إخواني الأعزاء , وكل من يهتم بدقائق العروض التخصصي , أتقدم إليكم بهذا البحث وما دار حوله من حوار
أتناول أولاً عبارة الأخ الأستاذ خشان القائلة : على الرابط الآتي , والمنقول أدناه ما يلي بعد الرابط
http://arood.com/vb/showthread.php?p=35122#post35122
يقول الأستاذ خشان :
2- أخي وأستاذي غالب الغول أغار على الوتد المفروق فحذف ساكنه في مفعولــــاتُ = 2 2 1ه 1 من أجل إدخال الدوبيت في العروض العربي معتبرا أن ذلك يأتي منسجما مع عروض الخليل .
وغالب الغول يقول بالرد الآتي :
جميعنا يعلم بأن مفعولاتُ , من التفاعيل التي أهملها الخليل , ومنع تتابعها من تشكل بحر مستقل , لأنها تنتهي بحركة .
ولذلك لا يجب علينا أن نهدر الوقت على تفعيلة مهملة , ولا علينا أن نبحث عن أجزاء هذه التفعيلة التي لم تدخل بحراً عروضياً خليلياً إلا وأفسدت البحر من جراء حركة آخرها التي تحتاج إلى معالجة إيقاعية ليستمر نشاطها النغمي على سليقة يقبلها المنشد .
ففي بحر السريع , لم تظهر هذه التفعيلة سالمة من الزحاف لأن آخرها حركة ,
وفي بحر المنسرح , لم يُفرض الوتد المفروق في هذا البحر , فجاءت التفعيلة على حالتين فقط وهما , إما أن تأتي تامة سالمة من الزحاف , وإما أن تأتي مطوية , ولكن لا بد من أن تأتي مستفعلن بعدها ( مطوية ) لماذا ؟ لأن مستفعلن لو جاءت مخبولة أو مخبونة , لفسد إيقاع البحر, لكثرة المتحركات , ومن هنا فرض على التفعيلة مستفعلن الطي ليصنع الوتد المجموع من حركة التفعيلة الأخيرة لمفعولاتُ , ولم يشر العروض على وجود وتد مفروق للتفعيلة مفعولاتُ , بل كان التركيز الإيقاعي على الوتد المجموع بعدها .
أما بحر الخفيف , والتي تحمل التفعيلة ( مفعولاتُ ) بتسمية مخادعة , فلم يظهر الوتد المفروق للتفعيلة نفسها , بل فإن سبب الوتد المفروق قد تأثر بالزحاف فصارت التفعيلة الوسطى ( عولاتُ مُ ), وقد تم البرهان عليها سابقاً .
إن أصل تفاعيل الخفيف على الدائرة الخليلية كما يلي :
تفعلن : ( وهي ما تبقي من مستفعلن )
مفعولاتُ :
مستفعلن :
مس : وهي ما تبقى من مستفعلن الأخيرة
فتصير التفاعيل على الشكل الآتي
تفعلن/ مفعولات/ مستفعلن/ مس
وبعد التحوير الذي أراده الخليل , : أكمل التفعيلة الأولى فصارت
تفعلن مف / ( مفعولاتُ )
وصارت التفعيلة الثانية هكذا
عولاتُ مس / ( مستفعلن)
وصارت التفعيلة الثالثة هكذا:
تفعلن مس ( فاعلاتن )
وجمع التفاعيل الثلاثة فصارت على الشكل الآتي
تفعلن مف/ عولاتُ مس / تفعلن مس
فاعلاتن / عولات مس / فاعلاتن
ولما أجرى الزحاف ( المهمل على التفعيلة الثانية ) بدأت تقرأ هكذا
فاعلاتن / عولاتُ مُ / فاعلاتن
ـــــــــــــــ / عولاتُ مُ ـــــــــــــ
ومن الخلل العروضي الذي طرأ على هذه التفعيلة الوسطى , أنهم ألبسوها للتفعيلة مستفعلن , وهي ليست منها , وكفوا التفعيلة مستفعلن , ولا يصح كفها في كل كتب العروض ,
ومن هنا نستطيع القول , أن الخليل هو الذي أغار على الوتد المجموع للتفعيلة المزعومة ( مستفعلن الوسطى ) فكفها , فالخليل الذي ( كف ) وتد مستفعلن لضرورة إيقاعية , قد أخطأ بهذه التسمية , أما غالب الغول الذي أتى ببراهين تثبت أن مستفعلن الوسطى لبحر الخفيف هي أصلاً ليست إلا من بقايا مفعولات , فاعتبروه خطأ .
