الاشكنازية والاشكنازيم ..

[عبدالوهاب محمد الجبوري]

الاشكنازية والاشكنازيم ..

عبدالوهاب محمد الجبوري

يخطئ من يعتقد بأن المجتمع الإسرائيلي يمثل وحدة متماسكة ومتناغمة من الداخل، حيث يعاني هذا المجتمع الكثير من الانقسامات سواء على مستوى اللغة أو الاثنيات أو الدين..فاليهود الذين يهاجرون إلى إسرائيل من بعض الدول الشرقية يطالبون بتغيير يهوديتهم كشرط أساسي من شروط قبولهم في المجتمع الإسرائيلي على النطاق الرسمي ، حيث لا تعترف المؤسسة الدينية بيهوديتهم، أما في الواقع فإن هؤلاء اليهود يعانون من التمييز العنصري داخل إسرائيل؛ لذلك نرى الصحفي أريية جلبلوم يكتب في التقرير الذي صدر في عام 1949م عن اليهود الشرقيين الذين وصلوا إلى إسرائيل (إنها هجرة عرق لم نعرف لها مثيلاً في البلد.. أمامنا شعب بدائيته في القمة ودرجة ثقافتهم تتاخم الأمية المطلقة، وما هو أخطر بعد هو عدم قابليتهم لاستيعاب أي أمروحاني)..
كل هذا قاد إلى تقليل تمثيل اليهود الشرقيين في مراكز القوى الحكومية والكنيست والمناصب العسكرية العليا والمجال الدبلوماسي والجامعات ووسائل الإعلام رغم أن هؤلاء اليهود يمثلون الأغلبية ، وأصبح هؤلاء اليهود كما أوضحت البروفيسورة اليهودية أستير هيرتسوج يعملون في الوظائف الدنيا والمحتقرة في المجتمع الإسرائيلي مثل كنس الشوارع وتنظيف دورات المياه وجمع الزبالة.. تلك الأعمال التي يأنف منها اليهود الغربيون ، ولم ينجح اليهود الشرقيون في الحصول على بعض الحقوق السياسية إلا بعد قيام حركة (شاس) على يد عوفوديا يوسف عام 1984..
ولعل مرد ذلك ، فضلا عن أسباب أخرى ، إلى أن هجرة اليهود الشرقيين لم تكن أساساً في حسابات الحركة الصهيونية العالمية، وهذه المسالة قلما يعرفها باحثون ومتخصصون ، حيث كانت الصهيونية تقصر الهجرة على اليهود الغربيين ، ولكن إحجام هؤلاء عن الهجرة، من ناحية، والحاجة الماسة إلى اليد العاملة لإتمام المشروع الاستعماري الاستيطاني ساهما في استقدام اليهود الشرقيين ..فقامت الدوائر التابعة للوكالة اليهودية وفروع أجهزة الموساد في الدول العربية وتركيا وإيران وغيرها بأعمال استفزازية خطيرة ضد اليهود في بلدانهم الأصلية للإيحاء بأنهم مضطهدون وإنهم محاربون من قبل العرب وقد وصل الأمر ببعض تلك الوكالات إلى تفجير مقرات اليهود أو إلى اغتيال بعضهم لدفعهم إلى الهجرة إلى فلسطين المحتلة ..
وهذا ما تؤكده الباحثة اليهودية الشرقية إيلة شوحاط في كتابها (ذكريات ممنوعة) حيث نعلم أن استقدامهم قد تم عن طريق العديد من العمليات من أهمها (عملية موسى) وذلك في العام 1984، التي تمت من خلال جسور الشحن الجوي التي أقيمت بين تل أبيب وأديس أبابا عبر جنوب السودان..
إن الاشكناز أو اليهود الغربيين - بدافع عنصري بحت - يرون في اليهود الشرقيين ( أو السفاراديم ) تهديداً لمشروع الرجل الأبيض ، وهنا أيضاً تتحدث شوحاط عن خوف اليهود الغربيين من الشرقيين الذين يُنظَر إليهم على أنهم يمثلون جزءاً من طبوغرافيا الشرق الأوسط ولغته وثقافته وتاريخه، وهم بذلك لا يجب أن يكونوا جزءاً من دولة إسرائيل التي ينظر إليها على أنها دولة غربية في الشرق الأوسط وليست جزءا منه، لذاك يتعرض هؤلاء اليهود الشرقيون ل(التطهير) حتى في ديانتهم ..
ولقد حاول العديد من العلماء اليهود تفسير النظرة السلبية والمكانة المتدنية لليهود الشرقيين في إسرائيل، ومن أشهرهم عالم الاجتماع الإسرائيلي أورن يفتحئيل، الذي يرى أن هذه النظرة جاءت كنتيجة حتمية للمشروع الكولونيالي - الاستيطاني الإسرائيلي، ويستخدمون نموذج في التوجه الجغرافي - الاجتماعي، الذي يعتقد أن المهاجرين الشرقيين نقلوا إلى المناطق الحدودية استمرارًا للعملية الكولونيالية الاستيطانية نفسها التي تم خلالها طرد المواطنين الفلسطينيين من أراضيهم وجعلهم على هامش المجتمع بعد أن كانوا في قلبه ، وهي نفس النظرة التي قامت عليها فلسفة الاستشراق ..
ولقد أفقدت صور العنصرية هذه الصهيونية مصداقيتها ولاسيما في ادعائها بمسألة جميع اليهود في (بلد الأحلام)، وهكذا يمكننا القول إن الصهيونية قد فشلت في أحد أهم أركان مشروعها وهو جعل إسرائيل بوتقة واحدة تنصهر فيها جميع الاثنيات والهويات اليهودية لتصبح هوية يهودية واحدة (الأمة اليهودية) حيث يعاني المجتمع الإسرائيلي من أزمة هوية ، ولا يوجد في إسرائيل اتفاق حول إجابة السؤال التالي: من هو اليهودي؟ وهو الموضوع الذي سنتطرق إليه في مقال قادم بإذن الله..
نظرة تاريخية عن الاشكنازيم ( الاشكنازين )

