متى يوحد بيننا الدم الفلسطيني ؟
بقلم أ . تحسين يحيى أبو عاصي – فلسطين -
************************************************

لا يمكننا أن نتفهم ولا بأي شكل من الأشكال ، أن تؤدي بنا الأمور إلى ما لا تحمد عقباه سواء كان ذلك على صعيد العمل السياسي ، قضية ووجودا ، أرضا وشعبا ، هوية وثقافة ، أو على صعيد الفتن والمعارك الداخلية .
فالتعددية السياسية يجب أن تزيدنا لحمة وقوة ، لا ضعفا وتشرذما وتمزقا ، فدماء الشهداء ، وحصار المدن والمخيمات ، وحصاد الألوف في معارك الشرف ، من أبناء الوطن الواحد ، ومعاناة المعابر والحواجز ونقاط الحدود ، ومآسي الرحيل المتكررة والمتجددة بين البيت والخيمة ، كما حدث في جنين ورفح ونابلس وغيرها من بقاع الوطن المسلوب ، ومذابح جنين وجباليا ورفح ونابلس والزيتون والشجاعية وقبية ودير ياسين وتل الزعتر ، وكل تاريخ صراعنا الذي انصبغ باللون الأحمر، لون الدم الفلسطيني المراق بعز، و بلون علم فلسطين الخالد ، وكل ألوان تضحياتنا هي أكبر وأغلا منا جميعا ، ويجب أن تزيدنا لُحمة ووحدة وتعاضدا
وإذا كنا نعيش اليوم كالبارحة مؤامرات تحاك ضدنا ، وتنسج في السر والعلن ، فإن شعبتا لا يمكن أن ينسى أولئك الشهداء الذين جادوا بأرواحهم ، والجرحى الذين حرموا بهجة الحياة ، والأسري الذين يعانون ظلم السجن وقهر السجان ؛ من أجل أن يعيش الفلسطيني على أرضه مكرما عزيزا ، فمن أجلهم اتحدوا معشر السادة لكي لا يظل الفلسطيني غريبا في وطنه معذبا على أرضه .
لا يمكن أن ننسى أولئك الملايين الذين تشردوا وتشتتوا في بقاع المعمورة ، والذين عاشوا في الخيام ، وجابوا الأرض على أقدامهم رحيلا وتشتتا ، حاملين أطفالهم على أكتافهم يفترشون الأرض ويلتحفون السماء ، وأولئك الذين أسقطت مدافع المورتر والصواريخ أسطح منازلهم فوق رؤؤسهم ومزقتهم إربا ، وأولئك الذين جمعتهم جيوش الغاصبين في مساجد الرملة وطبريا سنة 1948 وأشعلوا النار بهم ، فمن أجلهم اتحدوا معشر السادة و نتذكر كيف أن كل فلسطيني ينظر من بعيد أو من قريب إلى فلسطين، وقد امتلأت عينيه بالحيرة والحزن والقلق ، يصبو إلى ذلك اليوم الذي يعيش فيه على تراب وطنه وبين أهله بأمن وسلام وكرامة ، بدون تفريط أو تنازل في حقوقه المسلوبة فمن أجلهم اتحدوا معشر السادة
. فما من فلسطيني على ظهر الأرض إلا ويفكر في قضيته ومصيره ومستقبله ، الذي بات على مفترق طرق خطير ، بل هو من أخطر المفترقات التي مرت بها القضية الفلسطينية منذ بداية الصراع ، أي منذ حوالي قرن تقريبا .:
والسؤال الذي يفرض نفسه : إلى أين نحن ذاهبون في ظل هذا التمزق ؟ وما هو مصير ملايين اللاجئين ؟ ما هي طبيعة المرحلة القادمة ؟ وبأي لغة سوف نتعامل مع إسرائيل من أجل إنهاء الاستيطان الذي ابتلع الأرض وأقام عليها مدنا كبيرة بمؤسساتها ومرافقها ؟ وما الموقف الذي يجب أن نتخذه جميعا صفا واحدا من أجل التحرير ؟ أما أثبتت الأحداث أن الإسرائيليين لا يفهمون ولا ويحترمون لغة الحوار والاتفاقيات ؟
فاتحدوا معشر السادة .