وكلمة أخيرة أقول
عندما نتكلم على مفعولات في غير بحور الخليل , فلا يجب أن نعارض إيقاعها الذي أختاره المنشدون العرب وليس الفرس , لأن الدوبيت هو وزن عربي , نعم إنه وزن عربي , وهو من تتابع مفعولات , ومن زحافات مفعولات التي تأتي على الشكل الآتي:
مفعولات/ مفعلاتُ/ مفعولتُ / مفعولن , مفعلا /
ولكل تفعيلة برهانها , ولم يأت بها غالب الغول اعتباطاً ,
وما أتى الخليل بهذه التفاعيل المعقدة , إلا ليصل إلى إيقاع بحر من البحور أسماه الخفيف , وكلمة الإيقاع تحتاج إلى نبر التفاعيل لتخلق الرتابة الإيقاعية , وأشكر الأخت الأديبة الفاضلة ريمه الخاني التي نقلت لنا هذا النص , والذي يشير إلى وجود النبر الداخل في الإيقاع ,وهذا هو النص المنقول:
هل هناك علاقة مابين النبر والإيقاع الشعري؟
إليكم الإضافة للمناقشة:
قرأت في مجلة "التراث الأدبي " العدد 127 دراسة لنمط الرثاء عند "مالك بن الريب"(حيث رثى نفسه شوقا لوطنه بعد مغامرات معارك الفتوح عهد السلاجقة) مقارنة بشاعر معاصر وهو "عبد المعين الملوحي " والفرق بين المباشرة وجمع أغراض شعرية لعدة أهداف.
وجاء فيها:
إن كل ظواهر الإعادة الصوتية والتركيبية والمعجمية والدلالية ,وهذا الإيقاع يحقق تلاحما وتناغما بين الإيقاع اللغة العميق,وتتناغم فيه الأبعاد الشكلية والأبعاد الدلالية , إذ قلما تحرك مشاعر القارئ واحاسيسه أصوات طارئة لاتنجم عن تجانس الذات الشاعرة والمشاعر التي تعبر عنها.
وقد قسم الإيقاع إلى ثلاثة مستويات:
الوزن العروضي:الذي يشكل فضاء موقعيا للموازنات .
والأداء :وهو الإنجاز الشفوي للخطاب الشعري وقوامه:الشد والنبر والارتفاع.
وثالث المستويات الموازنات التي تعتمد تكرار الصوامت والصوائت مستقلة في إطار الكلمات.
(الدراسة للدكتور وليد سراقبي) ص 120
والذي يجلب الشك والريب في المناقشة , أن غالب الغول يعيد بحر الدوبيت بشكل قطعي ومدعم بالبراهين , إلى الوزن العربي , لكن الأستاذ خشان لا يريد للعرب أن يفلحوا بهذا الوزن فقال :
"(((( والرأي الذي يمكن أن نرجحه هو . ما وافق الوزن العربي فهو للعرب , سواء حسنوه أو أضافوا إليه , وما خالف الوزن العربي ونظام العروض فهو للفرس)))))
وكأن الأستاذ خشان أصبح خبيراً بالأوزان الفارسية , بل اعتبر نفسه فارسياً أصيلاً لينكر عروبة الوزن ويضيفه إلى الفرس ,
إن غالب الغول قد وضع أدلة وبراهين واضحة لزحاف ( مفعولتُ ) التي اكتشفها منذ سنوات طويلة , فهل بمقدور الأستاذ خشان أن يبرهن عكس ذلك , ونشكره بعد ذلك شكراً جزيلاً لكي نضم الدوبيت إلى فارسيته ؟ نعم إن مفعولتُ من زحافات مفعولاتُ , نعم , إن بحر الدوبيت من الأوزان العربية , وليست من البحور الخليلية , مثله مثل وزن المستطيل والمتئد وغيره من الأوزان التي استحدثها المولدون .
ومن هنا لا أستطيع إلا القول :
يا حسرة ما أكاد أحملها
مع أغلى التحايا للأستاذ خشان ولكل عربي أصيل , يحب تراث قومه ويدافع عنه بالأدلة والبراهين , ليعود كل مغتصب إلى أهله
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
ضبط قواعد الدوبيت
كتبه / غالب احمد الغول
تشرين1/2010
@@@@@@@@@@@
اختلف الباحثون في وزن الدوبيت , أهو فارسي الوزن أم هو عربي الوزن , ومنهم من يقول بأنه فارسي دخل العربية , بدلالة المصطلح الفارسي ( دو ) بمعنى اثنان , و ( بيت ) بمعنى بيت , أي أنه مركب من بيتين , للتفرقه بينه وبين الرباعي .
