ترجمة: جمال خطاب
قضى «ستيف سيبولد» مؤلف كتاب «كيف يفكر الأغنياء» ما يقرب من ثلاثة عقود في إجراء مقابلات مع أصحاب الملايين في جميع أنحاء العالم لمعرفة ما الفرق بين تفكير الأغنياء وغير الأغنياء.وها هي 21 طريقة يختلف فيها تفكير الأغنياء عن تفكير الجمهور العادي: أولاً: الناس العاديون يعتقدون أن المال هو أصل كل الشرور.. أما الأغنياء فيعتقدون أن الفقر هو أصل كل الشرور.هناك ما يشبه غسيل الدماغ للأشخاص العاديين حتى يعتقدوا أن الأغنياء مجرد أناس محظوظين أو غير شرفاء (لصوص).. وهذا هو السبب في أن بعض المجتمعات ذات الدخل المنخفض تربط «الثراء» بنوع من الخجل أو العار.ثانياً: في الوقت الذي يعتقد الناس العاديون أن الأنانية رذيلة.. يعتقد الأغنياء أنها فضيلة.الأغنياء يحاولون أن يجعلوا أنفسهم سعداء، ولا يتظاهرون ولا يدعون أنهم يعملون على إنقاذ العالم.. المشكلة أن الطبقة الوسطى ترى ذلك سلبية - وهذا هو الذي يبقيهم فقراء، فإذا كنت لا تستطيع رعاية نفسك، فلن تقدر بالتأكيد، على معاونة غيرك، لأنك لن تستطيع أن تقدم ما لا تملك.ثالثاً: الجماهير لديها عقلية الحظ أو ما يمكن أن نطلق عليه عقلية «اليانصيب».. أما الأغنياء فلا يعولون إلا على العمل والإنتاج.البطل الذي ينتظره أبناء الطبقة المتوسطة قد يكون الحكومة أو الرئيس أو الزوج أو الزوجة، أو كسب «اليانصيب»؛ هذا هو مستوى تفكيرهم وهذا نهجهم، يبقون منتظرين والوقت يجري.. ولكن الأغنياء يعملون ولا يضيعون الوقت.رابعاً: الكثيرون يعتقدون أن الطريق إلى الثراء مفروش بالتعليم الرسمي.. ولكن الأغنياء يؤمنون باكتساب المعرفة الوظيفية.أغلب الأغنياء تلقوا القليل من التعليم الرسمي، وأثروا من العمل بناء على معلومات ومعارف محددة.ولكن الجماهير لا تزال مقتنعة بأن درجة الماجستير والدكتوراه وسيلتان للثروة، وذلك لأن معظمهم محاصرون في خط طولي من الفكر حرمهم من مستويات أعلى من الوعي.. الأثرياء ليسوا مهتمين بالوسائل، ولكنهم مهتمون بالغايات.خامساً: أغلب الناس العاديين يحنون للماضي الجميل.. ولكن الأغنياء لا يفكرون إلا في المستقبل.المليونيرات العصاميون على استعداد للمغامرة والمراهنة بأنفسهم والمخاطرة بأحلامهم وأهدافهم واقتحام المستقبل المجهول، ولكن الذين يعتقدون أن أفضل أيامهم مرت قلما يغتنون، وغالباً ما يعانون من التعاسة والاكتئاب.سادساً: الجماهير يرون المال بعيون العاطفة.. ولكن الأغنياء لا يفكرون في المال إلا بشكل منطقي.الناس في عمومهم ينظرون بشكل منطقي لما يمكن وما لا يمكن أن يفعله المال.. ولكن العظماء يعرفون أن المال هو الأداة الحاسمة لخلق الخيارات والفرص.سابعاً: الجماهير تكتسب المال بعمل أشياء لا تحبها.. أما الأغنياء فيكتسبون المال بعمل الأشياء التي يعشقونها. تعمل الطبقة الوسطى في الوظائف التي لا تمتع؛ لأنهم في حاجة إلى المال، ولقد تم تدريبهم في المدرسة والمجتمع للعيش في عالم التفكير الأحادي الذي يساوي كسب المال بالجهد البدني أو العقلي.ثامناً: الفرد العادي توقعاته منخفضة حتى لا يصاب بخيبة أمل.. أما الأغنياء فدائماً على مستوى التحدي.علماء النفس وغيرهم من خبراء الصحة النفسية ينصحون الناس بوضع توقعات منخفضة لحياتهم لضمان عدم إصابتهم بخيبة أمل.والواقع أنه لم يتمكن أحد أبداً في أي وقت مضى من تحقيق الثراء وتحقيق أحلامه بدون توقعات كبرى. تاسعاً: الشخص العادي يعتقد أنه لابد أن يقوم بأعمال شاقة لكي يصل إلى الثراء.. أما الأغنياء فيعتقدون أنهم يجب أن يبدعوا ويبتكروا.يتعلم العظماء ويزدادون نمواً من كل تجربة، سواء كانت ناجحة أو فاشلة، مدركين أن المكافأة الحقيقية لهم أنهم سوف يصبحون آلة نجاح بشرية ستأتي بنتائج رائعة في نهاية المطاف.عاشراً: الشخص العادي يعتقد أنه بحاجة إلى المال لكسب المال.. ولكن الأغنياء يستخدمون أموال الآخرين.