مقارنة بين الزحاف والعلّة وما حولهما
الثلاثاء ٢٠ شباط (فبراير) ٢٠١٨، بقلم كريم مرزة الأسدي
أولا - مقارنة بين الزحاف والعلّة :
الزحاف والعلة كلاهما من التغييرات المسموح بها للشاعر بحيث تكون مجالاً وفسحة للتغيير في التفعيلات حسب حركات البيت وسواكنه والفرق بينهما من أربعة أوجه هي :
1 - الزحاف تغيير يحدث في ثواني الأسباب والعلة تغيير يحدث في الأسباب والأوتاد .
2 - الزحاف يكون بالنقص ( بتسكين المتحرك أو حذفه أو بحذف الساكن) ، والعلة تكون بالزيادة والنقص .
3 - الزحاف قد يقع في أي تفعيلة من الحشو والعروض والضرب ، أما العلة فلا تقع إلا في العروض والضرب غالباً .
4 - - الزحاف إذا وقع لا يلزم غالبا وإذا لزم سمّي زحافا جاريا مجرى العلّة ، والعلّة إذا وقعت ألزمت الشاعرغالبا الإتيان بها في جميع أبيات القصيدة ، وفي الموقع نفسه ، وإذا لم تلزم سمّيت علّة جارية مجرى الزّحاف . (1)
ويتفق الزحاف والعلة في ثلاثة أمور هي :
(1) مطلق الحذف . أي الحذف سيان جاء في السبب الخفيف أم الثقيل ، أم في الحشو أو العروض أو الضرب .
(2) الدخول على الأعاريض والأضرب.
(3) الدخول على ثواني الأسباب . (2)
ثانياً - الزحافات التي تجري مجرى العلل ، والعلل التي تجري مجرى الزحافات :
أ - الزحافات التي تجري مجرى العلل :
الزحاف وما أدراك ما الزحاف !! يزحف ولا يبالي ، يهجم على العروض من الزحاف ما يجري مجرى العلة، فيلتزم . وذلك في بعض الزحافات التي تلحق العروض أو الضرب .
مثال ذلك: القبض في مفاعيلن (فتصير مفاعلن) في عروض البحر الطويل. فلا بد من التزام (مفاعلن) في العروض في أبيات القصيدة كلها .
تفعيلات البحر الطويل :
فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن *** فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن
الشكل السابق هو الشكل الأصلي لبحر الطويل ، ولكن علماء العروض يقولون أن التفعيلة الأخيرة في الشطر الأول أو ما تسمى بـ ( العروض ) تأتي دائما مقبوضة ، أي تأتي ( مفاعلن وكانت في الأصل مفاعيلن فحذفنا الخامس الساكن وهو الياء ، فأصبحت مفاعلن، واشترطوا أن تكون هذه التفعيلة ثابتة في نهاية الشطر الأول في جميع أبيات القصيدة ، فأصبحت تفعيلات البحر الطويل :
فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن *** فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن
هكذا لزاما في كلّ أبياته ، ويستمر زحاف القبض حتى ختام القصيدة كأنها علّة لازمة ، هذا ما يسمى ( زحاف جاري مجرى العلة ) .