في بداية القرن الحادي عشر ظهرت طائفة يهودية جديدة في ألمانيا عرفت باسم اشكناز الذين لم يلتزموا بتعاليم الأحبار التلمودية واقتبسوا الكثير من العادات الاجتماعية في المجتمعات المسيحية التي عاشوا فيها و لم يكن هؤلاء يخضعون في أمورهم الدينية لسلطة أحبار اليهود في بغداد، وكانت لهم تقاليد اجتماعية، وطقوس دينية تخلف عن باقي اليهود، وأصبحت كلمة اشكناز تدل على أول منطقة يستقر فيها اليهود بكثافة في شمال غربي أوروبا أولاً على ضفاف نهر الراين، ثم صار التعبير في اللغة العبرية يشير إلى ألمانيا في القرن الحادي عشر قبل أن تتوحد ألمانيا وظهرت اللغة المعروفة ( باسم اليديش) بين الاشكناز هي خليط من العبرية والألمانية وظهرت في منطقة أوروبا الشرقية بين القرنين الرابع عشر والتاسع عشر كموطن لغالبية يهود العالم ثم امتدوا إلى الشرق والغرب وحافظوا على لغتهم اليديش وكانت في أساسها اللغة الألمانية المستعملة في القرون الوسطى ثم دلت عليها بعض المفردات العبرية و غيرها من المفردات الأجنبية وخرجت عن اللهجة الألمانية الأصلية وتكونت لها لهجات اختلفت المناطق واللغات الأخرى المحيطة بها ، وتكتب هذه اللغة بالحروف الآرامية التي لا تزال تستعمل مع فروق بسيطة لأن هذه الجماعات وهي من الأسلاف والجرمان اقتبست الدين اليهودي والكتابة بالحروف الآرامية معاً، إذا لم تكن كتابة وقت اقتباسها الدين اليهودي وقد جعل اليهود منها لغة أدبية في بولينيا وأنتجوا بها أدباً شعبياً ودينياً ومع ذلك بقيت اللغة اليهودية قائمة إلى جانب لغة اليديش بين يهود بولونيا وروسيا وإن كانت لغة كتابة وليست لغة تخاطب ومصدر تسمية الاشكنازين هو كلمة اشكناز ومعناها اليهودية الحديثة ألمانيا والياء للنسبة والنون للجميع والظهر أن لفظة الاشكنازيين بعد أن كانت تطلق في أوائل القرون الوسطى على اليهود الألمان إلا أنها أصبحت في العصور التي تلت ذات مفهوم أوسع إذا لم تعد مقتصرة على ألمانيا وحدها بل شمل أكثر يهود أوروبا ، كيهود الجزر البريطانية وشمال فرنسا وكل ألمانيا و قسماً كبير من النمسا التي كانت تقطنها في ذلك الوقت قبائل السلاف، ونتيجة البحث في مصدر الاشكناز في روسيا و شرق أوروبا وألمانيا تبين أنهم ينحدرون من الخزر الذين اعتنقوا اليهودية خلال القرن الثامن وليسوا من بني إسرائيل ..
والسكان اليهود القدامى ذوو الثقافة الغربية هم عبارة عن مجموعة داخلية مغلقة يرفضون قبول كل ما يختلف عن ثقاتهم ويعتبرون القادمين الجدد من اليهود مجموعة خارجية فيعتبرون أنفسهم هم ( إسرائيل الأولى) والسفارديون الشرقيون هم (إسرائيل الثانية) واليهودي الشرقي في نظر الاشكناز هو مواطن من الدرجة الثانية وعليه أن يبذل جهود جبارة لكي يرتقي في السلم الاجتماعي ويتخطى العراقيل الطائفية أمامه..

