" القرآن والسياق "
القرآن كتاب مستقل بنفسه ، وما كان هذا هكذا إلا لأنه مُفَسَّرّ بسياقه ومحوَّط بقول الرسول صلى الله عليه وسلم . فإن فصلناه عن سياقه وأسقطنا حياط قول الرسول له ، فسنسقط استقلاله ، وحينئذ ستتسلط عليه الأهواء ، والرؤى ، والتأويلات . وإذا حدث هذا ، فسيفارق القرآن ذات نفسه ، ليصبح تبعاً لقرائه ، وسيكف عن أن يكون ذاتاً مستقلة ليصبح ذاتاً لقرائه الذين يضعون فيه أهواءهم ، ورؤاهم ، وتأويلاتهم .
وما دمنا بهذا الصدد ، فيمكننا أن نقول إن من أكبر علامات الفرق المنحرفة ، تتجلى في سعيها إلى فك النص القرآني عن سياقه من جهة ، وإلى إسقاط حياطة قول رسول الله له من جهة أخرى ، وذلك لكي تتمكن من تأويل القرآن كما تريد ، أو لكي تجعله يتطابق مع هواها ، رؤاها ، وتأويلاتها .