أخي الأستاذ الفاضل سعد عطية .
لا أجد بحثاً فلسفياً أعقد من هذا البحث وأعوصه على العامة , لتشعب الأفكار ووعورة المسالك وتشابه المصطلحات وتقارب حدودها , كالإحساس والشعور، والإدراك، والحفظ، والتذكر، والذكر، والفهم، والفقه، والدراية، واليقين، والذهن، والفكر، والحدس، والذكاء، والفطنة، والكيس، والرأي، والتبين، والاستبصار، والإحاطة، والظن، ثم العقل , وبالرغم من أن إمكانية الفصل بين هذه المسميات لا تكون إلا بحدود ضيقة , لكن البحث عنها من الصعب بمكان , وأنا لست من أهل الاختصاص , بل ربما أكون من المتفيقهين في المسائل الفلسفية , لكن أرى أنه من واجبي في مشاركتكم الرأي ليأخذ المثقف مكانه في النظر على هذه المسائل في التحليل ليدرك بعض المعرفة إن استطاع إلى ذلك سبيلا.
وبالرغم من جودة العرض الذي تقدمت به , وذلك باقتضاب الموضوع وسهولة فهم ما تفضلت به , إلا أنني أود القول , بأن الذين يدركون حقيقة الواقع في شعوبنا العربية هم قلائل جداً, وأستطيع تسمية شعوبنا بالجماهير الدهماء , لأنهم يصفقون دون إدراك لسبب تصفيقهم , ولذا فنحن أمة إقرأ لا نقرأ , ولو قرأنا فلا ندرك المعنى من قراءتنا , وهذه علة منتشرة في أوساط الشعوب المنكوبة , بالجهل والانحطاط , لتكون لقمة سائغة لأي مستعمر لاحتلال بلادنا والسيطرة على ثرواتنا .
تعال معي يا أخي .
قبل عقود قليلة كنا نعد الثروة بالآلاف , ثم ازدادت لكي نعدها بالألوف , ثم ازدات لنعدها بالملايين , ثم بالمليارات , إلى أن بلغت في دول الخليج ( ترليون ) .
ولو كنا ندرك أهمية هذا المخزون المالي وتوظيفه لحضارتنا , لاستطعنا أن نشتري مصانع العالم وتكنولوجيتهم , ولكن للأسف لم تستطع الدول العربية أن تصنع إبرة خياطة ولا شفرة حلاقة , فأي إدراك لمثل هذه الشعوب ؟؟؟؟؟؟
والحديث ذو شجون , ولك كل الاحترام .