السلام عليكم
ملف مرفق 891
إن جل خلافات المثقفين يعزى بداية,من سوء التفاهم ومن ثم اختلاف عقدي وفكري,نحن أمة لانحسن الحوار هذا كل شيئ باختصار...
وتبقى مسألة المصطلحات مثار خلاف وقضية مهمة تبرز حسن اختيار المصطلح ومحور الحدث والفكرة الذي يجري حوله الحديث مثلا, ونصوب آخذين من النص كلمة وليس مجمل...
ولن نتحول لعالم المصطلحات التي باتت قاصرة عن استيعاب كل جديد يظهر كل يوم فحديثنا عن أمر آخر.
لن ننسى أونتناسى , أن قراءة مابين السطور هو الأهم للقارئ الحذق.,وأن نعرف كيف نأتي الموضوع وكيف ندخل المناقشة بفطنة لهو عين الوعي والتفهم. للتنبيه حول مواطن الخلل فيه لغوية وفكريا مثلا,
..حتى أن مسؤولية صاحب اي موضوع لاتنتهي بنشره بل تبدأ لأنه غدا ملك لجميع القراء...
ورد في لسان العرب:
التصؤب: الانحدار والتصويبُ:خلاف التصعيد.(ص393 ج1)
فن التصويب ولانقل فن النقد هو فن قائم بذاته نراه ماثلا في الردود عبر المنتديات أو في الأمسيات النقدية أو الودية الأدبية أو حين يصوب الأديب لتلامذته ومن يطلب
بمحبة ولهفة,وقل من أخلص لها دون مقابل معنوي إن لم نقل مادي (هذا يتم للأسماء الكبيرة والمشهورة حصرا)كيف ذلك؟
أن نقول هذا تلميذي فهو امتياز شخصي وأن نقول نسيج جهدي وعملي وتعبي ,امتياز أناني,وإن أفضى للاحتكار والمحاصرة ثقافيا وحركيا امتياز ديكتاتوري يفرض التبعية قسرا.
هو فن لايتقنه جل المثقفين والأدباء حقيقة , يبدأ مشواره من الاحترام والمحبة والإخلاص وينتهي لمدرسة قائمة بذاتها تتصل بالمثقف تكرس بصمته المميزة ورؤيته الخاصة لغة ومن ثم يفتح بعض طريق للنقد.
وهذا لايعني بالضرورة أن يكون نسخة منه مكرره بل مسار آخر ربما منقح ومزيد (ن لم ينحرف عن جادة الصواب.),ففن التصويب عالم قائم بذاته فعلا يحتوي النقد والعكس غير صحيح...إ
هو يفتح الباب لكل مريد,ولايدخل التلميذ ليضعه في غرفة مغلقة ليشكل له المسار فيما بعد...وهذا ينطبق على معلم المادة الثقافية ومعلم النظرة الفاحصة معا نقدا وتصويبا( الأنانيين منهم فقط).
*********
أما عن المصوبين اللغويين الذين نلمح قلة منهم عبر النت وأولهم /المصوب اللغوي /محمد فهمي يوسف /المصوب العروضي /خشان خشان/ الناقد محمد الصاوى السيد حسين /الأستاذ توفيق الخطيب / و بشكل عام فنقول:
أن المصوب اللغوي يطلق الأحكام في التصويب المعنوي واللغوي والنحوي فرضا, منطلقا من ثوابت اللغة وينطلق للمسة النهائية للنص .
لكن شروطه تضمن صحته وعافيته فيمكنها ان تكون:
1-حوار ونقاش بين صاحب النص والخبير الأدبي مثلا حول ماهية النص دواخله أسباب انتقاء لفظة دون الاخرى ومدى تحقيقها للمعنى المراد توضحه عبرها, وإلى الثغرات النحوية وماإلى ذلك من اخطاء.
2-البعد النفسي والسببي لصاحب النص مهاراته العقلية التي تعطينا السبب الذي كتب فيه والظرف المعرفي كذلك والخلفية الظرفية لحياته,والذي دفعه لاختيار مااختاره دون وعي كامل منه,و بكل وسائلها وتعاريج سطور النص.
3- أسئلة استفهامية حال عدم اقتناع صاحب النص بالتصويب وأهمية توضيح أسباب ووجهات نظر للتصويب حال وجود عدة أوجه له.
4-أهميةاقتناع صاحب النص بخبرة المصوب وعمق تجربته وجدارته واستحقاقه للتصويب الناجح.
5- عدم ترافق الخبرة العميقة بطرق من شانها استفزاز الحمية والتمسك بالاخطاء بسبب عنصر السخرية او التانيب وعدم إعذار صاحب النص لحداثة تجربته أو لتواجد مثل هكذا اخطاء حتى عند الأدباء الكبار لايوجد نص مثالي تماما وهذا امر مسلم به.
6- ان تعلمه بعد كل هذا لصيد السمكة وليس لأكلها فقد بمعنى ان ترشده رويدا لمراجع وطرق ناجحة كي يبدأ بالتصحيح لنفسه تعتبر الطريقة المثلى كي يملك حاسة الأمساك بالأخطاء وعدم التسرع بالنشر والصعود فوق قمة الثقة العمياء!
7-والاهم من كل هذا وذاك الروح الرياضية للطرفين.
وإذن: فإن السقطات بجميع الوانها ,هي سبيل النجاح أولا وأخيرا إن أخذت بعين الاعتبار, لأنها تقوّم ماسقط من متاعنا اللغوي في الطريق.
ودمتم بخير
الخميس 14-4-2011