الناس يعتقدون أنهم محتاجون للمال من أجل كسب مال أكثر، خطأ.. فالأغنياء يمولون مشاريعهم المستقبلية من جيوب الآخرين، والسؤال الذي يشغلهم هو: هل هذا يستحق الشراء، والاستثمار أم لا؟ حادي عشر: هناك من يظن أن المنطق هو الذي يحرك السوق.. ولكن الأغنياء موقنون أنهم مدفوعون بحب المال وحب أنفسهم.الاستثمار الناجح في البورصة والأسواق المالية لا تحكمه المعادلات الرياضية الخيالية.الأغنياء يعرفون أن الخوف والطمع هما اللذان يحركان السوق، وأنهما العاملان الأساسيان في جميع المهن والاتجاهات، وهذا يمنحهم ميزة إستراتيجية في بناء الثروة.ثاني عشر: الناس العاديون يعيشون أعلى من مستواهم الحقيقي.. والأغنياء يعيشون أقل من مستواهم.الأغنياء الذين يمكن أن يعيشوا كالملوك يعيشون أقل من مستواهم المادي، ليس لأنهم بخلاء، ولكن لأنهم مازالت لديهم أمال عريضة يأملون في تحقيقها في المستقبل.ثالث عشر: الناس العاديون يعلمون أطفالهم كيفية البقاء على قيد الحياة.. والأغنياء يعلمون أطفالهم كيف يكونون أثرياء.الآباء الأغنياء يعلمون أولادهم في سن مبكرة «ما ينبغي تملكه»، و«ما لا ينبغي تملكه»، حتى أنهم يعترفون أنهم دأبوا على دعم فكرة النخبوية والتميز فيهم. البعض يعتبر هذا تعالياً على الجماهير لأنهم فقراء، وهذا خطأ؛ لأن الأطفال إذا فهموا كنه الثروة في وقت مبكر، فإنهم سوف يناضلون من أجل تحقيق الثراء فيما بعد.رابع عشر: الجماهير تعتقد أن المال سبب رئيس للمشكلات النفسية.. والأغنياء لا يجدون الراحة إلا في الثروة. الأثرياء يزدادون ثراء لأنهم لا يخشون الاعتراف بأن المال يمكن أن يحل معظم المشكلات، ولا يعتبرونه شراً مثلما قد يظن البعض. خامس عشر: جماهير الناس العاديين يفضلون التسلية والترفيه على التعلم.. أما الأغنياء فيفضلون التعلم على الترفيه.إذا تمشيت في منزل ثري فأول الأشياء التي سوف تراها مكتبة واسعة من الكتب التي تستخدم لتثقيف أهله وظيفياً وجعلهم أكثر نجاحاً.. أما الطبقة الوسطى فتنشغل بقراءة الروايات والصحف والمجلات الترفيهية.سادس عشر: يعتقد البعض أن الأغنياء متكبرون.. والحقيقة أن الأغنياء يريدون أن يحيطوا أنفسهم بمن لهم مثل طريقتهم في التفكير.الأغنياء لا يستطيعون تحمل رسائل الهم والغم، وغالباً ما يساء تفسير هذا من قبل الجماهير ويعتبرونه تكبراً وخيلاء، ووصف الأغنياء بالتكبر ما هو إلا محاولة من الطبقة المتوسطة بأن يشعروا أنهم هم الأفضل.سابع عشر: عموم الناس يركزون على الادخار.. أما الأغنياء فيركزون على الكسب.فالأغنياء يركزون على ما سوف يكسبونه من خلال المخاطرة، وليس على كيفية حفظ ما لديهم.. والجماهير تركز على الحصول على كوبونات المسابقات والعيش بشكل مقتصد؛ وهذا ما يفوّت عليهم فرصاً كبيرة.ثامن عشر: أغلب الناس يشغّلون المال بطرق آمنة ويتجنبون المخاطرة.. ولكن الأغنياء يعرفون متى يخاطرون.الصعود هو شعار الأغنياء.. وكل مستثمر يفقد بعض المال أو ربما كله في بعض الأحيان، ولكن الأغنياء يعرفون أنهم سيعيدون اكتسابه وأكثر مهما حدث. تاسع عشر: أغلب البشر يحبون الراحة.. ولكن الأغنياء يجدون الراحة في عدم اليقين.الأغنياء يعرفون في وقت مبكر من حياتهم أنه ليس من السهل أن تصبح مليونيراً، ولكنهم يعلمون أن الركون للراحة يمكن أن يكون مدمراً، ويتعلمون كيف يكونون مرتاحين حتى في حالة عدم اليقين المستمر. عشرون: أكثر الناس لا يجدون علاقة بين المال والصحة.. ولكن الأغنياء يوقنون بأن المال يمكن أن ينقذ الحياة.في الوقت الذي تكافح فيه الطبقة الوسطى من أجل مزايا مشاريع الرعاية الصحية، يمكّن المال النخبة من تلقي رعاية متميزة في «مشافي الرعاية الطبية الفائقة».حادٍ وعشرون: أغلبية الناس يعتقدون أنهم يجب أن يختاروا بين الأسرة الكبيرة الناجحة والغنى.. والأغنياء يعلمون أنهم يمكن أن يحصلوا على كل شيء.فكرة أن الثراء يأتي على حساب وقت الأسرة ليست سوى إعلان للفشل.
http://magmj.com/index.jsp?inc=5&id=...11&version=165