السلام عليكم
السلام عليكم
الكاتب بين متأثر ومؤثر:
هي الخطوة الثالثة في رعاية المواهب ففي الحلقة الاولى من السلسلة بينا أهمية المعرفة بدواخل نفسنا ولم ندخل عالم الأدب وماذا نريد منه تمهيدا لولوج هذا العالم بقوة وبكامل إمكانياتنا؟.
في الحلقة الثانية وضحنا أن طريق الأدب الحقيقي يمكننا دخوله أيضا من باب النقد لما نوقن بأن رغبتنا حقيقية , ونسوق في هذا المجال مقياس التقييم المتقدم لنقد نص( فريد البيدق) :
إذا أردنا تصميم استمارة لتقييم القصص تمثل شبكة تكوين العمل الفني، تكون قيمة العمل الفني القصصي هو ما يعطى لكل بند من تقييم.
هذه محاولة تنتظر الإثراء!
(2)
1- الموضوع (الفكرة العامة)
2- البناء الفني
أ- اللغة: أخطاء- عامية
ب- الأحداث: خط- خطان
ج- وجهة النظر
د- الحبكة: تقليدية- جديدة
هـ- النهاية
و- الشخصيات: نوع- اسم
ز- السرد
ح- الحوار
ط- تيار الوعي
ي- الاقتباس
ك- الزمن
م- المكان
ن- الرمزية
س- القاموس التعبيري
3- تمكن القاص فنيا
( الأديب والباحث فريد البيدق)
أما في هذه الحلقة فسوف نضع نقاطا على حروف موهبتنا ونبين كيف يتحول الأديب والكاتب من متأثر فقط إلى متأثر ومؤثر بذات الوقت بالدربة والمثابرة الحقة(فبلا تأثر لايخرج نص صادق):
عندما نسمع للحن ما أو دندنة موسيقية او أي امر يتكرر مروره على ذاكرتنا مرارا وتكرارات جد ان العقل الباطن يتلقفه بسرعة وبقوة خاصة لو لم نكن قاصدين سماعه أو تمريره ومن هنا تبدأ المغامرة التاأيفية.
تتراكم في ذاكرتنا ويصطدم الحادث الجديد بعدة عوامل تشكل عالمنا الإبداعي:
1- معرفة
1- حوادث ميدانية في حياتنا تركت أثرا ما في نفوسنا.
3- مايجري حولنا ولايمسنا شخصيا لكنه مؤثر كموقف إنساني.
وكلهامواد أولية يمكننا أن ننسج من خلالها شرنقة النص كبرعم قبل الانطلاق.
هنا وفي خضم العمل تتراكم التجارب الحياتية والمعرفية والرواسب العاطفية عامة و التي نخرجها عفوا بدافع ما وبوادر انفعال ما ,لتتمازج في عقلنا الباطن فتشكل القاعدة الأولى للعمل فتطلق شرارة الموقف الإنساني الأول.
بحيث يحفزنا ويدفعنا شحن عاطفي يتحرك فينا ,فيرفع من حرارة المعالجة الفكرية ليجمع مواده عفوا,ويخرج عن طريق بوابة النمط الإبداعي الذي ترتفع من خلاله مؤشرات الموهبة.
لايوجد امرئ غير موهوب ولكن هناك موهبة متنامية بفعل متابعتنا لها.كيف يخرج النص؟:
1- فكرة تقفز في الذهن يشحذها موقف ما.
2-تمتزج مع ما خفي من ذاكرتنا ومعرفتنا.
3-تمتزج مع موهبتنا الناميةباستمرار وبوتيرة ما.
4-تخرج عفوا كشكل من أشكال الإبداع.
ما واجبنا تجاهها؟
1-تدوين الفكرة فور خروجها من العقل الباطن.
2- تركها جانبا حتى تنضج تماما في ذهنا بعد وقت.
3-مراجعتها في المرة الأولى للإضافة والتعديل خاصة لو ألقيناها بأنفسنا وحدنا شفاها لتقييمها من جديد.
4- بعد هذا الجهد نسأل أنفسنا ماذا أردنا من خلالها أن نقول لنعرف هل صوبنا نحو الهدف بنجاح؟وهل كان الطرح واضحا مؤديا غرضه الذي نراه من خلاله؟.
ماذا بعد الكتابة؟
متى ما نشر النص او ألقي أمام جمهور ما بات ملكا له كيف ذلك؟
يعني أننا عرضنا فكرنا وبضاعتنا له ورضينا بتلقي وجهات النظر والنقد ,و هنا يجدر بنا بعد تلقي ردات الفعل:
1- مواجهة النقد بشجاعة وموضوعية ومحبة لانه سيفيدنافي خضم التيار التصاعدي الإبداعي,ولتبرير بعض امور أشكلت ربما على المتلقي منطقيا الخ ..من تصويب, فكلمة الشكر بتارة للجهد مكثارة لاعتداد نفسي يلجم تيار الإبداع فينا ويحد منه.
2- العزم على التطور العمودي أولا قبل الأفقي بمعنى أن التطور العمودي هو الكيف والأفقي العدد فربما كتبنا كثيرا ولم نقنع بما قدمنا لكنه يبقى أرشيفا يرينا أنفسنا بمرآتين , مرآةالذات والآخرين.
أماعموديا فيعني أن نفكر بتطور حقيقي لتجربتنا ,لتلافي الاخطاء الديناميكية والفنية في نصوصنا فإن لم نستفد من الأخطاء من خلال النص التالي فنكون قد تطورنا أفقيا فقط وهذا لايجدد في مسيرتنا كثيرا,
هذا ما يسمى أدبيا التطور الكاذب لو جاز التعبير.
التطور يمر بعدة محاور:
1- لغويا وإبداعيا بلاغيا..
2-فكريا ومنطقيا ودراميا
3-فنيا وتقنيا
من هنا تبدأ مسيرة التأثير وتمضي بتصاعد مادامت نية التطور موجودة.
هذه هي الخطوط الاساسية للمضي في صعود مستمر والله الموفق
الخميس 17-11-2011