وحتى لو جاء القبض قي العروض والضرب ، يجب أن يجريا مجرى العلة ، مثال :
فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن *** فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن
ستبدي لك الأيّام ما كنت جاهلاً *** ويأتيك بالأخبار من لم تزوّدِ
ستبدي/لكلْ أيْيا/مماكنْ/تجاهلن* * ويأتي/كبل أخْبا/ رمن لم/ تزوْودي
يعقب الدكتور علي يونس (موسيقاه)على هذا البيت دون أن يقطعه - وقطعه السيد الهاشمي في (,ميزانه ) بكتابة عروضية خاطئة للضرب (3) - قائلاً : " تعد (مفاعلن) صورة مزاحفة من تفعيلة " أصلية"هي "مفاعيلن" ، ولكن " مفاعيلن"لا ترد عروضاً لهذا الوزن ولا ضرباً له ، فإذا جاءت عروضاً عدّ ذلك كسراً ، وإذا جاءت ضرباً فالبيت من وزن آخر." (4)
كلام الدكتور يونس يحتاج لتوضيح ، فقوله :" ولكن " مفاعيلن"لا ترد عروضاً لهذا الوزن ولا ضرباً له " ، يقصد بالوزن المقبوض العروض والضرب للبحر الطويل ، لا البحر الطويل كلّه، وكذلك قوله : "وإذا جاءت ضرباً فالبيت من وزن آخر."" يعني بالوزن الآخر ، هو البحر الطويل نفسه لكن من نوع الضرب التام المنتهي بـ " مفاعيلن" ، وإليك مثال من هذا النوع الأخير:
غنى النفس ما يكفيك عن سدّ خلةٍ *** فإن زاد شيئاً عاد ذاك الغنى فقرا
غننْ نفْ/ سمايكْفي /كمن سدْ/دخلْ لتن **فإنْ زا/دشي ئنْعا/دذاكلْ/غنى فقْرا(5)
" فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن *** فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن
وهذا من البحر الطويل المقبوض العروض والتام الضرب
مثال آخرمن البحر البسيط :
مستفعلن فاعلن مستفعلن فاعلن *** مستفعلن فاعلن مستفعلن فاعلن
هذا هو شكل البسيط الأصلي ، ولكن فاعلن الأخيرة في كلا الشطرين تصبح ( فــَـعـِــلــُـنْ ) ،وهذا زحاف ولكنه مستمر في كل الأبيات ، وهذا أيضا زحاف جاري مجرى العلة
مستفعلن فاعلن مستفعلن فعلن *** مستفعلن فاعلن مستفعلن فعلن
وعموماً الزحافات التي تجري مجرى العلل نجدها باختصار عند :
1 - القبض في عروض الطويل ، و في أحد أضربها .
. -2 - الخبن في بعض أنواع البسيط
3 - الخبن في بعض أنواع المديد مرفوقاً بالحذف .
4 - الخبن في عروض مخلع البسيط وضربه بمصاحبة القطع .
5 - الإضمار في بعض أنواع الكامل بمصاحبة الحذذ.
6 - العصب في أحد ضربي مجزوء الوافر.
7 - الخبل في أنواع من السريع بمصاحبة الكسف فتصبح مفعولات فعِلن .
8 - الخبن في بعض أنواع المتدارك بمصاحبة الترفيل .
9 - الخبن في بعض أنواع مجزوء الخفيف بمصاحبة القصر.
. 10 - الطي في بعض أنواع السريع الأخرى المصاحبة للكسف أو الوقف
11 - الطي في بعض أنواع المنسرح.
12 - الطي في عروض المقتضب .(6)
ب - العلل الجارية مجرى الزحاف :
تغييرات تطرأ على أوتاد الحشو ، وليس على أسبابه ، وهذا شذوذ عن القاعدة ، ومثال من البحر الطويل أيضاً ، وهذه تفعيلاته :
فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن *** فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن
علينا بالتفعيلة الأولى والثانية من الحشو وعملية الخرم التي تعني حذف المتحرك الأول من الوتدالمجموع لتفعيلة الأولى ( فعولن //ه/ه ، ب - - ، 3 2) ، فتصبح (عولن) فتحول إلى ( فــَعـْـلــُنْ/ه/ه ، - - ، 2 2 ) ، هذا التغيير غير ملزم أن تكون كل أبيات القصيدة مثله ، فهذا التغير علّة لكونه جاء على أول وتد وليس على ثاني سبب ، ولكنه غير ملزم لبقية الأبيات ، وهذا من خصائص الزحاف ، لذلك هي علة تجري مجرى الزحاف ، وهذه أربعة أنواع ، وهي :
1 - التَّشْعِيْثُ: وهو حذف أول الوتد المجموع، وذلك عندما يدخل (فَاْعِلاتُنْ) في ضرب الخفيف والمجتث، كقول الشاعر من الخفيف :
لَيْسَ مَنْ ماتَ فَاسْتَرَاحَ بِمَيْتٍ ** إِنَّما الْمَيْتُ مَيِّتُ الأَحْيَاءِ
إِنَّما الْمَيْتُ مَنْ يَعِيْشُ كَئِيْبًا **** كاسِفًا بالُهُ قَلِيْلَ الرَّجاءِ
فقوله: (أَحْيائِيْ) على وزن (فَاْلاتُنْ) = (/ه/ه/ه ، 222 ، ---) وقد دخلها التشعيث، ولم يلتزمه في ضرب البيت الثاني (ـلَ رْرَجَاْئِيْ /ه//ه/ه ، 232 ، - ب —) .