اليهود الاشكناز عادتهم وتقاليدهم:

1. لون البشرة عند اليهود الاشكنازيم تمتاز باللون الفاتح الأبيض..

2. الملابس عند اليهود الاشكناز: يرتدون الملابس الأوروبية – الأمريكية عند الشباب والشابات بينما يرتدي المتدينون الاشكناز الكبوت الأسود الطويل، وقبعة الفرو مع سالف طويل من الشعر..

3. اللغة و اللهجة عند الاشكنازيم هي اليديشية..

4 . الفرائض الدينية عند الاشكنازيم : لقد اتبعوا طريقة يهود البلاد الذين اتخذوا التلمود الأورشليمي منهاجاً لهم :

أ. في الصلاة يستخدم الاشكناز آيات من التوراة في فصول مختلفة ويدمج في صلواتهم أبياتاً من الشعر من فترة القرن الثامن الميلادي..

ب. التجويد عند الاشكنازيم: كل طائفة تتلو التوراة بطريقة مختلفة عن الأخرى وفق علامات التجويد خاصة بالتوراة..

ج. يحفظ الاشكناز التوراة في قماش عادي ويفتحون التوراة بعد نهاية التلاوة..

د. تتلى قصة عيد الفصح بمناسبة خروج بني إسرائيل من مصر ليلة العيد للاشكناز نص واحد بالعبرية..

هـ. يمتنع الاشكناز عن تعلم التوراة ليلة رأس السنة الميلادية وينشغلون بألعاب مسلية..

5. المأكولات عند اليهود الغربيين: طائفة الاشكناز تحتفظ بالمأكولات الخاصة ويحرمون أكل الأرز أيام عيد الفصح ثم يأكلون في هذا العيد الفجل، ويحضّر الاشكناز كل يوم سبت أكلة تسمى ( ملفى ملكة) ( قرض الملكة)..

6. الغناء والرقص عن اليهود الاشكناز: أن الكبت الثقافي الذي مارسه الاشكناز عند بداية قيام إسرائيل منع أيضاً انتشار الأغاني والموسيقى الشرقية، إذ عمل الاشكناز القائمون على صوت إسرائيل باللغة العبرية على بث الأغاني الأجنبية والعبرية ذات الطابع الأجنبي..

7. الأعياد والمناسبات:

يشارك اليهود الاشكناز في جميع هذه الأعياد دون استثناء على مدار السنة بأعياد ومناسبات كثيرة ارتبطت بالمناسبات التاريخية والدينية التي مر بها اليهود مثل رأس السنة العبرية، يوم الغفران ،عيد المظلة ،عيد الأنوار ، عيد المسافر ، عيد الفصح وعيد العنصرة .. وهذه الأعياد كلها دينية ما عدا عيد الاستقلال..

