الآن في الأسواق كتابنا البصمة الوراثية وعلاقتها بالأنساب
المؤرخ والمحقق حسون حسن الشيخ علي
يتضمن كتابنا البصمة الوراثية على ثلاثة أبواب: الباب الأول: تناولنا فيه خلق الإنسان وما هي النطفة والأمشاج وبصمة الإصبع وبصمة العين القزحية والشبكية ومصادر البصمة الوراثية والجينوم البشري وما هو معنى الجين وعرف الحمض النووي dna والصبيغات الوراثية وكيفية تمييز الألائل من شخص إلى آخر وأسلوب كيفية الحصول على البصمة الوراثية. أما الباب الثاني: فتناولنا فيه الأنساب من الناحية الشرعية وأدلة ثبوت النسب في الفقه الإسلامي وعرجنا على البينة والفراش لإثبات النسب وتناولنا أيضا العلم الحديث والبصمة الوراثية ثم الجانب القانوني للبصمة الوراثية ومشجرات السلالات الجينية. أما الباب الثالث: فقد تناولنا وثبتنا فيه البصمات الوراثية أو الصبغة الوراثية للقبائل وحلقنا بأنواع السلالات a,b,c,d,e,g,r,i,h,l,n,o,k,q.s,t,j وسلالةj السامية إلى j1,j2 ومن هذه الفروع السلالات العربية وأنماطها الجينية.وظرق فحص الحمض النوي وبعض القراءات في الماركات القحطانية والعدنانية.
وهذا بعض المقتطفات من كتابنا البصمة الوراثية وعلاقتها بالأنساب
المؤرخ والمحقق حسون حسن الشيخ علي
الحلقة الأولى
النسب للتعارف وليس للتفاخر فهو أساس الشرف إذا كان مقرونا بالتقوى ومناط الفخر ومرتكز لواء العظمة ومنبثق رؤاها وبه يعرف الصميم من اللصيق فالنسب والتقوى مجلبة للعز ومدعاة للقوة فمتى عرف أفراد من البشر أو قبائل منهم أن تجمعهم جامعة النسب فإن قلب كل منهم يحن للآخر ونفسه تنزع للإحتكاك به والتزلف إليه. وأما التفاضل عند الله إنما يكون بالإيمان والتقوى بقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّـهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) الحجرات13
وعن رسول الله صلى الله عليه وسلمياأيها الناس ألا إن ربكم واحد وإن أباكم واحد لا فضل لعربي على أعجمي ولا لعجمي على عربي ولا لأحمر على أسود ولأ اسود على أحمر إلا بالتقوى أبلغت)* رواه أحمد 38/474 وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة 2700
وبهذا يكون تفاضل الناس عندالله تعالى التقوى فرُب رجل من أهل البيت نسبا ولكنه فاجر فاسق وربّ رجل أعجمي ليس من العرب وهو عند الله تقي. فما نفع نسب أبا لهب في النار وهو يتلظى وما هم بلال وهو في الجنة يتقلب. ومن أمور الجاهلية التي حذَر منها النبي صلى الله عليه وآله وسلم الفخر بالأنساب والطعن فيها ويشمل الطعن في الأنساب على معنيين : نفي نسب الرجل عن أبيه أو قبيلته أي أنت تدعي أنك من آل فلان ولست منهم وشتم الآباء أو القبيلة وذكر معايبهم. فنقل عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : (لَيَنْتهِيَن أقوام يفتخرون بآبائهم الذين ماتوا إنما هم فحم جهنم أو ليكونن أهون على الله من الجعلا لذي يدهده الخراء بأنفه. إن الله قد أذهب عنكم عيبة الجاهلية وفخرها بالآباء إنماهو مؤمن تقي وفاجر شقي الناس كلهم بنو آدم وآدم من تراب)*رواه الترمذي 3890وحسَّنه الألباني والجُعَل حشرة صغيرة سوداء يقال لها الخنفساء ومعنى يُدهده أَي يُدحرجه بأنفه .
