سر الإخلاص.
ــــــــــــــــــ
لا يسلب صفاء الإخلاص شيء كطلب التزين في قلوب الخلق، برجاء مدحهم وتعظيمهم، فيورث ذلك أخلاطا ثلاثة:
- رؤية إخلاصك وإحصاؤه .
- طلب العوض عليه .
- رضاك به وسكونك إليه .
أما الخِلْط الأول، فلا يطرده شيء كرؤية منة الله عليك، وأن ما وفقت إليه من الإخلاص جرى بفضله المحض، كما قال تعالى: ( وَلَوْلاَ فَضْلُ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَىٰ مِنكُمْ مِّنْ أَحَدٍ أَبَداً وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَآءُ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) النور : 21 .
أما الخلط الثاني، فيدفعه إقرارك أنك محض عبد، إذ لا يفسد مقتضى العبودية شيء كطلب الأجر عليها، فإن أصابك من سيدك ثواب، فإنما هو إحسان منه لا معاوضة، كما في قول النبي صلى الله عليه وسلم: ( إلا أن يتغمدني الله منه برحمة ولكن سددوا ) صحيح مسلم 2816 .
وأما الخلط الثالث، فلا ينفيه إلا أمران:
1 - رؤية ما يتخلل عملك من التفريط وحظ النفس، وأن وراءك عدوّا يود لو جعلت له من قصدك جزءه، أو كله، وقد ضرب لك لها صاحب السِّواد رضي الله عنه مثلا بقوله: ( لا يَجْعَلَنَّ أَحَدُكُمْ لِلشَّيْطَانِ مِنْ نَفْسِهِ جُزْءًا ، لا يَرَى إِلا أَنَّ حَقًّا عَلَيْهِ أَنْ لا يَنْصَرِفَ إِلَى عَنْ يَمِينِهِ ، لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِنَّ أَكْثَرَ مَا يَنْصَرِفُ عَنْ شِمَالِهِ) صحيح مسلم 707 .
فهذه التفاتة جارحتك ؛ فكيف بالتفاتة قلبك ؟؟ ..
2 - رؤية قلتك وعجزك عن الوفاء بحقوق العبودية لمولاك، وأن شرطها أعظم من أن تقابله ببذلك، فليس أذهب لسر الطاعة من رضا العبد عن نفسه.
وبالله التوفيق وعليه التكلان .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
اهـ من (بشرى الرفاق، وسلوى الوفاق).