منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1

    مَن أدخل(المعلمين) ضمن سلع العولمة في الألفية الثالثة؟

    معلمو حل الاختبارات بقلم / توفيق أبو شومر
    مَن أدخل(المعلمين) ضمن سلع العولمة في الألفية الثالثة؟
    ومن حولهم من (رسلٍ) للحضارة والتثقيف والإبداع إلى مقاولين؟
    من مسخ صورة الأبوَّة الروحية عن معلمينا، وألبسهم وجوه التجار الجشعين؟
    من هو المسؤول عن النسل المشوه الجديد من معلمي العرب في الألفية الثالثة؟
    كثيرون يُرجعون السبب إلى الأنظمة السياسية، التي ظلتْ تخشى المعلمين، وتعتقد بأنهم زارعو بذور الثورات في كل الأزمنة والعصور، وأنهم المسؤولون عن استنبات فسائل التمرد ، وهم أيضا أصحاب دفيئات الثورات والبراكين والزلازل في كل الأوطان.
    وهناك من يعتقدون بأن هناك مؤامرة تُحاك في أوطان القهر والطغيان وسلب الحريات والديموقراطيات لتفريغها من الواعين والأكفاء، وذلك بحشو تلك الأوطان بالفاشلين والمقعدين والمحبطين وتحويلهم إلى هياكل يُطلق عليهم اسم (معلمين)!
    وفي هذا الإطار قامت حكومات ودول كثيرة بإدخال التعليم المقدس بيت الطاعة الحكومي، فجعلت المعلمين موظفين حكوميين كما العسكر، وجعلت مرتباتهم الشهرية في ذيل قائمة مرتبات موظفي الدولة، وأخضعتهم للوائح وظيفية بائدة تعود للقرون الوسطى ، وفي الوقت نفسه قامت بمنح موظفي الدولة الآخرين مرتبات هائلة تفوق مرتبات المدرسين بأضعاف أضعافها، والغرض من كل ذلك هو إحباطهم وإشعارهم بالدونية !
    لهذا تحول كثيرٌ من المعلمين في زمننا إلى (تجار شنطة) ومقاولين يطرقون أبواب زبائنهم من الطلاب، وهم يحملون معهم معدات (الصناعة) الجديدة ، أو لوازم (مهنة) التعليم في عصر العولمة، مفاتيح لفك طلاسم الاختبارات فقط لا غير !
    وأبرز معدات المعلمين وأدوات حرفتهم لفك طلاسم المقررات الرسمية الغامضة، هي كتب الشروحات التجارية المربحة، وهي من أخطر الكتب لأنها تُفقد عقول الطلاب القدرة على التفكير المبدع، وتقصر التعليم كله في (محفوظات) ونصوص !
    والمجد كل المجد لمن يتمكن من مدرسي المقاولات أن يطبع كتابا تجاريا باسمه،أو يُنشئ مشروعه التجاري الخاص، أو شركته التعليمية الخاصة التي تقوم على إلغاء الكتاب الرسمي المقرر، وتأتي الخطوة الثانية ، وهي إجبار الطلاب على شراء الكتاب الجديد، الصادر عن شركته الخاصة!
    أما الأداة الثانية التي يتبعها المعلم المقاول، فهي المحافظة على (تكنيك) عدم فك طلاسم المواد،والامتناع عن شرح المعضلات غير الواضحة أثناء الدروس الرسمية في وقت التدريس المأجور، ويتبع كثيرون من معلمي التجارة طرقا عدة لإرغام الطلاب أن يلجأوا إليهم في النهاية طائعين مستسلمين ليستعينوا بخبراتهم ، ولكن في بيوتهم أو مدارسهم الخاصة، غير الرسمية!
    ويقوم كثيرٌ من مقاولي التدريس بإضاعة الحصص الرسمية بوسائل كثيرة منها إضاعة وقت كبير في معاقبة طالبٍ على مشاغبته مثلا ، أو اتهام الطلاب بالتقصير بحرمانهم من شرح الدرس، أو إضاعة الوقت المخصص للدرس في حكايا عن سيرة حياة المدرس وبطولاته، وما أكثر وسائل هدر الوقت في المدارس الرسمية!