وتناول اثنان من الباحثين في الدوبيت أو أكثر, وقد جمعوا معظم تفاعيله الكثيرة بأشكالها وأصنافها ومسمياتها , لكنها تعود كلها إلى وزن واحد , وتفعيلة واحدة متكررة ثلاث مرات مع الترفيل , وهي تتفق مع تفاعيل الهزج بعد خرم أوله أو ( خرب ) أوله , ليصير إلى الدوبيت بتفعيلته ( مفعولاتُ وزحافاتها ) .
إن الفرق بين الهزج والدوبيت يعود إلى أن الهزج المخروم أوله , لم يجيء تاماُ بثلاث تفاعيل , لكن الدوبيت جاء مرفلاً بتفاعيله الثلاث , ولو جاء الدوبيت مجزوء لشارك الهزج المخروم أوله ببحره وتفاعيله وزحافاته . وهذا ما جعل الخليل يهملة , بسبب التقارب بينه وبين تفاعيل تنتهي بمتحرك مثل ( مفعولات) , كما أنه لا يوجد فرق بين التفعيلة مفاعيلن ومفعولاتُ سوى انتقال حركة الوتد من أول مفاعيلن لنضعها على آخر التفعيلة نفسها لتصير إلى ( مفعولاتُ ) . ومن الباحثين الذين تكلموا حول الدوبيت هم :
الدكتور عمر خلوف ـــ الرياض على الرابط الآتي:
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?15025-الدوبيت&highlight=الدوبيت
والدكتور عبدالإله كنفاوي ــ الرباط
http://pulpit.alwatanvoice.com/artic...21/151346.html
وملخص ما قاله الدكتور خلوف عن الدوبيت نضعه في هذه الفقرة الآتية :
(((((ولكننا نفضل استخدامَ مصطلح (الدوبيت)، لأنه علَمٌ على هذا الوزن، لا يُشاركه فيه أيّ بحرٍ آخر، يُشبه قولَنا: الكاملَ أو الطويلَ أو البسيط. بينما تشير كلمة (الرباعيات) إلى جميع ما كُتبَ بطريقة الرباعيات، على أيِّ وزنٍ كان.
وربما كان ظهور رباعيات الدوبيت في أواخر القرن الثالث الهجري. حيث جاء ذكرها في كلامٍ للجنيد البغدادي (-298هـ)، ومعاصره أبي الفضل الهاشمي (-317هـ)، إبّان انتشارها في غزنين. ولكن الغريب فعلاً أنْ تكون أقدم رباعية دوبيتية معروفة هي رباعية عربية، حيث يعود تاريخها إلى أواخر القرن الثالث الهجري، عصر اكتشاف الدوبيت نفسه. فقد وجَدْتُ في ديوان الحلاّج (-309هـ) رباعية دوبيتية فريدة، فاتَ ذكْرُها على جامع (ديوان الدوبيت، ومستدرَكَيْه)، مع أنه هو محقّق ديوان الحلاج! يقول فيها:
كَمْ ينشُرُني الهوى وكَمْ يطويني ** يا مالِكَ دُنْيايَ ومالِكَ دِينِي
يا مَنْ هُوَ جَنَّتي ، ويا روحِي أنا ** إنْ دامَ علَيَّ هجْرُكُمْ يُعْيِينِي
بل أورد ابن إياس الحنفي (-؟هـ) للإمام الشافعي (-204هـ) ست رباعيات دوبيتية، فاتت كذلك على جامع (ديوان الدوبيت)، هي الأقدم إن صحّت نسبتها إلى الشافعي، يقول في أولاها:
رزْقي يَأْتي ، وخالقي يكفلُهُ ** لا أفْضُلُ غيرَهُ ولا أسألُهُ
إنْ كنتُ أظنُّ أنّهُ منْ بَشَرٍ ** لا قدَّرَهُ اللهُ ولا يسّرَهُ
مما تقدم , نستطيع القول , (( بما أن الدوبيت وجد عند العرب أقدم من وجوده في فارس , فيعني أنه يمكن أن يكون أو لا يكون من الأوزان العربية , ولكننا نرجح عروبته تاريخياً ووزناً كما سيأتي .)
