي لم يستطع الاحتفاظ بها. وفي عام 64 ق.م تبعت للحكم الروماني، حيث فقدت أهميتها. وبعد انقسام الإمبراطورية، لحقت ببيزنطة، حتى استعادها العرب في عهد معاوية بن أبي سفيان عام 649 م على يد القائد جناده بن أبي أمية، ثم احتلَّها الصليبيون وبقيت بأيديهم إلى أن حرّرها السلطان قلاوون عام 1302 م. وفي عام 1516 م، خضعت أرواد للحكم العثماني، واتُّخذت مقرّاً لأحد قادتهم العسكريين حتى الحرب العالمية الأولى، حيث أصبحت مركزاً للجيش الفرنسي ومعتقلاً للأحرار. ولقد استطاع الأرواديون أن يكوّنوا مملكة واسعة تمتدّ حتى نهر العاصي شرقاً، والبحر المتوسط غرباً، وإلى الشمال اللبناني جنوباً، وخليج إسكندرون شمالاً. وقد بلغ هذا التوسع ذروته في القرن الثامن قبل الميلاد. وممن دخل تحت سيطرتها صهيون (قلعة صلاح الدين حالياً) ومريامين، وشيزر، وربما مملكة بيت أغوشي في حماة (تل رفعت حالياً)، ومملكة سيميرا (تل كزل)، وعمريت (ماراتوس)، وأونيدرا (تل الغمقة)، وكارنة (القرنين الواقعة شمالي طرطوس)، وبالانيا (بانياس)، وكابالا (جبلة)، وتبّة الحمام، وتل الحصين، وتل سوكاس. أضف إلى أنَّ ما يعرف بحصن سليمان كان محراب أرواد المقدّس، وأهم مراكزها الأثرية التي تعود إلى الفترة الفينيقية.
القلعة المركزية
المباني التي تعود إلى الفترة العربية هي القلعة المركزية- يعتقد أنها أقيمت مكان حصن مراقبة أقدم منها. البناء الخارجي مع أبراجها الأربعة عربي يعود إلى فترة الحروب الصليبية، أما أقسامها الداخلية فإنها من العهد العثماني، أقيمت مكان المنشآت العربية، والقلعة الساحلية (معروفة بالبرج الأيوبي) تقع في الجهة الشرقية من الجزيرة، وتشرف على المرفأ.. بالإضافة إلى النسيج العماني العربي، والمكون من الأزقة والبيوت العربية والجوامع والحمام العثماني.
¶ قلعة أرواد..
يرجعُ تاريخها إلى القرن الثالث عشر- الرابع عشر قبل الميلاد، ويعتقد بأنها أقيمت مكان حصن مراقبة أقدم منها يعود إلى عصر ما قبل التاريخ. البناء الخارجي مع أبراجها الأربعة عربي يعود إلى فترة الحروب الصليبية، أما أقسامها الداخلية فإنها من العهد العثماني، أقيمت مكان المنشآت العربية. استخدمت في العهد التركي كثكنة للجنود الأتراك، وفي العهد الفرنسي جُعلت سجناً للمناضلين ضدَّ الاستعمار.
تقع القلعة وسطَ جزيرة أرواد، في أعلى مكان منها، يُدخل إليها بواسطة درج يؤدي إلى الباب الرئيسي الذي يفضي إلى بهو داخلي مسقوف يحوي على بابين؛ جانبي يؤدي عبر درج إلى السطح، وباب آخر مواجه للمدخل الرئيسي يؤدي إلى الفسحة الرئيسية المكشوفة للقلعة، والتي يحيط بها ثماني عشرة قاعة ذات سقوف معقودة مبنية بالحجر الرملي وقائمة على السور الخارجي للقلعة، المزود بثلاثة أبراج دائرية، كما يحوي الجزء الأعلى من السور على مسننات من الحجر، في وسطها مرامي سهام، كما تحوي في جزئها الشمالي الشرقي جامعاً يعود إلى المرحلة العثمانية.
مبنية بالحجر الرملي المنحوت يدوياً، بعض جدرانها مكسي بالطينة التقليدية، وبعضها الآخر مكحل بالكحلة الغائرة، وهي من القلاع التي سجّلت أثرياً بالقرار 8/آ تاريخ 14/1/1958م.
¶ البرج الأيوبي..
بناه العرب ويعود إلى القرن الثالث عشر– الرابع عشر قبل الميلاد، يقع في الجهة الشرقية من جزيرة أرواد، سجل أثرياً بالقرار 8/آ تاريخ 14/1/1958م.
يقعُ البرج الأيوبي في الجهة الشرقية لجزيرة أرواد، وهو يشرف مباشرة على مرفأ أرواد.
يتمّ الدخول إليه من الباب الرئيسي في الواجهة الجنوبية، يعلوه الشعار اللوسياني، يفضي إلى بهو مسقوفٍ بشكل عقدي، يحوي على بابين؛ جانبي يؤدي إلى غرفة جانبية، والآخر مواجه مباشرة للباب الرئيسي المؤدي إلى الفسحة المكشوفة، والتي يحيط بها أربع عشرة قاعة، إضافة إلى قاعة المدخل المسقوفة بشكل أقبية أو عقود متقاطعة، ومبنية بالحجر الرملي، إلا أنَّ إحدى القاعات لايمكن الدخول إليها، لأنها ألحقت بالجامع المجاور للبرج.
الطابق الثاني مربّعُ الشكل، مزود في زاويته الشمالية الشرقية والجنوبية الغربية ببرجين دائريين، يتمّ الوصول إليه بدرج حجري ضيق من بهو الدخول، مؤلف من خمس قاعات.
¶ السور القديم..
تظهر فيه آثار فترات زمنية مختلفة، بدءاً من العهد الفينيقي، سجّل أثرياً بالقرار 8/آ تاريخ 14/1/1958م.
يبلغ طوله بوضعه الراهن 1534 متراً، وقد كان مبنياً بالحجارة الضخمة المنحوتة بحجم متوسط 4 ×2 ×2 م، والتي لاشكَّ في أنها اقتطعت من الجزيرة ذاتها بطريقة التفريغ، بين أساس السور الحالي والبحر وصخرة البنات وأماكن أخرى مختلفة. يرتفع القسم الغربي منه بمقدار أربعة مداميك، ويتدرّج في الانخفاض حتى يصل إلى مدماكين في الجزء الشرقي.
والملاحظ أنَّ السور قد انهار، وما بقي منه سالماً (البرج الأحمر) و(برج المحارة)، وهما دلالة على عظمة هذا السور، الذي كان للعواصف تأثيراتها الكبيرة عليه، مما أدّى إلى سقوط حجارته في البحر (القسم الشمالي منه)، وفي الداخل (القسم الجنوبي والغربي منه).