اختلاف ثقافة الاشكنازيم عن السفاراديم

عاش الاشكنازيين( الاشكنازيم ) منعزلين منطويين على أنفسهم متمسكين باليهودية وتعاليمها وتقاليدها الدينية وقد استمرت هذه التفرقة بين الطائفتين حتى يومنا هذا فلا يخالطونهم في معابدهم ولا يزوجون بناتهم منهم، وقد أصبح المفهوم من كلمة اشكنازيم (اليهود الغربيون الذين هاجروا إلى فلسطين من أوروبا وأمريكا ) وقد أصبح الاشكنازيون المسيطرون في إسرائيل اليوم، ينظرون إلى اليهود الشرقيين القادمين من اليمن والعراق وأنحاء إفريقيا والهند و إيران نظرة استخفاف واستهانة لتفوقهم عليهم في المستوى الثقافي والاجتماعي والاقتصادي ..
وهم اليوم غلاة الصهيونية وزعماء الصهيونية العالمية ويتضح أن اليهود لا يتعدون كونهم طائفية دينية اجتماعية تضم شتى الأجناس واللغات والدماء سكنوا في مواطن متباعدة فمنهم يهود الخزر (الأتراك )واليهود الألمان ذوو السحنة الجرمانية والشعر الأشقر واليهود السلاف الروس وسكان البلاد المجاورة واليهود الأسبان ويهود البربر ويهود الحبش واليهود الصينيون واليهود الزنوج واليهود الهنود و غيرهم وكل هؤلاء لا يمتون إلى بني اسرائيل وقوم موسى ( عليه السبلام ) أو فلسطين بأي صلة غير صلة الدين وهم متباعدون في اللون وفي اللغة وفي الثقافة وفي الجنس ..

و قد جرت تجارب بيولوجية على المهاجرين اليهود في فلسطين وسجلت النتائج التي توصل إليها ، وهي تبين أن اليهود ليسوا شعباً واحداً بل هم طائفة دينية تضم جماعات مختلفة من الناس اعتنقوا ديناً ، فنسبة ضئيلة من يهود الأقطار العربية هم من نسل يعقوب واسحق أما يهود أوروبا الشرقية فينسبون إلى قبائل الخزر وأما يهود أوروبا فمن أصل أوروبي حميم وقد اعتنقوا الدين اليهودي بعد القرن الثالث الميلادي على أيدي مبشرين من اليهود..

ويحدد المؤرخ (يوجين بيتار) أن اليهود يعودون إلى طائفة دينية وهيئة اجتماعية دخلتها عناصر من أجناس متباينة وأتى هؤلاء المتهودون من كل السلالات البشرية كفلاشا الحبشة والألمان الجرمانيين واليهود السود والهنود والخزر والاتراك ، وهو يرى انه من المستحيل أن نتصور أن اليهود ذوو الشعر الأشقر أو الكستنائي والعيون الصافية اللون في أوروبا يمتون بصلة القرابة وقرابة الدم إلى الإسرائيليين القدماء..

قد ورد في الكتاب الذي نشره المجلس الأمريكي لليهودية بعنوان( اليهودية دين لا قومية) عن الشعب اليهودي المعنى السياسي والطائفي ليس له وجود وإنما كان يرمز بعبارة الشعب اليهودي وشعب إسرائيل إلى الناحية الروحانية وفي هذا الصدد فأن اللغة العبرية التي يحاول الصهاينة اليوم جعلها لغة رسمية باعتبارها لغتهم القومية لم تكن في أي زمن من عصور التاريخ لغة قومية يتخاطب بها اليهود فيما بينهم فالعبرية كانت لغة الأحبار، (رجال الدين) الذين كتبوا فيها التوراة في وقت متأخر وهي لغة الطقوس الدينية المتأخرة، وقد اقتبست حروفها من الآرامية ومن الأبجدية الكنعانية القديمة ، حيث كانت هذه الأخيرة لغة سكان فلسطين الأصليين أولى اللغات التي اقتبسها اليهود بعد أن حلوا في فلسطين على عهد موسى ( عليه السلام ) و عهد الملوك ثم اقتبسوا اللغة الآرامية وصاروا يتكلمون بها بينهم شأنهم في ذلك شأن أقوام الشرق الأدنى الذين أخذوا بهذه اللغة وفي شرق أوروبا اقتبسوا اللغة الألمانية القديمة(اليديش) وهي لغة الاشكنازيين التي جاؤوا بها معهم إلى فلسطين. .

الهيمنة الاشكنازية:

1. رغم أن الاشكناز ليسوا بأغلبية عددية إلا أن هيمنتهم واضحة في كل مجالات الحياة الاقتصادية والاجتماعية والحضارية والسياسية في إسرائيل ، وهم يتبوءون المناصب المهمة في ( الدولة ) وهم من صانعي القرارات المركزية في السياسة والجيش والاقتصاد ... والهيمنة الاشكنازية على السفارديم كانت من بين الأسباب التي ساهمت في أبقاء الفوارق والفجوات حيث نظر الاشكناز الى ثقافة السفارديم بازدراء وتعاملوا معهم على أنهم مواطنون من الدرجة الثانية .. كما نظروا إليهم نظرة سلبية كمجموعة متأخرة غير حضارية جاءت من دول متخلفة ، كما أنهم يفضلون عدم الاختلاط بهم في المدن الكبيرة والصناعية ..