    قال لي أحد المدرسين المخلصين ممن يرفضون أن يتحولوا إلى مقاولين:
    لقد تحولتْ مدارسُ كثيرةٌ إلى أفخاخ صيد، يصطاد فيها المعلمون الطلابَ الموسرين، فالمرتب الحكومي الذي يتقاضاه هؤلاء المدرسون ليس سوى ادخار دائم ، أو حسنة جارية من قبل الحكومة على المدرس، أما المرتبات الحقيقية، فهي المرتبات التي يأخذها معلمو الشنطة من الآباء في نهاية كل شهر، وتكون في الغالب أضعاف أضعاف مرتباتهم الحكومية.
    وأضاف: ونظرا لأنهم يعملون في المساء ، فإنهم يعتبرون عملهم الرسمي في المدرسة ، عملا للاستجمام والراحة، فهم لا يبدؤون التدريس عند بداية الحصة ، بل يتعمدون التأخير،بحجة تناول الإفطار الجماعي، أو مناقشة المدير في قضايا بعض الطلاب، ثم يستلقون على كراسي الفصل لغرض الاسترخاء، ومنهم من يغفو أيضا، استعدادا لنوبة العمل الحقيقية في بيوت طلابه أو زبائنه!
    ويتحول المدرسُ إلى أجير عند طالبه ويصبح الطالب هو السيد ، ويمكنُ معرفة ذلك في تصرفات بعض الطلاب ممن يستأجرون المدرسين في قاعات المدرسة الرسمية، لأن المدرس لا يستطيع معاقبتهم على الإهمال، أو حتى انتقادهم!
    وأضاف :
    أعرف مدرسا يعمد لتوفير طاقته في الدروس الخصوصية، فهو لا يمسك الطباشير أبدا، بل يجبر الطلاب أن يكتبوا على السبورة اسم الدرس والتاريخ، وأن يكتبوا التلخيص أيضا، وحين تتأخر دقات الجرس، يرغم الطلاب على قراءة ما لا يفهمونه، وأن يعيدوا القراءة مرات ومرات، ليتمكن من الحصول على إغفاءة سريعة!
    وأضاف هذا المدرس المخلص :
    إن أخطر الأمور في تعليم الألفية الثالثة، ليس هو فقط مدرس الشنطة ، أو تاجر المقررات، وليس هو نظام التعليم وإدارة المدارس فقط ، بل تَحَوُّل الغايةِ من التعليم، وهي تهذيب العقول وصقلها وتثقيفها، إلى غاية أخرى جديدة، وهي مهارة الحصول على درجات في الامتحانات!
    لذلك فليت هؤلاء المعلمين يعلمون الطلاب تعليما خاصا في بيوتهم، لغرض تهذيبهم وتثقيفهم وتوسيع عقولهم، بل لغرض إكسابهم مهارات وفنيات الإجابة عن أسئلة الامتحانات، وحصولهم على مجموع عالٍ، وهذا بالطبع ليس تثقيفا ، ولكنه يدخل في باب تعليم الحرف والمهن!
    وتلك نكبة كبرى تُضاف إلى نكبات التعليم المتعددة ، ومن هنا فإن المدرسين المقاولين يحصلون على نقود الآباء نظير تلك المهارة فقط، فهم يدربون ضحاياهم من الطلاب على فنون إرضاء المصححين وكيفية البدء والانتهاء في الإجابات، وفي الغالب فإن المصححين يكونون هم أنفسهم مدرسي المقاولات وتجار الشنطة .
    وأخيرا
    إن الأوطان التي تحتقر معلميها وتضعهم في نهاية السلم الوظيفي، وتجبرهم أن يتحولوا من مهذبي عقول، إلى حراس سجون وأصحاب حرفة مُضللة، ونسميها تجاوزا مدارس للتربية والتعليم، هي أوطان جاهلية تـئد أبناءها، ولا تُراهن على مستقبلهم!