ويمكن أن يكون العرب قد حسّنوه وألفوا عليه بما يناسب الذوق العربي , ويمكن أنهم تركوا الوزن الفارسي المكسور والذي فيه الزيادة أو النقص في أجزائه للفرس .
ولكن الذي يهمنا هو الوزن الذي بين أيدينا , هل هو موافق للمبدأ العروضي الخليلي ؟؟
أم انه مخالف للعروض العربي ؟؟
والرأي الذي يمكن أن نرجحه هو . ما وافق الوزن العربي فهو للعرب , سواء حسنوه أو أضافوا إليه , وما خالف الوزن العربي ونظام العروض فهو للفرس .
ولكن لاحظنا أن جميع الأمثلة الشعرية التي وصلتنا , القديمة جداً والحديثة , قد اختلفت أجزاء تفاعيلها وتعددت أسماءها , فهل يعني هذا أن كل بيت منها يختلف عن البيت الآخر باختلاف الأجزاء ؟
أم أنها كلها تشترك في تركيبة واحدة وإيقاع واحد وتفاعيل لا تحيد عن ( (فاعيلن مفاعيلن مفاعيلن) أو (مفعولتُ مفعلاتُ مفعولتُ) وهما متفقان في الإيقاع والمقاطع وعدد الأسباب والأوتاد لا يخالفان عروض الخليل لا بالزحاف ولا بالعلل ؟ , ثم أليس من حقنا أن نقول بأن هذا الوزن وهذا الإيقاع وهذا الشعر هو من إنتاج عربي ومن أوزان عربية ؟؟؟
وبعد أن قمت بتحليل جميع الأبيات الشعرية التي وردت في الرابطين أعلاه , وجدت أن الدوبيت ثابت التفاعيل , وثابت الوزن , ولا يزيد على ثلاث تفاعيل وهي :
1 ــ إما أن تكون تفاعيله على وزن فاعيلُ مفاعيلُ مفاعيلن :
التفعيلة الأولى ( أخرب مفاعيلن )
ـ ـ ب /ب ـ ـ ب / ب ـ ـ ب/ـ
أو أخرم مفاعيلُ,وهي من التفاعيل الخليلية (الهزجية )
2 ـ وإما أن تكون تفاعيله على وزن ( مفعولاتُ ) بعد أن انتقلت حركة الوتد من أول مفاعيلن إلى نهايتها , لتصير ( مفعولاتُ ) وهي تفعيلة خليلية وجدت في بحور دائرة المجتلب , ومن أهم زحافاتها ( مفعلاتُ ) و ( مفعولتُ ـ ـ ب ب ) المهملة , التي نتجت من تدوير زحاف ( مفاعيلُ على الشكل الآتي :
ب ـــ ـــ ب (مفاعيلُ من مفاعيلن مكفوفة ) هزجية
..ـــ ـــ ب ب (مفعولتُ من مفعولاتُ ) مهملة دخلت الدوبيت
.. .. ـــ ب ب ـــ (مستعلن من مستفعلن المطوية ) رجزية
.. .. .. ب ب ـــ ـــ (فعلاتن من فاعلاتن المخبونة ) في الرمل
وجميع الحركات المتجاورة كل منها ما هي إلا ( حركة ووتد ) , وليست أسباباً ثقيلة كما يتوهمها آخرون .
ومن أجزاء مفعولاتُ وفروعها ( مفعلاتُ / مفعولتُ / وبعض الأضرب جاء على وزن مفعولن ), ومنها يتشكل وزن الدوبيت , فما شذ عنها فهو شاذ , وما وافقها فهو موزون بالوزن العربي بتفاعيل خليلية , لكنها ليس من البحور الخليلية , لأن الدوبيت ظهر بعد الخليل .
ويمكن ضبط الوزن بهذه الأجزاء.