2. أدت سيطرة النخب الاشكنازية على المنظمة الصهيونية العالمية، ونقابة العمال العامة ولاحقاً الحكومة الإسرائيلية وعلى الجيش والأحزاب إلى تقليص الفرص أمام النخب السفاردية وحددت من إمكانية الدخول إلى النخب الاشكنازية أو الاندماج معها ..

3. يميل الاشكناز إلى دراسة المواضيع النظرية والتعليم التي تعتبر مقدسة للحراك الاجتماعي والاقتصادي فكلما ارتفع التعليم ارتفع معدل الدخل الاقتصادي للفرد والأسرة وهذا يؤدي إلى تحول في السلوك الديمغرافي حيث نسبة الاشكناز الذين يلتحقون بالجامعات أعلى من نسبة السفارديم ، واليهود الاشكناز يسيطرون على مؤسسات التعليم العالي كطلاب وكوادر تدريسية وإدارية ، فضلا عن سيطرتهم على الموارد ومواقع اتخاذ وصنع القرار والمراكز الإدارية منذ قيام إسرائيل حتى يومنا هذا..

4.عاملت الصهيونية الاشكنازية العالمية اليهود الشرقيين على أساس استعلائي منذ بداية الاستيطان في فلسطين ، فقد أقام اليهود الاشكناز المستوطنات الأولى في فلسطين منعزلة عن أمان سكان اليهود الشرقيين..

الهيمنة والتمييز في الجيش

امتدت سياسة التمييز ضد اليهود الشرقيين إلى الجيش الذي اعتبر الأداة الرئيسية لبلورة هوية المجتمع الإسرائيلي وأهم عامل في تطور الفرد وصعوده السلم الطبقي بالإضافة إلى المأثور الديني ، ولهذه العوامل تأثيرً واضح في مجمل الوعي الديني والتاريخي لليهود فضلا عن تأثيرها على تطورهم منذ فترات تاريخية قديمة و حتى ظهور الحركة الصهيونية في أوروبا ..
إن سياسة التمييز ضد اليهود الشرقيين في جميع مجالات الحياة وتهميشهم في المجتمع الإسرائيلي أصبحت ظاهرة ثابتة وتنتقل من جيل إلى جيل آخر بشكل تدريجي وتزيد من الحقد والكراهية بين الطائفتين لأن الفجوة الكبيرة بينهم ترجع أساساً لظروف موضوعية فرضتها السياسة الصهيونية ومن بعدها سياسة الدولة العنصرية ، التي استمدت منهجها وتعليماتها من جذور الفكر الصهيوني المرتبط أساسا بالفكر العنصري الأوروبي.. وخير دليل نسوقه على هذا التوجه العنصري اليهودي بين الطائفتين ما قاله افرام هارمان ، السفير الإسرائيلي في نيويورك في حديث مع السيد برغر مسئول في وزارة الخارجية الأمريكية (أعطيك عشرة يهود من العرب مقابل يهودي أمريكي واحد)..
وقد صدر حديثا كتاب بعنوان (الستار الحديدي حول أمريكا ) للكاتب الأمريكي(جون بيتي) يتناول المؤلف فيه بحث تاريخ يهود الخزر ، فصب جام غضبه عليهم إذ اعتبرهم دون يهود العالم الآخرين وهم سبب المشاكل التي انهالت على أمريكا بوجودهم وذلك على أساس أن يهود الخزر دون بقية اليهود في العالم كانوا و ما زالوا متعصبين تعصباً أعمى لليهودية والصهيونية إذ لم يسمح لهم رجال الدين في وسطهم أن يتحرروا من الطوق الديني الانعزالي الذي يعيشون فيه ، لذلك فهو يحذر المسئولين من العواقب الوخيمة من تأثير نفوذهم على سياسة الولايات المتحدة الأمريكية وتوجيه سياسة الولايات المتحدة الأمريكية ويهيب بالمواطنين أن يتعاونوا على دفع خطر هؤلاء لكي يحافظوا على سيادة ( الدولة) ونفوذها في أنحاء العالم ضمن إطار الحضارة المسيحية، وذلك بتغيير السياسة التي تسير عليها الولايات المتحدة الأمريكية حالياً بتأثير مخططات اليهود (يهود الخزر بوجه خاص) ونفوذهم و هذا لا يتم إلا بإجراء تطهير واسع في الجهاز الاداري للبلاد – حسب الكتاب - وتبديل البعثات الدبلوماسية في أنحاء العالم ، ويأتي المؤلف أيضا على الدافع الذي من اجله وضع كتابه هذا فيقول : ( أردت تقديم معلومات مركزة عن المشاكل التي خلقتها فئة أقلية جاءت من أوروبا الغربية وأوروبا الشرقية تحمل مبادئ تتنافى مع تقاليدنا و هي مندفعة بحماس لتحقيق أهداف تهدد مصالحنا مما يؤدي إلى الدمار، بإثارة حرب عالمية ثالثة) وبغض النظر عن مصداقية الكتاب لكنه يشير إلى حقيقة الصراع الطبقي القائم حاليا داخل المجتمع الصهيوني والذي أراه اخذ بالتزايد والتطور مما سيشكل يوما تهديدا جديا للوجود الصهيوني في فلسطين والمنطقة العربية ..