الكَبْل : وهو اجتماع الخَبْنِ مع القطع ، أي حذف الثاني الساكن وساكن الوَتِدِ المجموع من آخر التفعيلة وتسكين ما قبله ، ويدخل على تفعيلة واحدة هي ( مُسْتَفْعِلُنْ ) وتبقى بعد دخوله ( مُتَفْعِلْ) وتقلب إلى (فَعولُنْ)
2 - الْحَذْفُ: وهو ذهاب السبب الخفيف من آخر التفعيلة، وذلك في (فَعُوْلُنْ) في العَروض الأولى من بحر المتقارب، كقول الشاعر من المتقارب :
بِها نَبَطِيٌ مِنَ اهْلِ السَّوادِ *** يُدَرِّسُ أَنْسابَ أَهْلِ الْفَلا
وَأَسْوَدُ مِشْفَرُهُ نِصْـ(ـفُهُ) **** يُقالُ لَهُ : أَنْتَ بَدْرُ الدُّجَى
فقوله: (فُهُوْ) على وزن (فَعُوْ) = ( //ه، ب - ، 3 ) وقد دخلها الْحَذْفُ ، ولم يلتزمه في عَروض البيت الأول .
3 - الخزم : زيادة حرف أو أكثر في أول صدر البيت ، أو أول عجزه في بعض البحور، وهي علة قبيحة ، ومنه قول الإمام علي (ع) :
اُشْدُدْ حَيَازِيمَك لِلْمَوْتِ ** فَإِنَّ الْمَوْتَ لاقِيْكَا
حيث زاد كلمة (اشدد) ، تقطيعه :
اشدد /حيازيم / ك للموتِ ** فانّ المو\ ت لاقيكا
فالن / مفاعيل /مفاعيلن ** مفاعيلن \ مفاعيلن
فالخزم هو إضافة حركة أو حركتين إلى أربع حركات إلى ما أوله وتد مجموع، ولكن في البيت الثاني لم تدخل العلة ، لذلك هي علة جرت مجرى الزحاف:
ولا تجزع\ من الموت** إذا حل\ بواديكا
مفاعيلن \ مفاعيلن ** مفاعيل\مفاعيلن
4 - الخرم : هو حذف أول الوتد المجموع في أول شطر من البيت، الذي يبدأ بالتفاعيل الثلاث : فَعُوْلُنْ، مُفَاْعَلَتُنْ، مَفَاْعِيْلُنْ، وقد يدخلها وحده، أو يجتمع مع غيره، ولكل حالة اسمها حسب التفعيلة، واختلافها من حيث سلامتها، وزحافها ونوع هذا الزحاف :
أ - فَعُوْلُنْ: ونأتي على شكلين :
1 - قد يحذف أول الوتد المجموع فقط من (فَعُوْلُن //ه/ه) فتصبح : (عُوْلُنْ /ه/ه) وتتحول عروضياً إلى (فعْلن)، فيسمى الثَّلْمَ، ويدخل الطويل ، والمتقارب .
2 - قد يجتمع الخرم مع الْقَبْض بمعنى حذف أول الوتد المجموع، وحذف الخامس الساكن من (فَعُوْلُنْ //ه/ه ) فتتحول إلى إلى (عُوْلُ /ه/)، فيسمى الثَّرْمَ، ويدخل البحر الطويل، والمتقارب .
ب - مَفَاْعِيْلُنْ: وهي على ثلاثة أنواع :
1 - قد يدخل وحده أي حذف أول الوتد المجم(وع فتصير (مَفَاْعِيْلُنْ): (فَاْعِيْلُنْ)، فيسمى (الْخَرْمَ ) ، ويدخل بحر الهزج، والمضارع.
2 - قد يجتمع مع الْقَبْض أي حذف أول الوتد المجموع، وحذف الخامس الساكن، فتصبح (مَفَاْعِيْلُنْ) : (فَاْعِلُنْ) ، فيسمى (الشَّتْرَ) ، ويدخل بحر الهزج، والمضارع.
3 - قد يجتمع مع الْكَفّ أي حذف أول الوتد المجموع، وحذف السابع الساكن، فتصبح (مَفَاْعِيْلُنْ) : (فَاْعِيْلُ)، فيسمى (الْخَرْبَ ) ، ويدخل بحري الهزج، والمضارع.
ج - مُفَاْعَلَتُنْ : ولها أربعة أنواع :
1 - قد يدخل وحده أي حذف أول الوتد المجموع فتصبح (مُفَاْعَلَتُنْ): (فَاْعَلَتُنْ)، فيسمى ( الْعَضْبَ )، ويدخل البحر الوافر.
