رمضانُ عادَ
(رَمَضَانُ) عَادَ بأَعْطَرِ النَّسَمَاتِ = وَ النَّاسُ فِي الأَصْقَاعِ بِاللِّهَفَاتِ
يَسْتَقْبِلُونَه بِالوَفَاءِ ، وَ بَهْجَةً = يُسْقَونَ مِنْ وِرْدِ الهُدَى نَفَحَاتِ
شَهْرٌ عَظيِمٌ لِلعِبَادِ ، وَ صَوْمُهُ = يُحْيِي ضَمِيْرَ المَرْءِ بَعْدَ مَوَاتِ
يَسْتَغْفِرُ* الرَّحْمَانَ مِنْ أَوزَارِهِ = وَ فِعَالِهِ ، وَ جُنُوحِهِ ، وَ غُوَاةِ
خَفَقَاتُ قَلْبٍ تَرتَجِي دَفْعَ الذُّنُو = بِ ، وَ مُهجَةٌ تَصْبُو إِلَى الرَّحَمَاتِ
(الصُّومُ) يَسْمُو جُنَّةً ، وَ عِبَادَةً = تَغْدُو النُّفُوسُ بِرَأْفَةٍ ، وَ صِلَاتِ
يَا رَبِّ أنْتَ مَلَاذُنَا ، وَ رَجَاؤنَا =يَسْعَى إِلَيْكَ الرُّوحُ مِلءَ ثُقَاتِ
وَ رَجَاءُ هَذَا الرُّوحُ يَلْقَى تَوْبةً = وَ العَفْوُ يُخْرِجُهُ مِنَ الظُّلُمَاتِ
(تَاللهِ) لَو مَا كَانَ فِينَا هَدْيُنَا = لَهَوَتْ قُلُوبُ النَّاسِ فِي العَثَرَاتِ
لَاسْتُعْذِبَتْ فِينَا الرَّزَايَا وَ الْغَوَى = وَ شَكَتْ دُرُوبٌ مِنْ بَلَا ، وَ عُصَاةِ
رُحْمَاكَ يَا(رَبِّ) الوَرَى مِنْ زَلَّةٍ= لَمَّا سَرَتْ بالنَّفْسِ كَالْجَمَرَاتِ
عَادَتْ إِلَيكَ ذَليْلَةً ، وَ رَهِينَةً = بِدُمُوعِهَا ، وَ الَخوْفِ ، وَ الَحسَرَاتِ
عَفْوٌ يُحَرِّرُ قَيْدَهَا وَ رَجَاءَهَا = تَسْتَصْرِخُ الغُفْرَانَ بَعْدَ سُبَاتِ
هَيَّا إِلَى النَّفَحَاتِ وَ الذِّكْرِ النَّدِيْ = إِنَّ الْحِمَى للِّرُوحِ بِالْحَسَنَاتِ
هيَّا إِلَى الصَّلَوَاتِ حِينَ أَذَانِهَا = هَيَّا نُنَاجِي اللهَ بِالدَّعَوَاتِ
(رَمَضَانُ) فِيْكَ الرُّوحُ يَسْمُو بالصَّفَا = وَ الكَونُ يَزْهُو بِالهُدَى وَ دُعَاةِ
(رَمَضَانُ) أزْكَى فِي الوُجُودِ مِنَ الشَّذَا = وَ أَحَنُّ مِنْ فِلْذَاتِنَا ، وَ رُعَاةِ
(صَوْمٌ) بِهِ طَوْقُ النَّجَاةِ مِنَ الرَّدَى= يَنْأَى بِهِ الإِنسَانُ عَنْ شَهَوَاتِ
تَتَحَقَّقُ الأُمْنِيَةُ الكُبُرَى بِهِ = كَالنُّورِ يَمْحُو اللَّيلَ وَ الظُّلُمَاتِ
فَارْفِقْ بِنَا يَا رَبِّ ،*وَ امْحُ ذُنُوبَنَا = وَ اعْتِقْ رَقَابًا تَنْحَنِي بِصَلَاةِ
شعر : عصام كمال ( مراد الساعي )