*المراجع و المصادر:-
1 . اليهود الغربيون ، د.حنان خميس – عبر الانترنيت ..مع شكري الكبير للدكتورة حنان
2. اليهود الغربيون في إسرائيل - الواقع واحتمالات المستقبل ( عدة مؤلفين) – مركز دراسات الوحدة العربية – بيروت ..
3 . بنو اسرائيل ، من التاريخ القديم وحتى الوقت الحاضر ، دكتور مهندس محمد الحسيني اسماعيل ، مكتبة وهبة ، القاهرة ، 2002
4 . كتاب الرد على اليهود ،الإمام علاء الدين علي بن محمد الباجي ، دار الكتب العلمية – بيروت ، 2007
5 . تويني ارنولدجي (بحث في التاريخ ) في جزأين يشتمل على موجز المجلدات الستة الأولى.
7 .اليهودية ، الدكتور محمد بحر عبدالمجيد ، مكتبة سعيد رافت – القاهرة ، 1978
8 . التوراة اليهودية مكشوفة على حقيقتها .. تأليف الأستاذ الدكتور إسرائيل فنكلشتاين ونيل اشر سيليبرمان ، ترجمة سعد رستم ، دار صفحات للدراسات والنشر ، دمشق ، الإصدار الاول 2007
9 . دكتور محمد بحر عبدالمجيد ، اليهودية ، مكتبة سعد رأفت ، القاهرة – 1978 ..
10 . اليهودية تاريخا وعقيدة ، دكتور كامل سعفان ، دار الاعتصام – القاهرة 1988
11 . عبدالوهاب محمد الجبوري ، محاضرات عن اليهودية والتاريخ اليهودي ، كلية الآثار – جامعة الموصل – 2008

[ريمه الخاني]

هجرة اليهود الشرقيين لم تكن أساساً في حسابات الحركة الصهيونية العالمية، وهذه المسالة قلما يعرفها باحثون ومتخصصون ، حيث كانت الصهيونية تقصر الهجرة على اليهود الغربيين ، ولكن إحجام هؤلاء عن الهجرة، من ناحية، والحاجة الماسة إلى اليد العاملة لإتمام المشروع الاستعماري الاستيطاني ساهما في استقدام اليهود الشرقيين ..فقامت الدوائر التابعة للوكالة اليهودية وفروع أجهزة الموساد في الدول العربية وتركيا وإيران وغيرها بأعمال استفزازية خطيرة ضد اليهود في بلدانهم الأصلية للإيحاء بأنهم مضطهدون وإنهم محاربون من قبل العرب وقد وصل الأمر ببعض تلك الوكالات إلى تفجير مقرات اليهود أو إلى اغتيال بعضهم لدفعهم إلى الهجرة إلى فلسطين المحتلة ..