ـــ ـــ ب ب/ ـــ ـــ ب ب/ ـــ ـــ ـــ ـــ وما شابهها وإليكم التطبيق العملي الآتي :
نأخذ الشواهد التي جمع بعضها الدكتور خلوف , وهي أقدم الأبيات التي ظهرت , وكما يلي :
كَمْ ينشُرُني الهوى وكَمْ يطويني ** يا مالِكَ دُنْيايَ ومالِكَ دِينِي
يا مَنْ هُوَ جَنَّتي ، ويا روحِي أنا ** إنْ دامَ علَيَّ هجْرُكُمْ يُعْيِينِي
ــ ــ ب ب/ ــ ب ــ ب/ ــ ــ ــ ــ/ مفعولتُ مفعلاتُ مفعولاتن
( 2 2 1 3 1 2 3 2 2 2 )
ــ ــ ب ب/ ــ ــ ب ب/ ــ ب ب ــ ــ/ مفعولتُ مفعولتُ مفتعـِلاتن
التفعيلة ( مفتعلاتن ) من أخوات مفاعلتن بسببها الثقيل , ومنها أخذت مفعولاتُ بعد ما يشبه الإضمار .
ــ ــ ب ب/ ــ ب ــ ب/ ــ ــ ــ ب/ ــ مفعولتُ مفعلاتُ مفعولاتُ فا
ــ ــ ب ب/ ــ ب ــ ب/ ــ ــ ــ ــ /مفعولتُ مفعلاتُ مفعولاتن
رزْقي يَأْتي ، وخالقي يكفلُهُ ** لا أفْضُلُ غيرَهُ ولا أسألُهُ
إنْ كنتُ أظنُّ أنّهُ منْ بَشَرٍ ** لا قدَّرَهُ اللهُ ولا يسّرَهُ
ــ ــ ــ/ ــ ب ــ ب/ ــ ــ ب ب/ ــ مفعولن مفعلاتُ مفعولتُ /فا
التفعيلة الأولى مكشوف , والكشف في أول البيت شاذ , يمكن معالجته إنشادياً .
ــ ــ ب ب/ ــ ب ــ ب/ ــ ــ ب ب/ ــ مفعولتُ مفعلاتُ مفعولتُ فا
ــ ــ ب ب/ ــ ب ــ ب/ ــ ــ ب ب/ ــ مفعولتُ مفعلاتُ مفعولتُ فا
ــ ــ ب ب/ ــ ــ ب ب/ ــ ــ ب ب/ ــ مفعولتُ مفعولتُ مفعولتُ فا
ونلاحظ من خلال التقطيع للأبيات أعلاه أنها اشتركت في الأجزاء
مفعولتُ / مفعلاتُ / مفعولاتن / مفعولن , وهذه كلها من أجزاء ( مفعولاتُ )
أما الأمثلة الشعرية التي أوردها الدكتور عبدالإله فهي كما يلي :
يقول :
ويعتبر مالك بن المرحل السبتي ( عاش في القرن السابع، ما بين 604 إلى699)، أول من وضع له ميزانا يرجع إليه عند الاضطرار أو الاختيار.
وفي ذلك يقول:
" رأيت النوع المعروف بالدوبيت من أوزان الكلام المنظوم، مستقيم البناء، مستعذبا في الغناء. إلا أن بعض الناس يخلطون في النظم عليه، ويسلك مسلك العجم في الزيادة فيه، والتقصير منه، حتى يخل به. فصنعت له ميزانا وبينت ما يجب أن يلتزم فيه، وما يحسن وما يقبح، قياسا على الأنواع العربية، وإتباعا للأكثر في المساق، والعذب في المذاق ".
فمثل هذا اللون من الشعر جدير بأن تكون له
قواعد تضبطه، وتمنع الخلل فيه،
ولذلك تجد ابن المرحل قد اعتمد في وضع قوانينه على عناصر ثلاثة، وهي:
الأنواع العربية،
واطراد الأنساق،
والعذوبة في المذاق،
حتى لا تبدو غريبة عن الأذن العربية. أما قوله بأنه اعتمد على اضطراد الأنساق العربية ، فيقتضي بأنه سيبعد من النصوص ما شذ عن ذلك.
وقد ذكر أنه مثمن مبني من:
فعّلن بسكون العين متفاعلن فعولن فعلن بتحريك العين:
/0/0 ///0//0 //0/0 ///0
فعلن متفاعلن فعولن فعلن
ـــ ـــ ب ب/ ـــ ب ـــ ب/ ـــ ـــ ب ب/ ـــ
ويقول غالب الغول:
إن الدوبيت الذي بين أيدينا موزون بالوزن العربي , فهو ليس فارسي الوزن , وهو غير غريب عن الأذن العربية أيضاً , وهو عذب المذاق , لأنه يعلم بأنه يساير ويتماشى مع تفاعيل الخليل قلباً وقالباً , ولأنه محصور في اتزان إيقاعه وسلامة وزنه على السليقة العربية .
