--------------------------------------------------------------------------------
ملاحظة:- أرجو قراءة المقالة بتأن ومناقشة الأفكار التي تحويها فهذا الموضوع يهم كل أسرة وكل فرد
بسم الله الرحمن الرحيم
مقالة:-
( هوس التكنولوجيا )
لعل الناس تترقى بحصولها على كثير من وسائل التكنولوجيا الحديثة المنتشرة هذه الأيام .. والتي تتزايد بتسارع كبير ( كالنار في الهشيم ) , وكأنما هي قطعان من الفئران .. تتوالد بكثرة فتزداد أعدادها غزارة من كثرة توالدها ,.. وهذا الهرم التكنولوجي المتسارع تتربع على قمته عمليات اقتناء السيارات الحديثة , والحواسيب ( الكمبيوترات ) بكامل تجهيزاتها وكمالياتها , .. كذلك الأجهزة الخلوية ( المبايلات) ..حيث أنك ما أن تسمع عن نوع أو ( موديل ) جديد نزل السوق , حتى تفاجأ بعد فترة وجيزة بحلول نوع جديد ضاربا الذي سبقه عرض الحائط .. وحطم أسعاره .. , على الرغم من حداثته .. وقصر عمره , .. وزاد هذه المعمعة المتسارعة كثرة الطلب على كل ما هو حديث .. وخصوصا من هذه الخلويات , حيث يزداد تهافت الناس .. الصغير منهم قبل الكبير والأنثى قبل الذكر .. على مثل هذه الموديلات الحديثة على الرغم من فحش أسعارها , وعلى الرغم من علمهم بسرعة انحطاط هذه الأسعار في القريب العاجل بنزول الأحدث إلى السوق ..
وهذا الاستهلاك الكبير غير المدروس وغير الواعي , هو من تسبب في ظهور وانتشار هذه الطفرة .. والتي لا ندري متى نصل إلى نهاية سعيدة لها .
هذا التكالب النهم على اقتناء مثل هذه الأشياء يجر علينا العديد العديد من المصائب , والمشكلات الاجتماعية والاقتصادية والقومية ... والتي توقعنا بمطبات الصرف الزائد عن الحاجة بشراء هذه التكنولوجيا المتجددة والتي تؤدي إلى زيادة في الإنفاق , مما يعكس خللا في الميزانية الخاصة بالأسرة على وجه الخصوص , .. أو بجهة العمل .. والتي تتطلب سياستها التحديث باستمرار , ... ما قد ينتج عنه إرهاق ميزانية الدول التي تتسارع فيها وتيرة هذا التكالب ونهم الاقتناء .
وهذا بدوره يؤدي إلى إحداث تغيير في نمط الحياة المعيشي لدى أفراد الأسرة أو المؤسسة التي يأكل منها ( المبلغ المستقطع لأجل هذه التكنولوجيا الحديثة ) .. نصيبا ليس بالبسيط من ميزانياتها , مما يؤدي إلى إرهاقها .. بدل أن توضع فيما يجب صرفه في نواحي نافعة أخرى.
ناهيك عن الاستخدام السيئ لهذه التكنولوجيا .. والتي قد تتسبب بما لا تحمد عقباه .. مما قد يؤدي إلى خلل في المجتمع , ويحمله عبئا أكبر مما يحمله .. وقد تتسبب أيضا في انفصال عرى الأسر وانحلال أخلاق بعض أفرادها , .. وفضح الكثير مما كان يجب ستره أو عدم الخوض أو المساس به , لكونه من (المحرمات .. شرعا أو عرفا) ..
وهذا ما قد يتمخض عنه أيضا خلل في المجتمعات المستهلكة لها , وأعني به الخلل الأمني الذي يصاحب هذا الاستخدام السئ لها .. مما قد ينتج عنه وقف ناتج هذا العائل ( المواكب لهذه التكنولوجيا ) وبالتالي فقدان عنصر منتج في المجتمع , بل ويؤدي إلى إرهاق الدول بالصرف على هذا العنصر العاطل , الضار لنفسه وأهله ومجتمعه , .. هذا كله بخلاف ( الوقت الذهبي ) المهدور على ما يضر ولا ينفع .. وما ينتج عنه أيضا من مشكلات اقتصادية واجتماعية كبرى , جراء ضياع هذا الوقت والذي كان يجب صرفه فيما هو أهل له .. كطلب علم أو إنجاز عمل أ, تواصل مع أهل ورحم ....الخ .