شعار الصهيونية المعروف:
ليس المهم ماتريده انت إنما ماتريده الدولة الاسرائيلية
شعار الصهيونية
******

الباحثة اليهودية الشرقية إيلة شوحاط في كتابها (ذكريات ممنوعة) حيث نعلم أن استقدامهم قد تم عن طريق العديد من العمليات من أهمها (عملية موسى) وذلك في العام 1984، التي تمت من خلال جسور الشحن الجوي التي أقيمت بين تل أبيب وأديس أبابا عبر جنوب السودان..
إن الاشكناز أو اليهود الغربيين - بدافع عنصري بحت - يرون في اليهود الشرقيين ( أو السفاراديم ) تهديداً لمشروع الرجل الأبيض ، وهنا أيضاً تتحدث شوحاط عن خوف اليهود الغربيين من الشرقيين الذين يُنظَر إليهم على أنهم يمثلون جزءاً من طبوغرافيا الشرق الأوسط ولغته وثقافته وتاريخه، وهم بذلك لا يجب أن يكونوا جزءاً من دولة إسرائيل التي ينظر إليها على أنها دولة غربية في الشرق الأوسط وليست جزءا منه، لذاك يتعرض هؤلاء اليهود الشرقيون ل(التطهير) حتى في ديانتهم ..

*****
عنوان كتابها كعنوان ديواني الجديد ماهذه الصدفة!!!
لكن اليس نتنياهو سفارديم وهو رئيس وزراء؟؟؟؟
*********

في بداية القرن الحادي عشر ظهرت طائفة يهودية جديدة في ألمانيا عرفت باسم اشكناز الذين لم يلتزموا بتعاليم الأحبار التلمودية واقتبسوا الكثير من العادات الاجتماعية في المجتمعات المسيحية التي عاشوا فيها و لم يكن هؤلاء يخضعون في أمورهم الدينية لسلطة أحبار اليهود في بغداد، وكانت لهم تقاليد اجتماعية، وطقوس دينية تخلف عن باقي اليهود، وأصبحت كلمة اشكناز تدل على أول منطقة يستقر فيها اليهود بكثافة في شمال غربي أوروبا أولاً على ضفاف نهر الراين،

*********
سردت ميزات الاشكناز منها:
ج. يحفظ الاشكناز التوراة في قماش عادي ويفتحون التوراة بعد نهاية التلاوة..

لو وضحت تماما الفكرة هنا.
********

اختلاف ثقافة الاشكنازيم عن السفاراديم
عاش الاشكنازيين( الاشكنازيم ) منعزلين منطويين على أنفسهم متمسكين باليهودية وتعاليمها وتقاليدها الدينية وقد استمرت هذه التفرقة بين الطائفتين حتى يومنا هذا فلا يخالطونهم في معابدهم ولا يزوجون بناتهم منهم، وقد أصبح المفهوم من كلمة اشكنازيم (اليهود الغربيون الذين هاجروا إلى فلسطين من أوروبا وأمريكا ) وقد أصبح الاشكنازيون المسيطرون في إسرائيل اليوم، ينظرون إلى اليهود الشرقيين القادمين من اليمن والعراق وأنحاء إفريقيا والهند و إيران نظرة استخفاف واستهانة لتفوقهم عليهم في المستوى الثقافي والاجتماعي والاقتصادي ..
وهم اليوم غلاة الصهيونية وزعماء الصهيونية العالمية ويتضح أن اليهود لا يتعدون كونهم طائفية دينية اجتماعية تضم شتى الأجناس واللغات والدماء سكنوا في مواطن متباعدة فمنهم يهود الخزر (الأتراك )

*******
هنا الفكرة مالفرق بين من سكن الجزيرة ومن سكن الخزر؟
؟؟؟؟؟

وماذا يدلنا اختلاف اعراقهم والوانهم؟
كانت إجابتك عن السؤال الثاني هكذا:

و قد جرت تجارب بيولوجية على المهاجرين اليهود في فلسطين وسجلت النتائج التي توصل إليها ، وهي تبين أن اليهود ليسوا شعباً واحداً بل هم طائفة دينية تضم جماعات مختلفة من الناس اعتنقوا ديناً ، فنسبة ضئيلة من يهود الأقطار العربية هم من نسل يعقوب واسحق أما يهود أوروبا الشرقية فينسبون إلى قبائل الخزر وأما يهود أوروبا فمن أصل أوروبي حميم وقد اعتنقوا الدين اليهودي بعد القرن الثالث الميلادي على أيدي مبشرين من اليهود..