وكما تلاحظ فإن الأجزاء السابقة تتفق مع الأجزاء هذه :
( مفعولتُ/ مفعلاتُ/ مفعولتُ فا ) ؟ وهي كلها من فروع مفعولاتُ.
أو أونها من أخرب مفاعيلُ وهذا تشكلها :
ـــ ـــ ب / ب ـــ ب ـــ / ب ـــ ـــ ب / ب ـــ
فاعيلُ / مفاعلن/ مفاعيلُ / فعو
ولكن أيهما أفضل أن تكون من تكرار زحافات مفعولاتُ أم من أخرب مفاعيلن ؟
أعتقد أن الأولى أقل تعقيداً وأصح وزناً وزحافاً ومنطقاً .
@@@
ويؤكد الدكتور عبد الإله أن للدوبيت ميزان متقن , وتفاعيل متقنة جاءت متفقة مع مفتاح الدوبيت فيقول :
ووضع صالح بن شريف الرندي مفتاحاً لأجزاء الدوبيت كانت كما يلي :
دو بيتهـــــم عروضـــه ترتجـل **
فعـْلــن / متفاعلـــن/ فعــولـــن / فعـِلن
ويقول غالب الغول:
وأيضاً أجزاء هذا المفتاح لا تختلف عما سبقه من أجزاء على وزن مفعولاتُ وفروعها كما يلي :
ـــ ـــ ب ب/ ـــ ب ـــ ب/ ـــ ـــ ب ب/ ـــ
مفعولتُ / مفعلاتُ / مفعولتُ فا
كما يجوز أن يكون هذا الوزن على أخرب مفاعيلُ هكذا :
ـــ ـــ ب / ب ـــ ب ـــ / ب ـــ ـــ ب / ب ـــ
فاعيلُ / مفاعلن / مفاعيلُ / مفا
ويكون الوزن الأول ( مفعولاتُ ) أفضل من الوزن الثاني ( فاعيلن ) بالرغم من قربه منه , بعدد الأسباب والأوتاد ومواقع النبر والإيقاع .
@@@@@@@@@
ويقول الدكتور عبدالإله :
وقد جزأه أبو عبد الله الدراج (ت:693هـ): فعلن بسكون العين فعلن بتحريك العين مستفعلن مستفعلن.
( /0/0 ///0 /0/0//0 /0/0//0 ).
ويقول عالب الغول:
وهذه الأجزاء أيضاً من فروع مفعولاتُ وفروعها كما يلي :
ـــ ـــ ب ب/ ـــ ـــ ـــ ب/ ـــ ـــ ـــ ب/ ـــ
مفعولتُ / مفعولاتُ / مفعولاتُ / فا
أو أن تكون من أخرب مفاعيلُ هكذا :
ـــ ـــ ب / ب ـــ ـــ ـــ / ب ـــ ـــ ـــ / ب ـــ
فاعيلُ / مفاعيلن / مفاعيلن / مفا
ولم تك هذه مخالفة لما قبلها من أجزاء , بل هي نفسها من مفعولاتُ وفروعها .
@@@
:
ـ أبو إسحاق التلمساني، وذهب إلى أن تجزءته هي:
/0/0///0 /0/0//0 /0/0//0
مستفعلتن مستفعلن مستفعلن
ويقول غالب الغول :
والأجزاء أعلاه هي أيضاً من (مفعولاتُ) وأجزائها كما يلي :
ـ ـ ب ب/ ـ ـ ـ ب/ ـ ـ ـ ب/ ـ
مفعولتُ / مفعولاتُ / مفعولاتُ / فا
ـ وقد سماه الرندي بالعميد، وجزأه هكذا:
/0/0///0 /0/0//0/0 /0/0
مستفعلتن مستفعلاتن فعلن
ويقول غالب الغول:
والأجزاء أعلاه هي نفسها كما رأينا سابقاً كما يلي :
ـ ـ ب ب/ ـ ـ ـ ب/ ـ ـ ب ب/ ـ
مفعولتُ / مفعولاتُ / مفعولتُ / فا
@@@
وبهذا القدر فقد تم إيضاح تفاعيل الدوبيت , وحصلنا على مفتاحه الذي يقاس عليه جميع الأبيات عند عرضها عليه .
