بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مفكر إسلامي يدافع عن اليهود .. !
في أمتنا العربية يروّج لاتجاهات سياسية فاسدة ومفكرين مفسدين وقادة للرأي والإعلام كان لهم دور كبير وخطير في إضلال الأمة وحرف مسار وعيها ونهضتها باتجاه ما يريده أعداء الأمة من اليهود والصهاينة ، وهؤلاء المفسدين قد نجحوا نجاحاً كبيراً لأنه قد تم تصوير معظمهم في وسائل الإعلام على أنهم رموز للصمود والمقاومة والنضال ، لكن الحقيقة بسيطة جداً وسهلة جداً، حيث يتوجب علينا القيام بدراسة بسيطة لكن جادة للفكر والأيديولوجيا والعقيدة التي يحملونها وينطلقون منها ، لنكتشف ببساطة أنهم مخادعون ، وسوف نستغرب من أنفسنا للغاية ونقول لماذا لم يخطر على بالنا أن نفعل هذا من قبل طالما أن وراءها خدعة ومؤامرة كبيرة ؟
نعرض لأحد المفكرين المشهورين ، وقد قمنا باختياره بالذات لأنه يرتكز في فكره على الدفاع عن اليهود ، الذيم هم رأس البلاء وأساس الداء ، فتخيلوا معي كم هي كارثة كبيرة على أمتنا أن تروّج كثير من وسائل الإعلام الكبيرة لأحد أكبر المدافعين عن اليهود على مستوى العالم ، وتخيلوا كم هو خطير القيام بإضلال الأمة في معرفة عدوها الأول وصرف أنظارها عنه ، ولنتخيل أيضا كم هي الخطورة والخيبة أن يتم تصويره كبطل ومفكر عظيم !.
ستقولون من هو هذا المفكر الخطير ؟ ومن هي الوسائل التي روجت له ؟ وكيف تم ذلك ؟ وهل هذا معقول ؟ وهل يُعقل أن مفكراً يدافع عن اليهود بكل علانية وصراحة في مؤلفاته أن تنجح الدعاية المروّجة له في إظهاره في هيئة مناضل ومفكر قدير وعبقري تاريخي ؟! ، وهل يُعقل أن الناس قد صدقوا ذلك ؟.
نعم للأسف الشديد، وليس فقط الناس بل أيضا بعض المثقفين الكبار الخيّرين قد صدقوا ذلك وأصبحوا يؤيدونه ويروّجون له، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
هل عرفتم من هو هذا المفكر؟؟ دعونا لا نستعجل الحكم، ودعونا نلقي نظرة إلى بعض من أبرز أفكاره في أهم مؤلفاته، ثم نحكم بأنفسنا بناءً عليها ، وبعيداً عن الهوى والتعصب والأحكام المسبقة، دعونا نرى أولاً بعضا من أهم أفكاره الخبيثة، ونحكم عليها حكماً مجرداً ، ثم نتعرف على صاحبها .
باختصار شديد نقول إنه يطرح رؤيته الجديدة أن اليهود لا تنطبق عليهم المسلمات اللصيقة السلبية الشائعة ، مثل سوء أخلاقهم وبخلهم وتعاونهم في الخفاء على مصالح مشتركة وتآمرهم على الشعوب الأخرى ، وغير ذلك الكثير من الحقائق المشينة ، والتي أهمها مخططهم العالمي للسيطرة على العالم ، وإليكم بعض الإقتباسات من كتاباته :
"أعضاء الجماعات اليهودية ليسوا تجاراً بطبعهم ، إذ عمل العبرانيون بالزراعة في فلسطين ، كما كان منهم الجنود المرتزقة في الإمبراطوريتين اليونانية والرومانية ، ومعظمهم الآن من المهنيين في الغرب . وهم ليسوا متآمرين بطبعهم ، بل وسقط منهم ضحايا للتآمر ، لكن هذا لا يمنع وجود متآمرين وتجار بينهم . وهم ليسوا منحلّين في كل زمان ومكان . "
" فإذا كان كارل ماركس يهودياً وكان روتشيلد يهودياً ومائير كاهانا يهودياً ومارلين مونرو يهودية ، وكذلك فرويد وأينشتاين ونعوم تشومسكي ، فلابد أن هناك ما يجمع بينهم . وحينما يفشل الدارس في العثور على هذا العنصر ، فإنه يكمله من عنده ويفترض وجود مؤامرة خفية تجمع بينهم وأنهم ولا شك يحرصون على إخفائها . ولكن التناقض ، على كلٍّ ، أمر لا يضايق العنصريين بتاتاً ، فالإنسان العنصري إنسان غير عقلاني ( فهو مرجعية ذاته ) لا يقبل الاحتكام إلى أية قيم أخلاقية تتجاوزه وتتجاوز الآخر ، فهو يؤمن بشكل قاطع بأن تميزه أمر لصيق بكيانه وكامن فيه تماماً مثل تَدنِّي الآخر ، وبالتالي فإن العنصري يبحث دائماً عن قرائن في الواقع ينقض عليهـا كالحيوان المفترس أو الطـائر الجـارح فيلتقطها ويعممها ليبرر حقده . "
فهل تصدقون أن مفكراً عربياً ويوصف بأنه إسلامي قد كتب هذا الكلام ؟
كلا ، لو لم نعرف أنه مفكر عربي لظننا أن يهوديا كتبه للدفاع عن اليهود، لأنه بدل أن يتهم اليهود المتآمرين على الشعوب الأخرى بالعنصرية، فإنه يتهم من اكتشفوا مؤآمرة اليهود بالعنصرية والحقد !، سبحان الله كيف تنقلب عنده الحقائق !