ونقل عن أبي مالك الأَشعري ان النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم قالأربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركونهن الفخر في الأحساب والطعن في الأنساب والإستسقاء بالنجوم والنياحة)* رواه مسلم رقم 1550
وقَال رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلمإثتان في الناس هما بهم كفر الطعن في النسب والنياحة على الميت)* رواه مسلم67
ولا يحل لإنسان أن يدّعي أباغير أبيه ولا قبيلة غير قبيلته وفي الوقت نفسه لا يحل له الإتفاء من أبيه أو من نسبه. فعن سعد بن أبي وقاص قَال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (من ادعى إلى غير أبيه وهو يعلم أنه غير أبيه فالجنة عليه حرام).*رواه البخاري رقم6385 ومسلم رقم 63
وعن أبي ذر الغفاري أنه سمع النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (ليس من رجل إدعى لغير أبيه وهو يعلمه إلا كفر ومن ادعى قوما ليس له فيهم (نسب) فليتبوأ مقعده من النار).*رواها لبخاري رقم 3317 ومسلم رقم61 وعليه فإن نفي النسب عن الآخرين محرم شرعا أو يأثم الذي يطعن في النسب الصحيح فلا يحل لأحد أن ينفي نسب أحد دون بينة شرعية من أجل تقطيع الرحِم ويجوز تعلم النسب من أجل زيادة الروابط والصلة بين الأسر والقبيلة وهو مقصد شرعي حثت عليه الشريعة المطهرة بقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم فإن صلة الرحم محبة في الأهل مثراة في المال منسأة في الأثر)*رواه الترمذي (1979) ، وصححه الألباني في صحيح الترمذي
والأصل فيمن ادعى نسبا أنه مؤتمن على ذلك ما لم تكن يثبت أنه كاذب فإذا اشتهر أن هذا الرجل ينتسب إلى القبيلة الفلانية فلا حاجة إلى إقامة بيِّنة خاصة لأن الإشتهار في هذا يكفي فهو من الأمور التي يُشهَدعليها بالإستفاضة .*العصبية القبلية من المنظور الإسلامي خالد الجريسي ص 132
والتبني هو تربية الأطفال الذي لم تلدهم المرأة ويكونون لها مثل الولد الحقيقي من حقوق أو أن يضم أحد الناس طفلا إلى نسبه ويجعله كولده ويعطيه إسمه ولقبه. فقد كان التبني في الجاهلية أمرا شائعا بين الناس فقد تبنى النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم قبل بعثته زيد بن حارثة وجعله إبنه له حق الإبن الشرعي وحينما نزل عليه القرآن وبعثه الله سبحانه للناس رحمة أنزل عليه آياتوما جَعلَ أدعياءَكمْ أبناءَكُمْ ذلِكُم قولُكم بأفواهِكمْ واللهُ يقولُ الحقَّ وهو يَهدي السبيل* ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَأ َقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِيا لدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَٰكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا)الأحزاب4-5
وقيل أنها نزلت بعد أن تزوج النبي صلى الله عليه وآله وسلم من زينب بنت جحش مطلقة زيد بن حارثة حيث استنكر بعض المنافقين ذلك وقالوا كيف يتزوج النبي صلى الله عليه وآله وسلم من مطلقة زيد وزيد إبنه بالتبني وقد كان ينهى عن التزويج من زوجات الأبناء فنزلت هذه الآية للرد عليهم وبيان أن زيد لم يكن إبنا نسباً وغنما بل كان إبنا له بالتبني فزيد هو إبن حارثة أسر فاشترته أما لمؤمنين خديجة ووهبته للنبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم حين تزوجته ثم أعتقه فسماه الناس زيد بن محمد فنزلت الآية بأن يدعوهم لآبائهم. فقد روى البخاري عن عبداللّه بن عمر قال: إن زيد بن حارثة رضي اللّه عنه مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ما كنا ندعوه إلا زيد بن محمد حتى نزل القرآن ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند اللّه**"أخرجه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي فقد كانوا يعاملون المتبننين معاملة الأبناء من كل وجه في الخلوة بالمحارم وغير ذلك ولما نسخ هذا الحكم بالآيةا لكريمة أباح تبارك وتعالى زوجة زيد متبناه بعد أن طلقها بأن يتزوج رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بزينب بنت جحش مطلقة زيد بن حارثة لكيلا يكون للناس حرج في زوجات أدعيائهم إذا طلقن. أما الإبن الحقيقي للرجل الذي هو من صلبه بقوله تبارك وتعالىوَحَلاَئِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلاَبِكُمْ) النساء 23
وهذا تشديد وتهديد ووعيد أكيد في التبري من النسب المعلوم واستثنى الله سبحانه الذي يقع في الخطأ سهوا وليس تعمدا (وَلَيْسَ عَليْكُمْ جُناحٌ فِيما أخْطأْتُمْ بِهِ) الأحزاب5