التقاط الكرة بعد عبور الخط
التقاط الكرة يتعلق بالرياضة، وعلى وجه التخصيص في لعبة (كرة القدم) وعلى التخصص الأكثر على حارس المرمى. حيث تتوقف نتائج مباريات كرة القدم على عدد الأهداف التي تسجل من دخول الكرة في المرمى الذي يحرسه لاعب يحمل في الغالب رقم (1).
ولما كانت مهمة حارس المرمى، هي منع دخول الكرة في مرماه، فإن ذلك يتطلب منه يقظة كاملة، في تتبع مسار الكرة في أرض الملعب المستطيل، وهي مشابهة لمهمة المعلق الذي يتابع الكرة ويعبر عنها بالكلام في تنقلها من قدم لاعب الى آخر أو حتى من رأسه الى رأس أو قدم لاعب آخر أو لحدود الملعب سواء كانت خارج الحدود الجانبية أو الأمامية والخلفية، بما في ذلك (المرمى).
إن الخيال وسرعة الملاحظة والثقافة تتحكم في أداء حارس المرمى (القولجي) فمن خلال خياله وثقافته خصوصا بقانون المقذوفات والتسارع والحذر، يستطيع توقع مسار الكرة المستقبلي. وإن أخفق في تقدير ذلك، كما يخفق فيه خط الدفاع الذي يتلقى الهجمات ويخفف من وطأة ثقلها على حارس المرمى، فإن مصير الكرة سيكون بنفاذها الى المرمى أو الهدف.
يراقب سير الكرة وقوانين اللعبة حكام منهم من يتواجد بالساحة ومنهم من يركض باستمرار على خطوط الملعب، ليكونوا بمثابة ضابطية عدلية تقرر صحة الهدف من عدمها.
يصفر الحكم، ويعتبر أن الهدف (صحيح) وأن الكرة قد عبرت الخط، حتى لو التقطها الحارس.
لقد خانت الحارس قدرته على ضبط تناغم حركاته فعبرت الكرة الخط، وتم تسجيل هدف في فريقه، ولن يفيده الاحتجاج، لا هو ولا فريقه.
كم هي الحالات التي تمر بالإنسان كتلك الحالة؟ فالطالب يصحو من غفوته بعد أن يرسب في امتحان، ويلطم جبهته براحة يده (أخ،كانت الإجابة كذا، كيف نسيتها؟)، ووالدة تلطم جبهتها (أخ، كيف تركت ابنتي حتى أخطأت؟) وتاجر يلطم جبهته (أخ، لو اشتريت أو بعت قبل هذا التاريخ لحصل كذا) وأمة تلطم جبهتها وصدرها (أخ، لو انتبهنا لهذا العدو الذي اعتبرناه كل الوقت صديقا لكان كذا)
عندما تعبر الكرة الخط، لا يعود الندم ينفع، وقد يهبط الفريق أو يُستبعد من قائمة تصنيفه أو حتى اللعب، وقد تهبط الأمة كذلك. قال أحدهم رحم الله أبي كان يجبر المكسورة بعد أن تنكسر فقال له الآخر رحم الله أبي كان يجبرها قبل أن تنكسر.