مَهْرُ الحرية ..
بقلم – ( محمد فتحي المقداد)
أرقُ الليالي قرّح مُقلةَ الأحلامِ،
و طَوَى حنينَ الأيّامِ تجري هُياماً في هوى الشّام،
هاتِ اسْقنِيها، ماءُ بردى حَياةً أعتّقُها بِمِزاجي،
علّها تُعيد ما تخلّف ضَيَاعاً على مَدارِجِ الصِّبا،
بيارقُ حبّها، تشتبكُ ألواناً من الهوى في عشقها،
شمسٌ تُشرق لآلٍئَ عقودٍ على صُدور الشآمياتِ،
بلونِ الحِنّاءِ بأكُفِهِنّ مُتَوَرّداً كالياسمينِ يُشِعّ أنْواراً،
يقطِفُها النّدى،
يُكَلّلُ بها قاسيونُ،
هَذِي حُروفي :
سَتُشْعِل صّدى أشواقِ تراتيلِ الفَجْرِ المهيب،
يَترَنَمُ بها حُداةٌ قافلةِ الحرية ,
يَنْسِجُونَ لَآلِئَها خُيوطَ نورٍ،
يَفرِشونَها سِجّادةً حمراءَ في ساحِ وطنٍ جميل،
يفرشونها سجادة صلاةَ حُبِّ في مَحاريبِ الرُّوحِ،
يَفْتَحونَ منها نوافذَ أَشْرِعَةٍ للوِئَامْ،
يُطْفِئونَ بها جُنونَ لهيبِ الحِراب العتيّة،
ويُبْحِرُون في مُحيطِ الحُبّ مُعْتَلِينَ أَمْواجَ العَاشِقينَ،
من أجل الحرية..
= ** ...... ** =
لكنّ ..
زُناةُ اللّيَالي .. خناجُرُهُم مَسْمُومَةٌ،
غرسوا الحِرابَ حقولاً ،
حَلّقَ الموتُ في رَوَابيها غِرْبانً شُؤْمٍ،
في الشام ..
مات الإنسان في الإنسان،
صارَ الموتُ بالمجّان،
بلا تَعَبِ .. ولا أكْفَان،
موتٌ رحيمٌ .. بأيدٍ حاقدةٍ مَجُوسِيّة،
سكاكينُهم أصليّة .. لكلّ سوريٍّ سكينٌ جديدة،
وجزارٌ خبيرٌ.. بالتكسيرِ والتدمير وسلخ الجلود، وبيع العيون في البورصات العالمية،
كلُّ ذلكَ لا يُخالِفُ المُواصَفاتِ الدّوْلِيّة المسموحُ بها في سورية،
بالطبع.. على ذِمّتِهِم،
ما عدا الخط الأحمر، قيل عنه : " أسلحةٌ كيماوية"،
هذا هو مهرُ الحرية..
** ...... **