المهندس العربي السوري يحيى القضماني في سطور
عن واتا
هذا الرجل النبيل الذي يقدم منذ عام1998جوائز وتكاليف جائزة مهرجان المزرعة للإبداع الأدبي والفني،هذا المهرجان الذي أصبح معلماً ثقافياً هاماً من معالم محافظة السويداء والقطر العربي السوري،ليحدثنا الشاعر الدكتور المهندس "ثائر زين الدين" مدير ثقافة "السويداء" رئيس اللجنة المنظمة لهذه الجائزة عن لقائه بالمهندس يحيى القضماني في مدينة العين الإماراتية، مع مجموعة من الأصدقاء الذين انصرفوا للحديث عن مهنة التدريس ومتاعبها.
د.ثائر زين الدين
ويتابع د.زين الدين:..راح (القضماني) يحدث عن الأدب والشعر،وكان يسأل أكثر مما يجيب،وأحسست انه حين يتذكر أمسية شعرية ما شارك بها في جامعة "دمشق" في سبعينيات القرن الماضي،يغلب على صوته شيء من الحسرة، شيء من الشعور بالضياع والإخفاق، وأيقنت بعد ذلك أن هذا الرجل الوسيم الفارع الطول، قد يبيع كلّ شيء لديه مقابل أن يغدو شاعراً شاباً متسكعاً في حواري "دمشق" القديمة....حيث عبر "يحيى القضماني"عن رغبته بإنشاء جائزة أدبية مهمة يكون مكانها مسقط رأسه في مدينة "السويداء"، هذا متمنياً أن يرى حلمه حقيقة في يوم من الأيام، في العام نفسه أي عام 1998 وبعد شهر واحد من اللقاء أصبح حلمه حقيقة، فقد رحبت المؤسسات الثقافية بالفكرة، وأولها مديرية الثقافة،حيث تنطلق هذه التجربة الأولى من نوعها في سورية، والتي حملت اسم "المزرعة"، وتصبح مثلاً يقتدى به في التعاون الخلاق بين القطاع الأهلي، ومؤسسة ثقافية همها الثقافة، همها الحاجة العليا للإنسان، لم تولد الجائزة كما نراها اليوم، ولم يكن المهرجان كما عليه اليوم، لقد تطور الاثنان معاً، عاماً بعد عام، فان كانت الجائزة قد بدأت محلياً في دورتها الأولى، فهي سرعان ما انفتحت على القطر كله، وهكذا فقد أصبحت الجائزة اليوم تضم مسابقات في مختلف الأجناس الأدبية والفنية، واليوم أضافت الجائزة مسبقة للعمل الدرامي. إذاً الميزة الأولى للجائزة إنها ديناميكية تتطور وفق الظرف الموضوعي والحاجة المحلية، وقد قامت بطباعة الأعمال الفائزة، وكرمت مجموعة من أهم الأدباء العرب السوريين مثل "سليمان العيسى" و"زكريا تامر" و"حيدر حيدر" و"حنا مينا" و"ممدوح عدوان" و"شوقي بغدادي"وسهيل إدريس وواسيني الأعرج وهذه السنة تكرم الأديب"وليد إخلاصي"».
تم تصغير هذه الصورة ... نقره على هذا الشريط لعرض الصورة بمقاسها الحقيقي علما بأن مقاسات الصورة قبل التصغير هو 2848 في 2144 وحجم الصورة 1487 كيلو بايت
المهندس يحيى القضماني
أما المهندس يحيى القضماني يحدثنا عن قصته مع الاغتراب وعن فكرة هذه الجائزة قائلاً:
...الإغتراب هو محاولة لتحسين الوضع المعيشي أو البحث عن المستقبل بآفاق جديدة والحمد لله أنني ذهبت إلى مكان قريب فإنني لا ادعي الاغتراب فهي قريبة المسافة من بلدي إلى دولة الإمارات ولم اشعر بالغربة أبداً في دولة الإمارات أما الحربة فهي تجربة عميقة فقمت فيها بتطوير النهضة الزراعية في دولة الإمارات بطريقة مباشرة وعملت بجد لتأسيس مشاريع طموحه ومؤسسات لها اسم مهم حالياً ودخلت في مجال الصناعات البيئية للمواد التي تحمي البيئة،علمتني تجربة الاغتراب الكثير لأنني سافرت إلى جميع أصقاع الدنيا والتقيت بمعظم الشعوب وتعرفت على تجاربها وعلى عاداتها وتقاليدها،كما أن هذه التجربة علمتني أن البحث عن المستقبل لا حدود له ولا وقت له ولا زمن.