هو مفكر قد تمت صياغته إعلاميا على أنه مناهض للصهيونية ( وليس لليهودية ) !، إلا أنه يجب الانتباه إلى أنه لم يكن يكثر من الدفاع عن اليهود في مقالاته وتصريحاته اليومية ، بل كان أغلبها عن إسرائيل والصهيونية ، لكن برؤية أيديولوجية أو عقيدية مختلفة عنهم ، حيث لا يعتبرهم يهوداً ، ولا يعتبر جرائمهم جرائم يهودية ، وإنما يعتبرهم غربيين وجرائمهم جرائم غربية ، وهذا التحليل من شأنه أيضا أن يدافع عن اليهود ويبرئهم من الصهيونية وإسرائيل ، كما أنه دفاع بشكل ما حتى عن إسرائيل نفسها وذلك بمحاولة إخفاء حقيقتها اليهودية .
أما الأساس الذي ينطلق منه في تحليله هو تهميش البعد الديني والعقيدي في صراعنا مع اليهود ، وهذا بلا أدنى شك مخالف لما جاءنا في كتاب الله من تحذير كبير من خطر اليهود ، فقد جاء من التحذير عنهم أضعاف ما جاء عن النصارى ، رغم أن عدد النصارى أضعاف أضعاف عدد اليهود، وهذا وحده يثبت أن الخطر الأول عالميا هم اليهود بشكل رئيسي .
كما تكثر في وسائل الإعلام - خاصة المواقع الإلكترونية والمنتديات - الدعاية والترويج لمؤلفاته التي تحتوي على أفكار الدفاع عن اليهود ، من دون الإشارة إلى حقيقتها ، كما يتم الترويج أحياناً لمضمون أفكاره في الدفاع عن اليهود في الأوساط التي يمكنها القبول بذلك ، حيث اشتهرت بأنها رؤية جديدة لليهود بعيدا عن نظرية المؤآمرة !.
ولكن بعد القيام بدراسة متعمقة ومدققه في مؤلفاته نجد أنه لكي يدافع عن اليهود فإنه يضطر لاتهام كافة شعوب العالم بالتآمر ضد اليهود وتلفيق التهم الكاذبة ضدهم ، معنى هذا أنه موغل أكثر من غيره في نظرية المؤامرة، فإما أن يكون اليهود متآمرون أو أن كل شعوب العالم متآمرة ضدهم !، فأيهما أقرب للتصديق ؟
والآن سنأتي للكشف عن مسيرة هذا المفكر الكبير المشهور في الدفاع عن اليهود ، وكم كنا نتمنى لو كان نهجه صحيحاً، وكان نضاله ضد الصهيونية هو ضد اليهود كذلك وليس دفاعا عنهم ، وكم تمنينا لو كانت مؤلفاته الكثيرة والكبيرة تفيض بكشف حقائق اليهود ومؤآمراتهم الخفية بدلاً من الدفاع عنهم ، أمر محزن أن يكون هذا هو الحال ، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وبعد، هل عرفتم من هو ؟
- يتبع -
- الموضوع منقول من عدة مصادر -