*******
وهنا عين الصواب فالعرق العبري النظيف لم يعد موجودا كما نتوقع...
*********

رغم أن الاشكناز ليسوا بأغلبية عددية إلا أن هيمنتهم واضحة في كل مجالات الحياة الاقتصادية والاجتماعية والحضارية والسياسية في إسرائيل

*******
واظن ان تلك المقولة يمكننا ان نحورها كالتالي:
يسيطرون على المصادر المالية والاقتصادية والاعلامية والثقافية والعلمية في العالم اجمع...
*******
لذا فهذا المثل سر استمرارهم الى الان:
شعار الصهيونية المعروف:
ليس المهم ماتريده انت إنما ماتريده الدولة الاسرائيلية



وقد حافطوا عليه بالمال وبطريقة امساك الزلل على كل من يريدون استمالته إليهم وهنا يتبين انحراف اسلوبهم مع كل من يريدون شراءهم لصالحهم وربما من اجل مهمة واحدة فقط ثم يرم للبحر...
************
تحيتي وجل تقديري واسمح لي بنقل الموضوع الهام لقسم الدراسات الاسرائيلية

[عبدالوهاب محمد الجبوري]

الاستاذة العزيزة ريمة
حياك الله وقد فاتني حقا ان انشر مثل هذه الموضوعات في الدراسات الاسرائيلية فعذرا لهذا النسيان وانا اشكرك على نقل الموضوع
كما اشكرك على هذه المداخلة القيمة وبودي ان اقدم الان ما وجدته في تقاليد اليهود عن قطعة القماش او اللفيفة التي تلف بها التوراة :
من أهم الأدوات الطقسية هي لفيفة التوراة، أي الأسفار الخمسة التي تسرد تاريخ الشعب اليهودي وتحمل رسالة عالمية تشهد بوحدانية الله وتتعلق بالسلوك الأخلاقي. ويُحتفظ بلفيفة التوراة في الخزانة دائماً، فيما عدا أوقات التلاوة أمام جمهور المُصلين. ولفيفة التوراة هي عبارة عن صفحات كبيرة من الرق حيكت معاً، وقد يبلغ إرتفاعها 80 سنتيمتراً. وتكون اللفيفة مركبة على عصاوين خشبيتين حتى يسهل لفّها ورفعها وحملها. بموجب تقاليد اليهود الأشكناز، تكون مقابض العصاوين مغلفة بتيجان أو بقمم مصنوعة من معدن ثمين. وتكون لفيفة التوراة مربوطة بوشاح، من قماش عادي أو مطرّز، لا يُنزع إلا ساعة تلاوة التوراة على الملأ، كما تغطيها كسوة بشكل ستارة، تكون عادة مطرّزة. ويتدلى من مقابض العصاوين رداء الصدر، الذي يذكر برداء الكاهن الأكبر، ويغطي جزءاً من كساء الخزانة. أما لدى يهود الشرق الأوسط (السفاراديم)، فإن لفيفة التوراة توضع في صندوق مخروطي، مصقول ومزخرف، يكسوه عادةً وشاح. وتُصنع معظم الصناديق من الخشب، وإن كانت هناك نماذج من الفضة والذهب.
التعامل مع لفيفة التوراة يتسم بمنتهى الإجلال، ولا يجوز وضعها في مكان قذر، كما هي الحال بالنسبة للتفيلين. ولا يجوز المسّ بالرق الذي صنعت منه لفيفة التوراة، إلا في حالة الضرورة القصوى. ويمسك من يقرأ التوراة بمؤشرة خشبية أو فضية، في نهايتها شكل يد، لها أصبع ممدودة.

قد يحتفظ الكنيس بلفائف إضافية، مثل نشيد الأنشاد، روت، الجامعة، واستير، وهي الأسفار التي تتم تلاوتها على الملأ في الأعياد التالية، حسب الترتيب: عيد الفصح، شافوعوت، سوكوت وبوريم. وتوجد في بعض الكنس خزانة منفردة تحوي لفائف لأسفار التوراة التي تُتلى منها الهفتارا، وهي فقرات إضافية خاصة لأيام السبوت والأعياد. واللفيفة الأكثر شيوعاً، بعد التوراة، هي استير، التي تسرد قصة بوريم. ونظراً إلى أنها لا تذكر إسم الله، فإنها تُعتبر أقل قدسية من غيرها، كما أن نسخها يتطلب مجهوداً اقل. لذلك فإنها توجد في الكثير من البيوت. وتُحفظ في علبة من الخشب أو الفضة، أو من مواد اخرى.