لقد تعلقت بالأدب منذ صغري وكتبت الشعر وشاركت بالأمسيات الشعرية،وتعرفت على الكثير من الشعراء والقاصين والكتاب الذين لهم مواهب كثيرة وقد توقف معظمهم عن العطاء لعدم وجود حوافز التشجيع والتقييم لأعمالهم أو عدم قدرتهم على نشر باكورة هذه الأعمال أو تقديمها للجمهور بأي شكل من الأشكال،وهذا ما حدا بي إلى التفكير بهذه الجائزة التي تشجع المبدعين من أبعد وأهدأ قرية في الوطن إلى أصخب شارع فيه،للمشاركة في هذه الجائزة والتقدم لمسابقاتها،وذلك لدراستها من قبل كبار الأدباء والمتخصصين في الساحة الأدبية عبر لجان التحكيم.
فالجائزة هدفها البحث عن هؤلاء الذين يتهيبون من قراءة أعمالهم أو من نشرها وتقديم هذه الأعمال للمختصين والأدباء والمفكرين والشعراء المهتمين الذين يقيمّوا هذه الأعمال واختيار الأميز والأفضل منها وعليه فنحن والجائزة نؤدي الدور لاكتساب المواهب والمبدعين في الوطن وهذا هو الهدف الرئيسي للجائزة والحمد لله اعتقد أن الهدف تحقق جزء منه.
*- تعد الجائزة ثمرة عمل وتعاون مشترك بين القطاعين الحكومي والأهلي كيف ترى هذا التعاون؟
هذا التعاون بشكله الصحيح والمتواصل على مدار ثلاثة عشر عاماً الماضية أثبت أن الإرادة الطيبة والإدارة السليمة والعمل بإخلاص والبعد عن الشخصانية والذاتية والمصالح،يمكن أن يثمر عن نتائج خلاقّة في الوصول إلى الأهداف السامية سواءً تعلق الأمر بجائزة المزرعة للإبداع الأدبي والفني أو بكل نشاطٍ يتم عبر التعاون بين الجهات الأهلية والرسمية،وهي في حالتنا هذه مديرية الثقافة في السويداء ومن خلفها وزارة الثقافة بما تقدمانهِ من جهدٍ طيب.
وعن انطباعه عن الدورة الثالثة عشر لجائزة مهرجان المزرعة لهذا العام /2009/يقول القضماني:
دورة جميلة بكل معنى الكلمة،المحكمين من أهم الأدباء والمفكرين في سوريا،المثقفين والمشاركين في أعمال الجائزة زادوا عدداً نوعيةً فالحمد لله هناك 31 عمل روائي ومثله من المجموعات الشعرية والقصصية وهناك شهادات جميلة من كبار الأدباء بأن الأعمال تجود سنة بعد سنة وهذه الدورة تضم بعض النشاطات الإضافية مثل تكريم الدراما وتكريم الفن التشكيلي والنحت والدراسات فالحمدلله هذه الدورة ناجحة بكل معنى الكلمة.
-وعن مدى القدرة على تطورها لتصبح على مستوى الوطن العربي ككل يضيف م.القضماني
أنا قلت أنني لن أفكر بأن تصبح هذه الجائزة عربية قبل أن تحقق أهدافها في اكتشاف جميع المبدعين على ساحة الوطن وعندما تنتهي هذه المهمة نفكر بأن نبحث أن تكون عربية.
كيف تصف لنا تمويل هذا المهرجان الذي يتألق عاماً بعد عام :
أنا سعيد وأنا بألف خير لأن المال لا يهمني و أسعى لهذا العمل بكل محبة لأبناء وطني المهم عندي ما هي الفائدة التي جناها أهلي وأبناء الوطن منها أنا برأيي هذه الفائدة الكبيرة عندما نبني الثقافة وندعم الثقافة وندعم الفكر فنحن نحمي وهذا السد المنيع الأخير لبناء الوطن في الفكر ،إذا خسرنا أشياء كثيرة يمكن تعويضها أما الثقافة والفكر والإبداع إذا خسرنا لن تبقى لنا هوية فأنا باعتقادي أن ما نجنيه من هذه الحركة الثقافية لا يقابلها مال أبدا.
الرسالة لأبناء الوطن المغتربين يضيف:..
أدعو جميع المغتربين أن يقوموا بنشاطات تفيد في المجال الثقافي والفكري والفني وهناك فرص عديدة أتمنى أن يستثمرا في هذا المجال وأنا اعرف أن الكثير لديهم الرغبة في العطاء وهم معروفون في محاولاتهم للقيام بنشاطات تفيد أبناء الوطن أتمنى أن يتجهوا أيضاً للشأن الثقافي.
أشكركم على كل هذا الاهتمام واعتقد أن مساهمة الإعلاميين بتغطية نشاطات مهرجان المزرعة وفعاليات المزرعة تغطية مهمة تفيد الآخرين وتطلعهم على هذه التجربة وتشجعهم أن يخوضوا في تجارب مماثلة وبذلك تكون بلدنا قدوة لبدأ هذا المشروع الثقافي