السلام عليكم
التقيت مؤخرا مع أخت فاضله سورية مقيمة في استراليا حريصة على الدعوة هناك .. كنا التقينا في الرياض منذ فترة من الزمن والتقيتها الآن في سوريا .
حاولت جاهده أن أجمعها مع داعية سورية تعمل في بريطانيا لتبادل التجارب والأفكار والاستفادة من الخبرات في كل بلد .
هذا الأمر جعلني أفكر بمنهجيتنا في الدعوة خاصة في تلك البلاد وفي نظري أن من أحدى المشاكل التي نقع فيها أننا نتعامل مع التجربه الغربيه وكأنها بنت بيئتنا في حين أنها لا تمت إلى مجتمعنا بصله ولا حتى قريبه لاختلاف البيئات وتباينها .. هم مجتمع لايتدخل بتفاصيل الآخرين يناقش باريحيه...مباشر وصريح ... يعيشون نوع من الجدية بعيدا عن هدر الأوقات لأهميتها عندهم عكس ما ينفع الكثير في المجتمعات العربية .
**********
كان النقاش متشعبا وبإسهاب حول الصعوبات التي تواجهنا عبر قنوات تكفر او ترفض بعض التوجهات والطرق الدعوية الموجودة في الساحة وبين ما نبثه عبر النت من خطابات وأفكار ودعوات .. فقلت لها : ليكون موقعي (أعني فرسان الثقافة) سدا لتلك الثغرة!!!
فقالت : لايكفي.............
الفكر التكفيري والتفسيقي والذي يقوم على إنكار الطرق والمناهج يضاف إلى ذلك تناقض الفتاوى والندية بين بعض الدعاة تساهم بشكل كبير في تنفير شريحة كبيرة ممن يفكر بالإسلام بل حتى بعض المسلمين سواء الجدد أو ممن عاش بالإسلام فترة ولكنه ما زال سطحيا في نظرته إليه وتعامله معه .
نحن بحاجة إلى سوائل قوية وفعالة لتنقذ المسلمين وخاصة النشأ منهم تنقذهم من الضياع الكامل والذوبان خاصة ممن يعيش في الغرب .. وهنا كان الثناء عاطرا لثلة ممن يمثلون الدعاة الصادقين كأمثال الشيخ الدكتور القرني والمصلح والعودة وغيرهم كثير ولا شك ممن أظهروا الدين بصورته النقية والصادقة دون ذوبان أو تمييع وأيضا دون تشدد وتنطع لا يقبله شرع ولا عقل فهي الوسطية التي نريد .
مثل هذا النهج لم نتوقع أن نراه لولا تفتح أذهان أمثال هؤلاء الدعاء عن مسالك تساير تطورات العصر وكأنها تضع السكر على طرف خطاباتهم ودعوتهم ليقبل عليها الآخرين ..
****
ومما يحزنني تلك الهجمات الإعلامية لا أقول الغربية بل العربية لأمثال هؤلاء الدعاة وهم الذين يحاولون مستميتين أن يمسكوا ببعض ما تبقى من خيوط النجاة لأمتنا في بحر متلاطم من القنوات الفاسدة والدعوات الباطلة لإفساد جيل نراه يتفلت من بين أيدينا كحبات الرمل الناعمة !!!
وللاسف يساهم العمل الدرامي في توسيع الشرخ باتخاذ النماذج التي شذت او سلكت مسلكا غير صحيح تماما ليكون محط النقد اللاذع ودربا لاسقاطها وهي التي عرفت كيف تكمل دربا شائكا بصعوبه عبر قنوات الإباحة والحياة المرة !!
حتى أنني وبين قوسين أجد تشكيكا بين العامة عن الجماعات الدعوية وانها دسيسة استعمارية!!
هذا يتهم وهذا يبحث ادلة اسقاطها !! والجيل الجديد يضيع في مهب الريح لأنه فقد القدوات .. فمن المستحيل أن نوجد له قدوة خالية من الأخطاء !!
ولو بقي الوضع على هذا الحرب المتعمدة والمقصودة سيتشتت الجيل وتضيع الأمة فالأمة بشبابها ..
