طهران- قد لا تكون تجربة فيلم "مُلك سليمان" الأولى في تاريخ السينما الدينية الإيرانية، لكنها الأكثر تميزا من حيث استخدام التقنيات الحديثة، لكن طريقه إلى العالمية قد يكون شاقا في ضوء ما يلقاه من معارضة في بعض الدول الغربية، وذلك لتقديمه تصورا يفند الرواية اليهودية لتاريخ النبي سليمان عليه السلام.
وسعى الفيلم، الأعلى تكلفة في تاريخ السينما الإيرانية (تناهز ميزانيته خمسة ملايين دولار) إلى تجاوز أبرز نقاط الضعف المسجلة على الأفلام الدينية التي سبقته، فأنتج وفق المعايير العالمية من حيث التصوير والمؤثرات الخاصة واستخدام كادر فني ضخم إيراني وأجنبي، وذلك في مسعى لأن يكون قاطرة لتلك الأفلام الدينية وسلما لذيوعها عالميا.
ولاقى عرض الفيلم في الصالات الإيرانية إقبالاً كبيراً، محققا بذلك مبيعات بمقدار ثلاثة ملايين دولار داخل البلاد، وهو ما يعتبر ثاني أعلى مبيعات في تاريخ السينما الإيرانية.
مصاعب
بيد أن الفيلم يواجه اليوم في مرحلة تسويقه وعرضه خارج البلاد معوقات كثيرة وتحفظا من بعض الدول الغربية وخاصة في الولايات المتحدة، مما يؤدي إلى صعوبة عرضه هناك، فضلاً عن عدم قدرته على المشاركة في بعض مسابقات مهرجانات السينما العالمية.
ووفق منتج الفيلم مجتبى فراورده فإن أهم الأسباب التي تدفع الولايات المتحدة الأميركية لعرض الفيلم على جمهورها هو "سعيها للسيطرة الثقافية على عقول الناس وفق التاريخ الذي تسوق له في أفلام هوليوود".
ويحكى الفيلم، كما يقول فراورده في تصريح للجزيرة نت قصة النبي سليمان عليه السلام وفق الرواية القرآنية، التي تختلف في تفاصيلها عن التوراة، وهو ما أثار حفيظة العديد من أصحاب شركات الإنتاج في هوليوود الذين هم في غالبيتهم يهود.
وروى فراورده للجزيرة نت كيف أن شركات غربية تعمل في مجال المؤثرات الخاصة والصوت والموسيقى "ماطلت" وطالبت بأسعار عالية حين عرض عليها التعاون قبل بدء التصوير، وهو ما أدى إلى توقيع عقد مع شركة في هونغ كونغ.
وعن صالات العرض العربية، أعلن فراورده أن الفيلم سيتجه خلال ثلاثة أشهر إلى الإمارات ومصر وسوريا، بعد أن تتم ترجمته أو دبلجته.
هدم الخرافة
وقد استمر العمل في الفيلم خمسة أعوام وتناول جزء كبير منه موضوع تسخير الجن والإنس للنبي سليمان عليه السلام، ووفق مخرجه شهريار بحراني فإن الجزء الثاني من الفيلم سيتناول قصة النبي مع بلقيس ملكة سبأ.
وتطرق بحراني في حواره مع الجزيرة نت إلى الخلاف الجوهري بين روايتي القرآن الكريم والتوراة، حيث يدحض الفيلم قصة بناء هيكل سليمان في القدس ويؤكد على حكمة النبي وعصمته ونفي كل الروايات الأخرى التي لم تعتبر سليمان عليه السلام نبياً وتحدثت فقط عن حياته المادية.
واعتبر بحراني أن "الحفاظ على المصداقية لإيصال وجهة نظر الإسلام واحترامها لأنبياء الأديان الأخرى من أهم أهداف الفيلم".
وأشار المخرج إلى أن مادة الفيلم مستقاة من عمل مجموعة ضمت باحثين ورجال دين واصلت عملها لمدة سنتين ونصف السنة لتبحث في التفاصيل الدقيقة لحياة سليمان عليه السلام في القرآن وفي الروايات التاريخية.
وفضلاً عن البحوث والدراسات الدقيقة، أكد بحراني أن وضع أحدث التقنيات في خدمة جمالية القصة والنص واختيار الممثل أمين زندكاني بشكل يتناسب مع لعب دور البطولة، كلها عوامل تشد المشاهد وتساعد على إيصال رسالة الفيلم إلى العالم رغم الصعوبات.
http://knspal.net/arabic/index.php?act=Show&id=16622