وهل يمكننا عندما نتذكر بأحاسيس مرهفة وبمشاعر جياشة وبشفافية دقيقة ، كل أولئك الشهداء والجرحى والمحرومين والمعذبين والمشردين والمضطهدين ، ألا يمكننا أن نتزود من انهار دمائنا بالطاقة التي تمدنا بالصمود والثبات والإصرار ، بحيث نجعل من كل دمعة وقطرة عرق وأنّة عذاب ، عاملا قويا في بناء وحدتنا وجمع كلمتنا ورص صفوفنا ، المؤامرة أكبر من الوصف ، القادة الإسرائيليون يتشاورون مع الأمريكان على إجلاء الفلسطينيين إلى العراق وتجنيسهم ، وخطط تجنيس الفلسطينيين في البلاد الذين يعيشون فيها بدأ تطبيقها ، كما ارتفعت أصوات تطالب بترحيل الفلسطينيين إلى كندا وأستراليا وبلدان غرب أوروبا وتعويضهم .. القادة الإسرائيليون يخططون إلى دولة يهودية نظيفة ، لا مكان ولا وجود للشعب الفلسطينيين فيها ، وهم الذي أعلنوا مرارا وتكرارا أن وطن الفلسطينيين هو الأردن وأن رحيل الفلسطينيين إلى هناك سوف يجلب الراحة للطرفين الفلسطيني والإسرائيلي ، فاتحدوا أيها السادة .
إن ديمومة تدفق العطاء من أجل الوطن ، تأتي من الإحساس بالظلم وبالقهر ، وبالجوع وبالألم وبالحرمان ، تأتي من قراءة تاريخ شعب ذبيح ، تآمر عليه المتآمرون ، عندئذ تنصهر تماما كل الأجواء المتلبدة وتتلاشى كل الرياح الساخنة .
فمن أجلهم اتحدوا معشر السادة .
معشر الشرفاء في قطبي الساحة حركتي فتح وحماس ، لا اعتقد أن دماء وتضحيات شعبنا قد هانت على أحد منكم ، فلماذا لا تتحدوا ؟
تذكروا وانتم العالمون ، المجازر والمذابح الصهيونية بحق شعبنا مجزرة سوق حيفا وسوق خضار القدس ومساجد القدس وأسواق حيفا ومجازر قضاء يافا وحيفا والقدس وطولكرم وقضاء جنين وطبريا وقضاء صفد والرملة وغزة وقضاء اللد والمجدل والخليل ومجازر الحولة وعيلبون وكفر قاسم والسبع وقلقيلية مذابح صبرا وشاتيلا وقبية ودير ياسين ومذبحة المسجد الأقصى ومذبحة نفق الأقصى وكفر قاسم ومجذرة الطنطورة والهجمات على سكان الطيرة وسعسع وكفر حسينية وصرفند وقالونيا وبيت سوريك وعيلبون والشجرة وناصر الدين، والتي سقط فيها مائتان وخمسون مدنياً. ، ومذابح يافا والخليل وغزة .... مذابح حي الزيتون وحي الشجاعية وحي الشابورة وحي الدرج ومعسكر جباليا وجنين والحرم الإبراهيمي الشريف .... مذابج ومجازر سقط فيها الألوف من أبناء شعبكم من الرجال والنساء والأطفال والشيوخ مجزرة بيت حانون وعيون قارة وبيروت وجرش وعجلون ومعسكر البريج وبيت لاهيا والنصيرات
مذبحة قريتي الشيخ وحواسة مذبحة قرية سعسع مذبحة رحوفوت مذبحة كفر حسينية مذبحة بنياميناه مذبحة دير أيوب مذبحة ناصر الدين مذبحة بيت داراس مذبحة الدوايمة مذبحة يازور مذبحة شرفات مذبحة بيت لحم مذبحة قرية فلمة مذبحه عين الحلوه .مذبحه سحمر .مذبحه حمامات الشط .مذبحه الحرم الابراهيمى .مذبحه قانا .مجزرة "عيلبون مجزرة " الدير والبعنة
مجازر بحق الآمنين في عشرات القرى والقائمة أكبر من أن يحصيها تاريخ
مخطط الترحيل لاغتصاب الأرض ، والتهجير المتكرر وترك الديار والبيوت والممتلكات طبرية وصفد وعكا وحيفا ويافا. ثم اللد وسقوط المئات،. تذكروا الذين لا يزالون، وأبناؤهم وأحفادهم، مطرودين من ديارهم حتى اليوم لا اعتقد أن أحدا من شرفائكم غفل عن عقيدة التوسع الصهيونية وعن حرب الإبادة الجماعية وعن التمييز العرقي وعن أسطورة أرض الميعاد وشعب الله المختار ، اتحدوا معشر السادة .
فلا زالت حمم الموت تلقى على رؤوس شعبكم فلا تحطموا كل الجسور بينكم وأذكركم بمقولة بن غريون (( إن صراعنا مع العرب هو صراع العلم والحضارة )) وما قاله الأخ الشهيد خليل الوزير رحمه الله : (( إن صراعنا مع العدو هو صراع العلم العنيف )) ، من أجل شعبكم اتحدوا معشر السادة .