العلمانية
شد انتباهي أن موضوع العلمانية لا يزال يثير جدلا كبيراًً فى الاوساط العربيه ما بين معارض ومؤيد فقررت ان اكتب شيئا بخصوص هذا الامر والموضوع اعبر عن راي
فية ولعلنا نستطيع بالمناقشة الوصول الي وضع مستقر في عالمنا العربي وفي ظل المناخ السائد والتيارات العربية المتقلبة مابين شتي التيارات السيا سية والاجتماعيه والدينية المختلفة لان مجتمعنا عبر التاريخ والي اليوم لم يستطع ان يحددهوية قوميه ولا دينية ولا يزال مستورداً للأفكار العامة من الخارج وخصوصا من الغرب ولم تصبح لدية القدره بعد علي ان يكون مصدرا منتجا ولا يزال مسرفا في هدر مواردة الخام وطاقتة الفكريه الي تاريخ هذة اللحظة والمشكلة الحقيقة موجودة فينا نحن ولكننا نلقي الوم علي القوى الخارجية ونشير اليها باصبع الاتهام
تبنت الامة العربية شعارات كثيرة فى عصر الحريات واهمها الوحدة والحريه والاشتراكيه ولم يكتب لاي من هذة الاهداف التحقيق الكامل كانت محاولات فاشلة
العلمانية فكر قديم وتقول الابحاث التاريخيه انه موجود منذ عهد الاغريق وهو فكر ديناميكي تطور وتبلور واخذ اشكال متعددة عبر مراحل تطوره تاريخيا بسبب الاوضاع التي فرضت حتميه وجود ة
ولد هذات الفكر في اوروبا في منتصف القرن الثامن عشر في خضم التطور السياسي في اوربا وقد جاء كحصاد لفعليات فكرية اجتماعية تاريخية وكان الهدف منة تاصيل الحياه الديمقراطية علي اسس علمية
وكانت ثورة 1789 في فرنسا هي المجال الحيوى لنشوء هذا المفهوم وانتشارة فى اوربا كلها والهدف منة في ذالك الوقت فصل سلطة الكنيسه عن الدولة ( الفاتيكان )
اصل كلمة العلمانية فى المرجع الموجود لدينا : يعود اصل كلمة العلمانية (laicite) الي اللفظة الاغريقية laikos وتعني السكان الذين يملكون المعرفة
وكانت تقابل كليروس klericosالطبقة العارفة التى تمتلك الاسرار الالهية المقدسه للحياة
laikos وترمز فى العصر الوسيط الي عامة الشعب
klerikos وهي نقيضتها وترمز الي الطبقه الكهنوتيه التي تمتلك السلطة والمال
وفي العصر الوسيط ترمز كلمة العلمانية lelaic الي من تم تعميدهم وقبولهم في الطائفة المسيحية
اما clenc تدل علي الاشخاص الذين يمتلكون امتيازات كهنوتيه في المجتمع
وفي المرحلة التي بدا الدين يخسر موقعة بها بدات لايك تطلق على الاشخاص الذين لا يعلنون عن انتماءاتهم الدينية
عام 1862 ترجم روير كتاب داروين في اصل الانواع lorigine des especes حيث تعترف الكنيسة ادبيا باصل النشاة ولكنها ترفض صنعتها التطورية
عام 1860 ظهرت الوضعية على Lepositivime على يد اوغست كونت حيث قدمت ترجمتها العقلانية للكون وابطلت مفعول الماورائيات الدينية وبرهان التجربة العلمية
ويعلن فيري عام 1875 ان تاريخ المسيحية سيستحق التقدير ولكن الاوهام الدينية لن تنال حضورها في المرحلة اللاحقة
وظف هذا المفهوم ( العلمانية ) بدلالاته المعاصرة في العصور الحديثة ضد سلطة الدين ورجال الكهنوت والاقطاعيين بصورة واضحة
وقد ارتبطت فكرة العلمانية وهنا بالديمقراطية والجمهورية ( كلود موسى )
وقد تبنى هذه الفكرة في عصور التنوير في القرن الثامن عشر في موسوعة الفيلسوف الفرنيسي ديدور والقاموس الفلسفي لفولتير وجاك روسو وكانت رسالتها التسامح والحرية ورفض اشكال القهر والعبودية والدوغماتية والاكليروسية كلها وظهر شكل الانسان الحر في ذلك العصر وايضا لابد من تقصى معاني تطور هذه ةالكلمة واستخدمها في كل العصور في ظل الاحداث السياسية والاجتماعية ونرى المفهوم في صيغتة الحديثة