2 - قد يجتمع مع الْعَصْب أي حذف أول الوتد المجموع، وإسكان الخامس المتحرك فتصبح (مُفَاْعَلَتُنْ) : (فَاْعَلْتُنْ)، فيسمى (الْقَصْمَ) ، ويدخل البحر الوافر.
3 - قد يجتمع مع النقص أي حذف أول الوتد المجموع، وإسكان الخامس المتحرك، وحذف السابع الساكن ، فتصبح (مُفَاْعَلَتُنْ): (فَاْعَلْتُ)، فيسمى (الْعَقْصَ) ، ويدخل البحر الوافر.
4 - قد يجتمع مع الْعَقْل أي حذف أول الوتد المجموع، وحذف الخامس المتحرك فتصبح (مُفَاْعَلَتُنْ): (فَاْعَتُنْ)، فيسمى (الْجَمَمَ ) ، ويدخل البحر الوافر.
فما دخله (الْخَرْمُ) يسمى مخرومًا، وما لم يدخله يسمى مَوْفورًا .
ومن أمثلة الخرم في البحر الطويل قول المرقِّش الأكبر:
هَلْ يَرْجِعَنْ لِيْ لِمَّتِيْ إِنْ خَضَبْتُهَا ** إِلَى عَهْدِهَا قَبْلَ الْمَشِيْبِ خِضَابُها
فقوله: (هَلْ يَرْ) تساوي (عُوْلُنْ/ه/ه) ، والتفعيلة الأولى للبحر الطويل هي (فَعُوْلُنْ //ه/ه)
ومن أمثلة الخرم في البحر الوافر قول الحطيئة:
إن نزل الشتاءُ بدار قومٍ ** تجنَّبَ جارَ بيتهِمُ الشتاءُ
بدأ البيت بـ (إِنْ نَزَلَ شْ فَاْعَلَتُنْ /ه///ه)، والبحر الوافر تفعيلته (مُفَاْعَلَتُنْ//ه///ه) وإليك ملخصا لما سبق في هذا الجدول:
التفعيلة الأصلية
تركيب الخرم مع غيره
ما يسمى به
صورة التفعيلة بعد دخوله
فَعُوْلُنْ //ه/ه، ب - - ، 3 2
الْخَرْم
ـــــ
الثَّلْمَ
عُوْلُنْ /ه/ه ، - - ، 2 2
الْخَرْم
الْقَبْض
الثَّرْمَ
عُوْلُ
مَفَاْعِيْلُنْ //ه/ه/ه ، ب - - - ، 3 2 2
الْخَرْم
ـــــ
الْخَرْمَ
فَاْعِيْلُنْ /ه/ه/ه ، - - - ، 2 2 2
الْخَرْم
الْقَبْض
الشَّتْرَ
فَاْعِلُنْ
الْخَرْم
الْكَفّ
الْخَرْبَ
فَاْعِيْلُ
مُفَاْعَلَتُنْ
الْخَرْم
ـــــ
الْعَضْبَ
فَاْعَلَتُنْ
الْخَرْم
الْعَصْب
الْقَصْمَ
فَاْعَلْتُنْ
الْخَرْم
النقص
الْعَقْصَ
فَاْعَلْتُ
الْخَرْم
الْعَقْل
الْجَمَمَ
فَاْعَتُنْ
ثالثاً - الزحاف الذي يستحسن لزومه :
لنرجع لبحرنا الطويل ، طوّل الله عمره ، وأدام بقاءه !! ، ولو أننا لم ندخل رحابه ، وإنما نتقرب من تفعيلاته وعروضه وأضرابه ، المهم من أضرابه هذا المحذوف :
فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن *** فعولن مفاعيلن( فعولن) فعولن
حـــــــــــشــــــــــــــــو العروض*** حـــــــــــــشـــــــــــــــو الضرب
العروض لا تأتي في البحر الطويل إلا مقبوضة (مفاعلن) ، أما الضرب فقد يأتي إمّا تام (مفاعيلن) ، أو مقبوض (مفاعلن) ، أو محذوف (مفاعلن ) ،دقق معي رجاءً في عجز البيت ، قد جاءت تفعيلتا ( فعولن) ، إحداهما حصرتها بين قوسين ، وهذا البحر - يا قارئي الكريم- من البحور المركبة ، أي تفعيلاته متباينة ، فيها ( مفاعيلن و فعولن) ، وليس من البحور الصافية ، مثل الرجز، كل تفعيلاته ( مستفعلن مستفعلن ...) - سنأتي على الأمربعد عدة فصول - .