في نهاية المطاف .. أنا لا أنكر حق التكنولوجيا الحديثة ومقدار أهميتها , وأعلم أن صورتها ليست قاتمة تماما .. وليست كلها سلبيات ( كما أوضحت سابقا لكل ذي عقل حكيم ) .. وأعلم أنها تحمل بين طياتها كل خير وشر , .. وكل حميد وقبيح , فهي ( كالسكين ) ذات حدين , تستطيع أن تقطع بها لحما .. فتأكله , أو تقتل بها جسدا .. فتهلكه .
لكني أردت هنا كشف صورة السواد في هذه التكنولوجيا , وما قد يترتب عنها من مآسي .. . غائبة عن الأذهان , بسبب حلاوة اقتنائها , ويسر استخدامها , .. وجمال ما تصوره في عقولنا .. والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل .بقلم : إبراهيم محمود الخضور..... العين
رد
" لم تَخرُج هذه الأمة نتيجة التطور العلمي والتكنولوجي ، فكل هذا مجرد وسائل ميسّرة للعيش
ومساعدة على البقاء ، بل إنّ التطور العلمي والمادّي في المجتمعات الإسلاميّة
جاء ثمرة لصياغة الإنسان على مستوى الفكرة والسلوك الفردي والاجتماعي .. "
لكن للأسف استطاعوا أن ينفذوا لنا من خلال جعلنا شعوبا مستهلكة ، بل و تتنافس في الاستهلاك !
لا يستطيع احد أن ينكر أن التقدم العلمي و التكنولوجي له منافعه
لكن هل أدركنا منافعه فانتفعنا ؟!
موضوع قيّم ، ونصح طيّب
بارك الله فيك و في مدادك
.
للأسف يا أخي
العرب والمجتمع الخليجي تحديداً جعل هذه الوسائل غاية بدلاً أن تكون وسيلة
أصبحت غاية لدى المجرم كي يستخدمها في ماحرم الله وغاية لدى تافه الفكر بأني تفاخر بها وبإقتنائها
وغاية لدى المثقف بأن من ليس معه تقنية حديثة اصبح جاهلاً وغير واعي حتى لو بني في علقة الف الف كتاب !
المشلكة في تعاطينا لهذا النتاج
بل أن تعاطي البعض للتكنولوجيا بهذا الشكل البشع فتح علينا ثغرة إستهلاكية مؤثرة بالأقتصاد الوطني وبطبيعة الحال الرابح في هذه الثغرة هي شركات الإنتاج الأجنبية حيث انهم أصبحوا يبدلون اللون ويغيرون طرف شكل فيتبدل السعر بماشرة وترى الناس تتهافت بدراية وبدون دراية لإقتناء الحديث حتى لو كان التغير فقد بالشكل لا في أصل التقنية !
لا الوم من اقتنى سيارة قد تغير محتواها ووسائل السلامة بها إلى الأفضل ولا الوم من اقتنى جهاز حاسوب قد تغيرت به وسائل الحفظ ووسائل التخزين بما يتوافق مع حاجته ولا ألوم من أقتنى جهاز موبايل قد اضيفت له تقنية هو بحاجتها ، لكن أن نقتني الوسائل من أجل الألوان قد تبدلت والأشكال قد تغيرت ويكون المقياس فقط هذا قديم وهذا جديد فهذا أمر يدعونا للألم ويدعونا للتأمل !!!!!
حتى خارج نطاق هذه الوسائل تجد كثير ممن يحبون الظهور سواء في صالات الافراح بدلا ً ان تكون وسيلة للإجتماع بمساحتها الرحبه أصبحت وسيلة للتفاخر بالبهرجة وغلاء الأسعار!!!
هي مشكلة إجتماعية حقيقية !!!!
من مواضيع مرجان :