جاك بور jakgueaburيرى انه هذا المفهوم يغطي حياد الدولة الايجابي ازاء القوى القائدية والدينية السائدة وترتبط بطابع انساني ايجابي
سنة 1905 وضعت نهاية للصراع السائد بين العلمانية و الكاثوليكية وحتى عام 1945 اصبحت العلاقات بين النظاميين تتصف بالمرونة وترك للكنيسية بعض النشاطات التي كانت معلقة
هنا اصبحت الدولة العلمانية راسخة والتفتت الى مجالات اخرى واهملت الصراعات الدينية تماما منذ بداية القرن العشرين والكنيسة اعتمدت مفهوم العلمانية الحيادية لتعبد وضعها قليلا Laicte – neutrallite
ويقد جاك ريفيروا jean eivero مفهوم حقوقي من وجهة نظر قاتونية تمثل العلمانية في النصوص القانونية والبرلمانية بحيادة الدولة تمنع الدولة فيه من ممارسة اي ضغط او اكراه لتحديد الخيارات العقائدية حيث لا توجد هناك اي ضرورة للتمير بين الخيارات المذهبية الدينية او الفلسفية آت السياسة
واخر الفصل الكامل بين الكنيسة والدولة وقد شهدت عليه الاحداث الاخيرة في فرنسا
1. الغاء السمات الثيولوجية للمقابر
2. الغاء قانون الخدمة الالزامية الذي شمل رجال الدين
3. قانون الطلاق بين الزوجين
4. الاجازة الاسبوعية الرهبانية
5. اقصاء رجال الدين وترسيخ مفهوم حرية الزواج قانون عام 1901
6. منع القساوسة من الرحلة الى روما بدعوة البابا
7. قانون رقم 1904 منع اشكال التعليم الديني والعقائدي في المدارس
في 25 يوليو 1904 كانت القطيعة النهائية الكاملة بين فرنسا والفاتيكان واخر قانون 1906 حيث نصة : الدولة لا تعترف وتزود بالدعم المادي او غيره اية عبادة او نظام ديني
الجمهورية العلمانية : لاتعترف الجمهورية العلمانية باي عقيدة دينية ولا تكرر وجود الاديان وهذه نهاية نظرية دين الدوله وهنا لم تعد تقدم الدولة اي دعم مادي للموسسات الدينية مع اعطاء الكنيسة الحق الكامل والحرية التامة في تنظيم ذاتها وتحديد مصادرها وقوانينها الخاصة
الاجراءات المادية هنا التي تتخذها الدول الغربية ازاء الدين لا تتعارض مع حرية المماراسات الدينية وحرية الطقوس الدينية فالدولة غير معنية بالشان الديني
هذا وقد مرت العلمانية نفسها بمراحل كثير خلال وضع دعائم هذه الفكرة وبناء الدولة اساسها
مرحلة التحديث : وقدت اتسمت بسيطرة الفكر النفعي على كافة الجوانب الزيادة المطردة في الانتاج الاستعمار الاوروبي في الخارج لضمان هذه الزيادة تبني العلم والتكنولوجيا المنفصلين عن القيم
مرحلة الحداثة مرحلة قصيرة تعدت فيها سيادة الفكر النفعي ( خلت من القيم النهائية ) واستبدل الاستعمار العسكري بالسياسي والاقتصادي والثقافي ( الاستهلاك الشره )
مرحلة ما بعد الحداثة : حيث الاستهلال هو الاهدف الاساسي من الوجود ومحركة اللذه
نلاحظ بعد ما ذكرناه كله ان العلمانية هي موضوع مرتبط في الغرب بقضية الديمقراطية والنظام الجمهوري والحريات وهو معركة صرفة نشات بين الشعوب الوكنيسة والاقطاع وهي فكر ثوري تطور في العالم الغربي لاقصاء هيمنة الكنيسة والاقطاع عن الدولة والشعب وقد مرت كما ذكرنا بمراحل متعددة وتطورت ديناميكيا حسب الظروف المناخية المحيطة والحاجه اليها ولم تتخدذ وضع ثاب ومستقر
نفهم ان العلمانية هي مفهوم في مهده الاول يرفض فكرة التلقيين الغيبي وهذا ما فعله سابقا ابن خلدون وابن رشد هادفيين الى الاستكشاف وكان لهم الفضل في جزئية كبيرة من تطور اوروبا فكريا باعتناق هذا المبدا من الفكر ولا سيما ان ابن رشد ولاقت افكارهم كسائر المفكرين رفضا في زمانهم واتهموا بالكفر والزندقة ومنهم من تم احراق مؤلفاتهم وقد وصلت بعض العقوبات الى تنفيذ حكم الموت وينطبق ذلك ايضا على عهود معينة في فترة سيطرة الكنيسة من عهود الظلام في الغرب ان كانت تحتكر العلوم بشكل مطلق حيث حاربت الكنيسة ظهور المطبعة لتبقى محتكرة سوق المعرفة وتبقى الشعب في غياهب الجهل
ونلتفت الان الى اسهامات العرب في شان تعريف العلمانية
يرى المفكر المغربي محمد عابد الجابري عدم ملاءمة المصطلح للعالم العربي الاسلامي ويرى استبدالة بفكرة الديمقراطية وحفظ حقوق الانسان والعقلانية والممارسات السياسية الرشيدة
ويرى وحيد عبد المجيد الباحث المصري ان العلمانية ليست منهج وانما موقف جزءي يتعلق بالمجالات غير المرتبطة بالامور الدينية
فؤاد زكريا يرفض سيطرة الفكر المادي النفعي ويضع مقابل المادية القيم الاخلاقية والمعنوية
والكاتب السوري هاشم صالح يقف الي جانب العلمانية الشاملة مرتكز على العلم والتجربة المادية
ويتحدث حسن حنفي عن الجوهر العلماني للاسلام ويراه دينا وعلمانيا النموذج الاسلامي قائم على العلمانية بسب غياب الكهنوت والمؤسسات الدينية الوسيطة
الاحكام الشرعية الخامس الواجب المندوب المكروه المباح تعبر عن مستويات الفعل الانساني الطبيعي وتصف انفعال الانسان الطبيعية
الفكر العلماني الذي جول بؤرة الوجود من الاله الى الانسان وجد متخف في تراثتنا القديم عقلا خالصا في علوم الحكمة وتجربة ذوقية في علم التصرف وسلوك علمي في علم اصول الفقه
ويرى الغربيون اخرالامر تبلور مفهوم مابعد العلمانية ( بوست سيكولاريزوم post secularism ) صاغه البروفيسور جون كين تسير ان الاخير فقد فعالليته والجديد لم يحل بعد والسبب انهم راوا ان العلمانية
لم تف بوعدها اخر ا في الموضوع الحرحية والمساواة ( حيث تنتشر العنصرية والجريمة والنسبية الفلسفية ) واخفقت في العالم الثالث حيث تحالفت العالمانية مع الاستبداد والظلم والقوى العسكرية ولم تود الجنة العلمانية
الموعودة وظلت المؤسسات الدينية والقيم المطلقة فاعلة في الناس في معظم بلدان العالم الثالث
الخلاصه :
اظن ان السرد الذي اوردناه في مبدئنا بالتعرف على الفكر العلماني واسباب نشاءته وتطوره تاريخياً وموضعي الان ملاحظة ان كل ما في الغرب له وميض في الامس السيحق لدينا وقد زال هذا الوميض
وانطلقات شمعتنا لماذا
معظم رواد الفكر لدينا ينطفون بالسكوت بالموت بالانتحار
خليل حاوي
فرج فودة
يوسف السباعي
وقس من اسماء على ذلك
يرى بعض الدعاة الدين سبيلا الى مناهج الفكر كلها التي تتعارض مع مبادئهم الدينية ونزوحهم للسلطة الدينية والسيادة الي تاريخ اليوم اسبابا لتفكير اصحاب الفكر ونعتهم بالزندقة والفجور
ويرون في افكارهم مطرقة هادمة للاخلاق
والسؤال هل انقطعت الدعارة من بداية التاريخ في المجتمعات عموما واللواطة هل زالت كلفة المخالفات الاخلاقية
ان مايدعو له اليوم سائر المهاجمين للفكر العلماني ولاي فكر حديث متطور بحسب الزمان والمكان ينافي عقيدتهم الدينية ولا يناقشون من اصول موضوعية وانما من باب تعنت وهو مبدا دينو بديننا المسلم يريد الشعوب
والامم الاسلامية وكذلك المسيحي يريدها مسيحية كسائر الانشقاقات عن الديانتين في عدد من المذاهب التي نعرفها
لدينا انتهاكات اخلاقية في مجتمعاتنا كمات هو في المجتمعات الاخر اقصد العالم الغربي الحر العلماني لكنه لدينا معظمه في الخفاء وعندهم معظمه في العلن
وكما انه لدينا من مكارم الاخلاق واهل الخلق كذلك هو مجود لديهم
ان ما يفرق العالم الغربي اليوم عن عالمنا العربي هو مقياس واحد ان الفكر الغربي اليوم اصبح فكر متطور لاهث مقياسه التجربة والعلم والحكم فيه من خلال النتيجه للوصول بمجتمعاتهم الي اقصى درجة من التطور والرفاهية عن طريق
المعرفة والعلم بعيدا عن المتوقع والمسلم به بل الحقيقة عينها وهذا ما نرفضه اليوم مكبلين بدعاية الدين والاخلاق والقيم العربية لقد اصبحت هذه الدعاية واهية ومنقوضةاليوم ولو كنا نسخر من انفسنا ومعروفة لدى الجهات الحيادية والمفكرة نحن شعوب نرفض التعايش السلمي ونتزاحم في السيادة والسلطة طائفيا وهذا مايضعنا ويضع المنطقة على بركان مطرب من الاحقاد وعدم الامان ويتطلب دائما القوانين الحازمة تجاه الجميع ويعرقل تحقيق الديموقراطية الكاملة ويرفض اي نظام جديد فيه المصالحة العامة ويعطي فرصة للاخرين بالتغلغل داخلنا وتسيرنا
ومنذ متى تقبلنا المعايشه والتاريخ واكبر شاهد على صراعتنا وكلنا يعرف ذلك تحولنا بسبب هذا الفكر الي شعوب مستوردة وقبل صدرنا كل شيء في العالم
نحن الان سوق المنتجات الغربية مواد خام لهم
ماذا لو فكر الغرب اليوم بالاستغناء عن اسواقنا ومواردنا الخام ماذا سنفعل وهل نقدر على الاستغلال الذاتي السؤال لماذا لا تجرب كل فئة حظها مع نفسها دون التعرض لحرية الاخريين المناسك في الجبال للمسيحين الراغبين والصحراء للمسلمين الراغبين بالعودة الى عهد الناقة وليبقو كلهم بدون لقاحات لشلل الاطفال واطباء الاسنان وبعيدا عن اي منتج ابتدعة الكفرة اهل العلمانية الغربيين على حد زعمهم ولننتظر نتائج تجربتهم لو اثمرت سنتبعهم كلنا
نستورد نحن الفكر الغربي ونحن متاخرون زمنيا عنهم فما يلفظونة وينتهون منه نبدا نحن باستيراده وتبنية تم نتنازع على فكرة رفضة او قبولة ( نتسلى بالاحرى ) فالوقت لدينا وافر كالنفط
لايجوز لنا اليوم ان نقبل شعب او نرفضة وكذلك طائفة دون سواها فكل انسان وجد على هذه الارض له حق الوجود والحياة مسلم مسيحي بوذي يهودي -------- الخ
اسال العالم العربي اليوم سؤال مهم لماذا لم نحقق الوحدة ولا الحرية ولا الاشتراكية ولا الديمقراطية
ولم نؤسس الدولة الدينية ايضا انا اقول لكم لاننا لا نقبل التعايش السلمي ابدا وهذه هي مشكلتنا الحقيقية وطالما اننا لا نقبل التعايش كيف سنتفق وعلى ماذا لقد اتفقنا على ان لا نتفق
ان موضوع العلمانية والديمقراطية واي موضوع فكري ينشا عالميا وتتبناه الشعوب لا يختلف كثيرا عن اكتشاف اي علاج لمرض معين تعتمدة وزارات الصحة العالمية وبعد فترة معينة يظهر دواء جديد اكثر فعالية منه لعلاج نفس المرض فيترك القديم ويؤخد الجديد وهكذا شان الفكر والتطور على مدى العصور .
اما نحن فشعب رفض اي ثوب جديد واي دواء جديد واصبحنا كالجارة المشاكسة التي تقف كل يوم في شرفتها لتختلق المشاكل مع جيرانها بكافة اساليب النقد السلبي المشكلة اليوم في الفكر العربي ان كافة طوائف الامة ترفض التعايش وتتنازع على السادة والسلطة لم تقبل بمدا الديين لله والوطن للجميع والقيادة لصاحب اعلى كفاءة العلمانية ليست فكر سيئ ولكن لها سلبياتها وسلبيات ممارسيها في فترة معينة ولكننا ننظر فقط لسلبياتها ونوءولها بما يخدم عقائدنا ومتى يكون لنا فكرنا الخاص وتجربتنا بعيدا عن تقليد تجارب الشعوب ان حرب لبنان مثل بسيط جدا على ما نحن فيه وقس على ذلك ودائما نستطيع ان نجد موضوعات لخلق منازعات جديدة اقول اخرا استيقظي ايتها الشعوب النائمة لاننا فقد احترامنا بين الشعوب وهذا لاحظتة من خلال سفري المستمر عربي كلمة حولها مليون استفهام واستغراب ( متخلف ) هذه الفكرة غير لائقة او طفيلي فارحمنا يارب واهدنا الى سبيل الصلاح آمين .