دُرَّةُ الشرق
[align=center]
***
شعر
صبري الصبري
***
أحبك كل الناس يا درة الشرقِ= يا من لها الوجدان في شدة الشوقِ
يا نبضة الخفاق في روضة المنى= يا همسة الأحباب ملهوفة العشقِ
سطرتك بالتلميح بالشعر تارة= كتبتك بالتصريح بالصدق والحقِ
وأشرقت الأبيات بالحب ترتدي = غلالة بوح باهر الشدو والدفقِ
تنبي عن الأشواق فاضت بمهجتي = حتى استحالت شذا من رقة الخفقِ
بحبك نبض القلب في شدو عزفه= لحون جمال الوصف طاهرة العبقِ
وباح فؤاد العشق بوح وداده = لمن جالت بها الأحباب بالأمن والرفقِ
وكان لها الإعزاز في كل وجهة = ودام لها الإجلال من سائر الخلقِ
وفاض بها الإغداق من بسط رازقٍ= أباح بها الخيرات بالبسط والرزقِ
يسوق مياه النيل تجري بوفرة= تؤم رحاب الجُرْز بالنبت والفلقِ
تعم فجاج الترب تسري بجوفها= لتسكن عند الجذر في ملتقى العمقِ
وتبلغ حد المزج في عذب لذة= سالت بها الأهداب محبوبة الشقِ
تهز بطون الأرض هزة عرسها= فتحمل روض الخير في رحم البثقِ
وتعلن زحف الحسن في كل ساحةٍ= تضم مروج الدوح معلومة الفرقِ !
عشقتك عشق المغرمين بجنة= أرضية الأرجاء علوية الفوقِ
وأعلنت حبي لا أخاف ملامة= هل يحذر اللوم عاشق الحق والصدقِ ؟!
وإن كان بالقلب للأشواق موضعٌ= فأنت هدى الحيران بالبرق والودقِ
نسجت لك التحنان بوحا موشحا= بتبر شذا الإحساس من وارف الذوقِ
وكنت إذا الأطيار غنت بجانبي= قصيدة عشق النيل تنساب في عرقي
أردد شدو الطير يهتز خافقي= من شدة الوجد بين الودق والبرقِ
فإن تخوم العشق في جوف مهجتي= تزيد مع الأسفار عن موضع الطوقِ
وتشعل بالوجدان عندي مع النوى= نيران فوت الوصل بالقسر والحرقِ
فإن خلايا الحب في هجر أرضها= تكون بها الأغلال بالكبت والرقِ
يكون من الآلام بالبعد مشربي= ومنه مع الآهات مستودع الطَّرْقِ
أُشَتَّت بالهجران في كل بلدة= وأشخص صوب البدر بالحزن والطهقِ
أجوب سقيم النفس أنحاء غربة= لعل نسيم القرب ينثال في صفقي
فأنتِ شغاف القلب في عمق نبضة= كانت لك الأشواق يا فخمة العتقِ
فروضك حصن الأمن في رغد عيشتي= وعزك تاج المجد قد لاح من فوقي
أظلل فيه العمر من نضر أيكة= بحقل سنا الإنتاج بالكدح والعزقِ
وأفرش سطح البيت من طهر غلتي= تطيب شذا الأفنان من ناضر العذقِ
وأسكب فيك الشعر يجري بأبحرٍ= من مولع الأوزان صادقة النطقِ
يا من بها الأحباب حلوا بألفة= يرون بها الآثار في أمتع الطفقِ
ويكثر فيها المشي في كل بقعة= ويحسن فيها المكث في جوها الطلقِ
أحبك كل الناس حبا به أتوا= لأجل نداك العذب يا درة الشرقِ !