وهنا تأتي الأسئلة الصعبة : هل حقيقة لا نملك قدوة ولا نملك جماعة خالية من الأخطاء ؟ إذن إلى أين المسير؟ وفي أي اتجاه؟ وهل للإعلام دور في تشويه صورة دعاتنا؟
هناك عبارة لدى الغرب وهي : باس أوي (Pass away) نفذ ولا تعترض فالغرب عند موت احدهم يستخدم هذا التعبير وكأنهم يؤمنون بالبعث وهم عنه بعيدون كل البعد سلوكيا ,خاصة انهم عمروا الدنيا على دماء المساكين في العالم من دول ومراكز وخيرات, شوشوا أنفسهم .
بمحدثات وإرشيف كرس طمعهم أكثر من عطائهم وملؤوا الأرض جورا ولو فكروا تماما بفكرة الموت وحدها لقالوا فعلا/ نفذ ولا تعترض...
مازالوا يبحثون وتوصلون دوما لنتائج نعرفها نحن ولا نقدم تطبيقا لها عمليا فنحن لانقوم بالمفيد!!والدليل فرقتنا ....
*******
لو بدانا من زاوية نفذ ولا تعترض كقدر أولا, لعرفنا ان الله يضعنا في المكان الصحيح لنمضي عبر قدرنا وعبر نياتنا لاعلاء كلمة الله ولكن وللاسف جمهورنا معترض دوما .
وخاصة على امور ثقافية قد ترضينا وربما لا .. ويندر الاتجاه السالم من العيب... زد على ذلك غلبة الأهواء في كل مجال والدعوة لا تخلو منه من حب الشهرة وحب المال واستحكام الأنا المستعصيه فكيف النجاة ومتى سننجح ؟
لنعلم أن بعض من ينتقد دعاة أو داعيات قضى عمره في بيئة مظلومه اجتماعيا ومنهن من خرجت من بيئة متحرره تماما أو من بيئه ظالمه اجتماعيا من زوجة اب لا تعرف الرحمة لتحاول الانتحار قائلة اختر لي يارب لم يعد لي حيله الان, لتقع على عمود حديدي ينفطر له جسدها وتقع فريسه نزاع الموت لتحيا آخذه على عاتقها اعلاء كلمة الله تمحو الان في الطريق وتصلح عالمها الاجتماعي بتضحيتها.
ومازلنا ننادي ادعموا هذا التيار فلاصلاح للمجتمع دونه..
وإن وقع من بعض النماذج خلل في التمييع أو التشديد فهؤلاء شواذ ولا نعمم وندخل الجميع في زاوية واحده انه الظلم بعينه ومتى كان مجتمعنا نسيجا واحدا؟
يبقى الطهر والاستقامه مطلوبا وبالحاح ولا شأن لنا بمن اخطا في بعض الطريق أن نتخذه قدوة ...
لماذا ننظر لنصف الكاس الفارغ؟
***
هنا تظهر فكرة اخرى وهي قدرنا الديني.
***********
نفذ ولا تعترض على خالقك عندما يضعك في مكان لا تألفه فإن له حكمه بليغه لأنك أهل لهذه المهمه هناك!!
نفذ ولا تعترض فما كان عند غيرك ليس لك ولو شاء الله لأعطاك مثله ...
لا تعترض على امور طرات ومصائب وقعت فهي امتحان لا يمانك...
لا تعترض انما فكر لماذا ومادوري؟ وماذا علي ان أقوم به دون ظلم أو جور؟هكذا ترتاح ونحي الانا جانبا...نحن بحاجتك ايها المسلم الامين.
ولكن أي مسلم؟ المعتدل حصرا ..
فكرة أسوقها مداخلة بين قوسين:
ماذا نعمل أمام صياح وحدة المسلمين والفرقه تنهش بهم من خلال كل الدعوات كدس السم بالعسل ؟
التقيت بحوار مع الأديب والباحث عبد الوهاب الجبوري حول مسألة التعصب للملل فقال:
اولا .. لنكن وسط ولا نتوقف كثيرا عند مثل هذه الحالات
ثانيا .. لنحاول ان نعتمد على كتاب وعلماء معتدلين وتكلفيهم بكتابة تاريخ الاسلام وشخصياته وعن معارك المسلمين .
ولكن لنكن حذرين من الكتابة عن الملل والنحل والطوائف وغيرها من باب الفرقة والتشتيت .. هذا براي الحل الان
***********
فكر جيدا قبل ان تعترض..فثمة حلول في الطريق
ودمتم سالمين
الخميس 21-5-2009