المجازر الصهيونية التطبيق العملي لأوامر التوراة (7)
مصطفى إنشاصي
مجازر حبا في القتل
القتل عند اليهود أيا كانت أشكاله أو مبرراته، يشكل طاعة وعبادة للرب، ولا يشكل إرهاق كبير نفسي في الغالب الأعم لليهودي، خاصة وهو لا يعتقد أو يشعر أنه يرتكب جريمة أو يزهق روح إنسان، لأن جميع الخلق من غير اليهود هم حيوانات وليس لهم روح إنسان كما هو اليهودي ـ بحسب عقيدتهم التلموديةـ. لذلك نعجز نحن أو غيرنا عن إحصاء عدد المجازر أو الكتابة عنها جميعا، لأنها أكثر من أن تحصى، وأفظع من أن توصف. وما نكتبه هو نماذج لتلك للمجازر اليهودية التي تقشعر منها الأبدان فقط. وسنذكر نماذج عن هذا النوع من المجازر اليهودية:

* مجزرة كفر قاسم في 29 تشرين الأول (نوفمبر) 1956
كفر قاسم قرية عربية تقع في فلسطين المحتلة عام 1948، وهي آخر قرية في امتداد قضاء طولكرم من جهة الجنوب، مما يعني أن أهلها لم يكونوا محاربين ولا يشكلون خطورة على كيان العدو الصهيوني، وليس لها ما يبررها، لأنها تقع داخل حدود كيان العدو الصهيوني، القائم بالاغتصاب والسلب في فلسطيننا، لذلك مبررها الوحيد هو الرغبة والحب في القتل. وقد اُرتكبت المجزرة عشية العدوان الثلاثي على مصر عام 1956.
وقد نفذت المجزرة مساء ذلك اليوم بدم بارد، وبنية مبيتة لقتل أكبر عدد ممكن من أهالي القرية الآمنين المسالمين. بعد أن طلب المقدم شدمي من قائد الوحدة العسكرية بكفر قاسم أن يفرض منع التجول على القرية. وعندما سأله قائد الوحدة عن مصير العائدين إلى القرية بعد فرض منع التجول؟ قال له: (الله يرحمه، لا أريد مشاعر). بعدها ذهب أحد أفراد العصابات الصهيونية الرسمية إلى مختار القرية حوالي الساعة الرابعة عصر ذلك اليوم المشئوم، وأخبره أنه سوف يفرض منع التجول على القرية ابتداء من الساعة الخامسة مساء ذلك اليوم، وأن التعليمات صارمة ضد كل من يعود إلى القرية بعد ذلك الموعد تصل إلى حد إطلاق النار عليه بهدف القتل. فأخبره مختار القرية: أن معظم رجال وشباب القرية في حقولهم ومزارعهم، أو الورش خارج القرية، وعدد منهم أبعد من ذلك يعملون في بعض المدن المجاورة، وأنه لن يستطيع إخبار الجميع للعودة قبل الخامسة. فقال له: أنه سيبلغ الجنود بأن يسمحوا للمزارعين الذي يتأخرون عن الموعد قليلا بالمرور على مسئوليته، أما غيرهم فليس مسئولا عن تأخره. وهو يبيت نية الغدر وعدم الوفاء بوعده، ويعلم أن أهل القرية لن يستطيعوا إبلاغ رجال القرية في مزارعهم والعودة قبل الخامسة.
لذلك قام جنود العصابات اليهودية بتجميع عمال القرية العائدين من مزارعهم وأماكن عملهم في الخامسة من مساء ذلك اليوم، وأطلقوا عليهم النار وأعدموهم بدم بارد، وكانوا كلما عادت مجموعة من أهالي القرية أوقفوها عند الحاجز الذي نصبوه على مدخل القرية، وتم إطلاق النار عليهم وقتلهم بدم بارد. وقد كانت حصيلة تلك المجزرة 49 شهيداً من بينهم أطفال ونساء، بلغ عدد النساء 14 امرأة وثلاث فتيات تبلغ أعمارهن 12 - 14 عاماً، و11 طفلاً تبلغ أعمارهم 12 - 16 عاماً والباقي من الرجال، وقد كانت جثث الشهداء مشوهة من شدة ما تعرضوا له من إطلاق نار، إلى درجة أنه لم يتم التعرف على جثث بعضهم.
ومما يؤكد النية المبيتة لارتكاب تلك المجزرة، هو استهتار القضاء اليهودي بأرواح المواطنين الفلسطينيين الأبرياء المسالمين، الذين لم يصدر منهم ما يبرر قتلهم، وذلك عندما حكم على المقدم شدمي المسئول عن تلك المجزرة بـ 10قروش و14 سنتا أمريكيا غرامة؟! وقد سمي الحكم بـ"قرش شدمي"، لشدة ما به من سخف واستهتار بأرواح المدنيين المسالمين، والأبرياء الآمنين من الفلسطينيين!