  2. #2

    رد: مَن أدخل(المعلمين) ضمن سلع العولمة في الألفية الثالثة؟

    سيد أمين
    لو تحدثنا عن التطور فبادئ لا يمكننا إلا أن نتحدث عن التعليم ..ولا
    يمكننا أيضا- مرضاة للضمير وكتعبير عن الصدق - إلا أن نقول انه لا يمكن
    ان تتقدم امة من الأمم دون ان تمتلك منظومة تعليمية سليمة تراعي أول ما
    تراعي ربط حاضرالإنسان بماضيه وذلك علي اعتبار ان فهم واستنهاض الماضي هو
    دراسة مكثفة لاستدراك المستقبل.
    والحقيقة أجد سوء فهم واضح يعتري ذكاء القائمين علي التخطيط لرسم تلك
    المنظومة في عالمنا العربي عامة وفي مصر بشكل خاص لدرجة تشكك في صحة وجود
    هؤلاء المخططين أو
    تلك المنظومة فى الأساس وإلا فان لم يكن هذا الشك سليما لكانت الكارثة
    وخرج الأمر من طور التعليم إلى طور الخيانة. فقد يجد هذا المسئول أو ذاك
    نفسه يمارس -بكل فخر-عملية خلع الأردية والتعري من كل ما يستر أمام
    العيان ويروح يتهجم على كل ما له صلة بالماضي متشدقا بمصطلحات هو ذاته لا
    يدرك معناها من قبيل التحديث والتطوير والتنوير والانفتاح على
    العالم ,وبالطبع تنعكس تلك الرؤيا المشوشة على مناهج التعليم التى أعطى -
    بكل أسف - مفاتيح إقرارها,فنكتشف أنها باهتة فلا هى استنهضت الماضي الذى
    لا نملك سواه ولا استشرفت المستقبل الذى نجهله ولا حتى استطاعت أن تكشف
    غبن الواقع الذى نعيشه فننتصر عليه. ويعتقد هذا المسئول او ذاك انه كلما
    أهدر التاريخ أو زيفه أو سخر منه فهو بذلك ينتصر على "العفن"وانه كلما
    تحرر من ثقافته العربية صار بذلك رجلا غربيا متطورا ينتقل بأجيال بلاده
    الى المدنية.
    إنها حالة من جلد الذات والشعور بالدونية,وإلا فبماذا نعلل انتشار
    المدارس الأجنبية والخاصة والتجريبية فى طول البلاد وعرضها وهى جميعها
    يتم التدريس فيها للنشء بدءا من رياض الأطفال باللغات الأجنبية بل ان
    مناهج العربى والدين والتاريخ لا تدرس فى بعضها أساسا ولو درست يتم
    التعامل معها كما كان -وربما لا زال-يتعامل جيلنا مع حصة الألعاب بحيث لا
    يحضرها احد ولا يحاسب عن التقصير فيها لا المدرس ولا الطالب بل ربما تمت
    مكافأة الناظر.
    لقد أنتجت الرؤية المشوشة والمنظومة المعدومة تلك جيلا اقل ما يوصف به
    انه "مسخ" فلا هو اوربى ولاعربى , ولاهو متعلم ولاجاهل , ولا هو يعرف من
    أين هو آت ولا الى أين هو ذاهب ولا حتى يعرف عدوا ولا حبيبا بل شخصا يحمل
    شهادة الاعدادية منذ نحو 30 عاما مضت يمتلك وعيا وثقافة وعلما افضل من
    حامل لشهادة الدكتوراة هذه الايام.
    لقد أنتجت جيلا أميا يحمل "اغلي"الشهادات وأعلاها واقل الثقافات والعلوم
    وأدناها وبرغم ذلك ستجده جيلا لا يكاد يستطيع القراءة والكتابة لا
    بالعربى ولا بالانجليزية ولا حتى بالصينية, وأنا استطيع وبكل ثقة أن اجزم
    بأن اختبارا فى القراءة والكتابة - بأي لغة من اللغات - كفيل لأن يعيد
    معظم خريجى الجامعات المصرية الأن الى المراحل الابتدائية مجددا.
    وأنا واثق أننا سنجد من بيننا من يدافع - بحسن نية - عن التوسع فى تعليم
    اللغات الأجنبية بذات الحجج التى قد يسوقها المغرضون من ضرورة الانفتاح
    على العالم واللحاق بعلوم الغرب بلغتهم فضلا عن انه من تعلم لغة قوم أمن
    مكرهم وللرد على هذه الادعاءات وما شابهها.
    أنا اعتقد انه لم ولن تحول اللغة العربية بتعدد مفرداتها وعمق دلالاتها
    دون النهضة والتطور بدليل ان عمليات تعريب العلوم التى انتهجتها الحكومة
    المصرية فى عهد عبد الناصر وعراق صدام حسين - ولا زالت تنتهجها سوريا -