@@@@
الأمكانات المتوافرة لوزن الدوبيت الصحيح كما يلي :
1 ـ لا يبدأ الدوبيت بمتحرك أو أكثر , لأن السبب الأول ( وهو سبب وتد مفاعيلن ) أو السبب الشارد في أول مفعولاتُ ويحمل نبراً متوسطاً , فلا يجوز زحافه ( نظاماً ) تماشياً مع مبدأ العروض الخليلي .
2 ـ أن لا تزيد أسبابه الخفيفة في أوله على ثلاثة أسباب ووتد مجموع , وما كان خلاف ذلك فهو شاذ , لأن مفعولاتُ لا تقبل ( الكشف ) , ولا يجوز الكشف في حشو البيت الشعري أيضاً ,أي لا يجوز ـ في الحشو ـ حذف متحرك آخر مفعولاتُ لتصير ( مفعولن ). كما لا يجوز خرم مفاعيلن في الحشو , وبه لا التشعيث , إن وضعت فاعلاتن في حشوه .
3 ـ لا تـُعتبر مفعولتُ ( ـ ـ ب ب ) ثلاثة أسباب , بل هي(( سبب / سبب/ حركة لسبب تم زحافه / حركة الوتد ويأتي بعدها سبب إجباري)) وهذا شكلها .
(ـ ـ ب. ب ـ ) ( 2 2 1 3 )
4 ـ لا يجوز أن يبدأ الدوبيت بالتفاعيل الآتية ( نظاماً ) لسلامة الإيقاع :
أ ـ فعولن / أو فعولُ حتى وإن (أثرمت أو أثلمت ), لأنها خماسية الحروف , وهذا يسبب كسراً في الوزن .
ب ـ فاعلن / أو فعِِلن / لأنها خماسية الوزن , ثم لا يجوز الخبن في أول الدوبيت , ثم بسبب اختلاف مواقع النبر بين نبر مفعولاتُ الذي يتفق مع نبر مفاعيلن المخرومة , ولا يتفق هذا الموقع من نبر فاعلن أو فاعلاتن , الواقع على أولهما . كما شرحنا قبل قليل .
ج ـ فاعلاتن , أو فاعلاتكَ , لا تجوز في أول الدوبيت , تشعيثاُ أو خبناً , لآن نبرها يقع على أولها , بينما نبر مفاعيلن يقع على آخرها , ويقع نبر مفعولاتُ على ما قبل آخرها . واختلاف مواقع النبر يسبب خللأً في الإيقاع , كما لا يجوز خبن فاعلاتن , ولا يجوز استعمال سببها الثقيل على آخرها , الذي يزن زمناً مقداره زنة سبب خفيف , بينما أخر مفاعيلن يقع عليه النبر ويأتي بعدها الوتد المجموع .
د ـ مستفعلن وفروعها , أو متفاعلن وفروعها, يمنع استعمال متفاعلن أو مستفعلن وفروعها في أول الدوبيت لأنها تنتهي بوتد مجموع يجاور وتد مجموع مفاعيلن , التي بعدها , أو لأنها تشكل أسباباً خفيفة يزيد عددها على ثلاثة أسباب من مفعولاتُ , وهذا معرقل للإيقاع .
كما لا يجوز استعمال تفعيلة الكامل ( متفاعلن ) لأن أولها سبب ثقيل .
هـ ـ لا تكون التفعيلة الأولى من الدوبيت إلا من خرم مفاعيلن أو أخرب مفاعيلن , أو من زحافات مفعولاتُ التي مرت معنا سابقاً , ولا فرق بين التفعيلتين .
وبهذا أكون قد وضعتُ الأسس والثوابت الإيقاعية الصحيحة لبحر الدوبيت , وبها جاءت النسبة العظمي من الأشعار والشواهد المتفقة مع هذه القواعد , وما عدا غيرها فهي شاذة عن الدوبيت .
وملخص هذا كله نقول:
الدوبيت عربي الوزن بتفاعيله ووزنه الذي بين أيدينا , وليس لنا علاقة بما يستعمله الفرس من أجزاء مضطربة .
مستعد للحوار والمناقشة وتقبل أي نقد أو رأي , أو إضافة أي معلومة , لصالح جيلنا التواق إلى صحيح المعلومات .
كتب هذا المبحث/ غالب احمد الغول / تشرين1/ 2010
@@@@@@@@
أشكركم إخواني , ونتقبل أي استفسار وأي تعليق وأي نقد .
غالب أحمد الغول