الفراشة
وجريئة العينين تلتهم الصباح ببسمة بيضاءَ
تتقمص الألوان من سحب تعرت في السماءِ
كأنها سفن عذارى تشتهي الإغواءَ
تتقرط الشمس المزخرفة الأشعةِ
تلبس النور العريقَ وتسكن الأجواءَ
تدنو إلى الأفكارِ ترشف بوحها
تثب اللمى نحو البلاغةِ كالجنونِ إذا غزا الأنحاءَ
هذي الفراشة والرحيق على الشفاهِ معطر بالمسكِ
يبدع في فمي الأهواءَ
يا شعر قل لي هل ستٌصْمِتُني الحروفُ وتدّعي
أن الفصاحة أسكرت بالزنجبيلِ
وقُيّدَتْ بالياسمين غصونها
وتشابكت أوراقها في دفتري
يا شعر هل ستبعثر الأفكار والأشياءَ
خذني إلى بيت يعيش بداخلي
فلقد تشرّدت السطور بكوكبي
صارت خطوطاً سُمّيتْ طولاً وعرضاً
قُسّمتْ شرقاً وغرباً
سُوِّرتْ أرضاً فأرضاً
سيدي يا شعر أنت فهل وجدت دواءَ
اُسكب من القمر الخجول فراشتي
فلقد لمحت شعاعها عند العبورِ وشَكّلتْ أضواءَ
عربية الأنفاس تفهم قصتي
تشتاقني ... أشتاقها وأذوب بين حروفها إغراءَ
يتوقد المعنى على حركاتها
يتسلل الإحساس من خلجاتها عبقاً
يزاحم صمته الإيحاءَ
هي جدتي وأنا أبوها والهوى هي في دمي
وقصائدي في حضنها وكأنها تتلمس الأبناءَ
أأحبها؟..
هذا فؤادي بالنقاط السمرِ مشتعل الجوى
يهمي كما المطر الفصيح على ضفائرها يعلّق عطرهُ
ليطير من أشواقه إنشاءَ
خذني إليها أسترد شجاعتي
فأنا بدون جناحها يا سيدي
لن أبلغ العلياءَ
محمد إقبال بلو