إذن ستكون تفعيلات صدر البيت (فعولن) خماسية ، (مفاعيلن) سباعية ، (فعولن) خماسية ، (مفاعلن) سداسية .
أمّا عجز البيت ، فتفعيلاته ، ( فعولن) خماسية ، ( مفاعيلن ) سباعية ، (فعولن) خماسية ، (فعولن) خماسية .
وهذا التباين ما بين الصدر والعجز ، وخصوصاً إذا تكرر يؤثر على الجرس الموسيقي للبيت ، فالبيت تفعيلاته متباينة وليست بمتجانسة ، فمن الأحسن أن يدخل زحاف القبض على (فعولن //ه/ه) المحصورة بين قوسين في العجز ، والتي تسبق الضرب لتتحول إلى (فعولُ//ه/) ، فتتولد التفعيلة الرباعية ، مما يؤدي إلى تباين التفعيلات في العجز كما في الصدر ، فيكون البيت :
فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن *** فعولن مفاعيلن( فعولُ) فعولن
ومن الأحسن أن يلازم هذا الزحاف كل أبيات القصيدة ، ومن هنا جاء العنوان وهذا ما أشار إليه الخطيب التبريزي في كتابه (الكافي في العروض والقوافي) معللاّ .. بقوله :
" لأن هذا البحر بـُـنـِيَ على اختلاف الأجزاء فلما تكرر في آخره جزآن خماسيان قــُـبض الأول فيكون على أصل ما بـُـنـِيَ عليه "
وأخيراً هنالك مبادئ يلخصها الدكتور السيد البحراوي في ( العروض وإيقاع الشعر العربي ) في قضية الزحافات والعلل أولها أن لا تخالف مبادئ اللغة العربية كأن يبدأ الشعر بساكن ، أو أن يلتقي ساكنان في في حشو الأبيات ، أو وسط تفعيلات الأعاريض والأضرب ، وبالجملة وسط الكلام ، وأن تنتهي الأبيات الشعرية بسواكن ، أو تشبع حركاتها حتى حروف لينها الساكنة ، ويستثنى من ذلك ( مفعولاتُ) دائرة المشتبه ، والعرب عادة يقفون على ساكن.
يجب أن لا تزيد الحركات المتتالية على أربعٍ متحركة وفي حالات نادرة خمسة ، ومن الأفضل أن تكون النسبةمتوازنة بين الحروف المتحركة والساكنة : 2 : 1 ، كما يرى حازم في ( منهاجه)(7) ، ليس هذا فقط ، بل التناوب والتناسب أيضاً ضروري ، أي كما يقول الأخفشفي (كتاب عروضه) من الأفضل أن يكون المتحركان بين ساكنين ، أو أن يكون ساكن بين متحركين (8) ، ومن هنا وضع العروضيون معايير في كيفية إلتقاء الزحافات والعلل في التفعيلة نفسها أو التفعيلات المتجاورة ، ومن الممكن إلتقاء زحاف وعلة في تفعيلة واحدة ، كما هو الحال في (فعولن من مستفعلن) ، إذ اجتمع القطع والخبن في مخلع البسيط . (9)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
- (1) راجع - محفظة الأستاذ خليفة ، تم الإرسال في 28 / 11 / 2013 م ، بواسطة الأستاذ خليفة ، وتم التحديث في 09 / 02 / 2014 م.
(2) راجع : (التغييرات العروضية ) في الموقع:
http://www.elibrary4arab.com/…/arood...rat-arodya.htm
(3) ، (5) راجع ميزان الذهب : الهاشمي ص 32 م. س. هنالك بعض الكتابة العروضية غير الدقيقة.
(4) نظرة على موسيقى الشعر: د. علي يونس.
(6) (ديوان العرب)علم العروض والقافية - ملاحظات واختصارات إعداد،: عادل سالم
كانون الأول (ديسمبر)2007.
http://www.diwanalarab.com/spip.php?article3659
(7) ، (8) ، (9) راجع ( العروض وإيقاع الشعر العربي) : د . السيد البحراوي،، والاستشهاد عن ( مهاج البلغاء وسراج الأدباء) : حازم القرطاجني ص 267 ، ( كتاب العروض) : سعيدى بن مسعدو - الأخفش الأوسط تحقيق السيد البحراوي نفسه.