    هى التى خرّجت للعالم فاروق الباز واحمد زويل ومجدى يعقوب ومحمد النشائى
    ويحيي المشد وغيرهم من علماء كما أنها هى التى خطت للعراق سجلا حافلا من
    العلماء فى شتى العلوم جعلت العالم الغربى يعيش حالة قلق شديد من ذلك
    النمو المذهل الذى اعتبرته انه يشكل خطرا تنافسيا عليها وكان ذلك احد
    الأسباب التى قادتها لغزو العراق.
    إذن, فالعربية ليست ضد التحديث كما انه ليس المطلوب من المواطن العربى أن
    يصير شخصا غربيا حتى يتمكن من اللحاق بركب المعرفة والعلوم ولكن الأكثر
    منطقية ان تتحول العلوم نفسها إلى العربية ونفعل كما فعلت أمم كثيرة من
    قبلنا مثل الصين واليابان وروسيا وربما إيران حينما نقلت كافة العلوم إلى
    لغتها وطورتها بما يخدم ثقافتها دون خلع للأردية وسلخ للذات. كما أن
    القول"بأمن المكر"يحمل قدرا كبيرا من الإضحاك ما لم يكن السخرية فى
    حالتنا تلك لأننا بذلك سنشبه المخبر السري الذي جاء فى تقرير أعماله ان
    كان ابرز أعضاء العصابة وقدم لها ما كان مستحيلا أن تنجزه.
    وبعيدا عن مسألة المحتوى هناك أيضا فشلا ذريعا فى تمام سلامة الشكل
    التعليمى بحيث أفقدت العملية التعليمية محتواها فساوت بين مجتهد وغير
    مجتهد عبر نماذج التعليم المتعددة كالتعليم العالى المفتوح والانتساب
    والجامعات الخاصة وجميعها - بحسب اعتقادي - صور مقنعة لبيع وشراء
    الشهادات التعليمية دون استفادة تعليمية حقيقية للدارسين.
    وتنتشر عبر الانترنت محادثات ربما كان أشهرها تلك المحادثة الهاتفية التى
    دارت بين أستاذ جامعى واحد الطلبة الخليجيين فى القاهرة حيث جرى التعاقد
    على صفقة الشهادة مقابل الدولارات وحينما سألت بعضا من الطلبة الدارسين
    فى الجامعات أكدوا جميعا أن الشهادات تباع وتشترى مثلها مثل السيارات
    وقطع الأثاث.
    بل أن المدارس الحكومية وهى قليلة عددا مقارنة بالمدارس الخاصة التى تمتص
    دماء الناس سنجد أن عملية التعليم فيها تمتاز بفوضوية خاصة تحولها – أى
    تلك المدارس – إلى أوكار للبلطجة والإدمان والرذيلة وكل ما ليس له علاقة
    "بالتربية " والتعليم.
    قد يكون الأمر فيه قدر من المبالغة ولكنه بالتأكيد لا يخلو من الصحة ,
    هذه هى الحقيقة.
    ان فسادا رهيبا اعترى العملية التعليمية فى مصر فى الشكل والمضمون جعلها
    لا تؤتى الا ثمارا مرة .. فاقدة للولاء والانتماء والأخلاق بعدم تحولت
    هذه العملية من عملية "تعليم" الى عملية "تقليم" من كل مواطن النبوغ
    والجمال والإبداع والوطنية.,
    albaas10@gmail.com
    albaas.maktoobblog.com

المواضيع المتشابهه

  1. أين غزة من إضراب المعلمين والمعلمات؟
    بواسطة د. فايز أبو شمالة في المنتدى فرسان التعليمي.
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 08-14-2016, 03:42 PM
  2. مبروك الألفية
    بواسطة مؤيد البصري (مرئد) في المنتدى فرسان الترحيب
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 03-14-2012, 08:27 AM
  3. مجلة المعلمين
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان المكتبة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 12-21-2011, 08:00 AM
  4. نقابة المعلمين هو إنجاز هاشمي ...
    بواسطة وفاء الزاغة في المنتدى فرسان التعليمي.
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 08-12-2011, 09:32 AM
  5. كوكب الأرض في الألفية الثالثة تتحكم به الكاهنات والساحرات.
    بواسطة وفاء الزاغة في المنتدى فرسان الفضاء.
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 05-09-2011, 07:13 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •