الـرؤوف…
الرأفة أعلى وأشد معاني الرحمة؛ وهي عامة لجميع الخلق في الدنيا ولبعضهم في الآخرة، والرؤوف المتساهل على عباده؛ لأنه لم يحملهم ما لا يطيقون؛ فخفف فرائض المقيم والصحيح على المسافر والمريض.
الرأفة أعم من الرحمة؛ إذ تكون الرحمة بشيء مكروه أو عقب بلاء؛ بينما الرأفة خير من كل وجه؛ ولذلك تقول لمن أصابه بلاء في الدنيا وفي ضمنه خير: إن الله قد رحمه بهذا البلاء. وتقول عمن أصابه عافية في الدنيا ضمنها خير؛ أولها وآخرها وظاهرها وباطنها خير: إن الله قد رأف به. ولأجل هذه التفرقة جاءا معا: " إن الله بالناس لرؤوف رحيم ".
أثر الإيمان بالاسم :
لا يرد عن بابه العاصين المنيبين مهما كثرت سيئاتهم وتعاظمت خطيئاتهم؛ " ثم تاب عليهم إنه بهم رءوف رحيم ".
سمى الله - تعالى - رسوله - صلى الله عليه وسلم - بهذه الصفة " بالمؤمنين رؤوف رحيم "، وكان من رأفته صلى الله عليه وسلم أنه ما خير بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثما، وما انتقم لنفسه إلا أن تنتهك حرمات الله، وكان يختصر الصلاة إذا سمع بكاء صبي؛ كي لا يشق على أمه؛ لهذا كان حقه مقدما على سائر حقوق الخلق بتعظيمه وتوقيره.
في القران :
قال تعالى : ثم تاب عليهم إنه بهم رءوف رحيم
قال تعالى : ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله والله رءوف بالعباد