حبيبي "إبراهيم"
عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام.
اليوم أغرس القلم في مداد القلب ..لأكتب عن أبي الأنبياء – عليهم جميعا الصلاة والسلام – الحبيب بعد الحبيب صلى الله عليه وسلم.
لطالما سحرتني سيرة سيدنا الخليل – عليه وعلى نبينا السلام – لم أجد له "دعوة"على من ألقوه في النار .. بل كنت أتعجب من هذه اللغة الشريفة ،حين نهى ربنا – سبحانه وتعالى – عن أقل أذى يوجه للآباء ( ولا تقل لهما أفٍ) .. أتعجب أن "أفٍ"هذه قالها الخليل - عليه وعلى نبينا السلام – لقومه!! لكنها الآن في ذهني تناسب ذلك النبي الكريم .. عليه وعلى نبينا السلام.
لا أكتب- قطعا – سيرة ولا حديثا ولا فقها .. أكتب انطباعاتي .. لا أكثر ولا أقل.
الخليل – عليه وعلى نبينا السلام – والذي قال لقومه "أفٍ لكم " انتقل من ابتلاء إلى ابتلاء .. أوقدت له أكبر نار .. وقذف فيها بالمنجنيق... أمر بترك ولده – الذي جاء على كبر – وزوجه في فلاة .. فلما شب .. وساعد في بناء البيت الحرام .. أمر – في المنام – أن يذبحه .. من ابتلاء إلى ابتلاء هذا الحليم الأواه .. عليه وعلى نبينا السلام.
قبل سنوات .. و سنوات استمعت إلى شيخ يحذر من عاقبة عدم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،ثم ضرب أمثلة منها قول الخليل - عليه وعلى نبينا السلام – (قال إن فيها لوطا).
تعجبتُ يومها .. فسنة الله – سبحانه وتعالى – أن ينجي الذين آمنوا .. وأولهم نبيهم. . ثم فطنت إلى قول الحق سبحانه وتعالى يجادلنا في قوم لوط إن إبراهيم لحليم أواه منيب )هود 74،75.
كأن الخليل – عليه وعلى بنيا السلام – يطلب فرصة أخرى لقوم لوط.
الخليل عليه السلام هو الذي قال فيه الحبيب – عليهما السلام – حين قال له رجل : يا خير البرية ،قال صلى الله عليه وسلم : ذاك إبراهيم عليه السلام. أو كما قال عليه الصلاة والسلام. ويكفينا – في هذا المقام – "النص"دون الحديث عن تفسيره.
الخليل – عليه وعلى نبينا السلام – يرسل لنا – أمة محمد صلى الله عليه وسلم – برقية على أجنحة الغيب .. يحملها خير الخلق صلى الله عليه وسلم ..
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَقِيتُ إِبْرَاهِيمَ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي ، فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ ، أَقْرِئْ أُمَّتَكَ مِنِّي السَّلامَ , وَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ الْجَنَّةَ طَيِّبَةُ التُّرْبَةِ عَذْبَةُ الْمَاءِ , وَأَنَّهَا قِيعَانٌ , وَأَنَّ غِرَاسَهَا سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ" .
والحديث عند الترمذي.
وعليك السلام ورحمة الله تعالى وبركاته .. يا خليل الله..جزاك الله عن أمة محمد – صلى الله عليه وسلم – خير الجزاء.
حتى يوم القيامة لا تفارق الخليل – عليه وعلى نبينا السلام – رحمته ..
أخرج البخاريّ في صحيحه حديث: ((يلقى إبراهيم أباه آزر يوم القيامة، وعلى وجه آزر قترة وغبرة، فيقول له إبراهيم: ألم أقل لك لا تعصني، فيقول أبوه: فاليوم لا أعصيك، فيقول إبراهيم: يا رب إنك وعدتني أن لا تخزيني يوم يبعثون، فأي خزي أخزى من أبي الأبعد؟ فيقول الله تعالى: إني حرمت الجنة على الكافرين، ثم يقال: يا إبراهيم، ما تحت رجليك؟ فينظر، فإذا هو بذيخ متلطخ، فيؤخذ بقوائمه فيلقى في النار)).
من معاني "الذيخ" ذكر الضباع الكثير الشعر.
وبعد .. حتى الصلاة الإبراهيمية الموسومة بـ"صلّ كما صليت .. بارك كما باركت "لافتة جدا.
اللهم صلّ على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم، وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما باركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد.
أبو أشرف : محمود الشنقيطي