منذر عيد الزملكاني:الحرب بالوكالة التي يلمحون إليها قد انقضى عهدها بعد انهيار جدار برلين وانقضاء عهد القطبين وتفرد الولايات المتحدة بالهيمنة على العالم.. ثم إن الذي يدعم هذه المزاعم، وهم للأسف من أدعياء الفهم والعلم بالسياسة الدولية والإقليمية، يتجاهلون أن كل الأطراف المتنازعة في سوريا اليوم مرتبطة كليا بالقبعة الأميركية من إيران إلى روسيا وتركيا ودول عربية عديدة، ويستغفلون أيضا ذلك الفيتو الأميركي على إدخال السلاح النوعي إلى سوريا، ويجهلون تماما حقيقة أن عدم إدخال السلاح النوعي للثوار غايته الأولى هو ضمان استمرارية الحرب وليس حسمها. لكن الغريب في هذه المزاعم هو الجمع بين الادعاء بوجود تنظيم القاعدة في سوريا ومن ثم الزعم بأن النزاع في سوريا هو حرب بالوكالة. وحقيقة الأمر في سوريا هو أن الدول المتنفذة في منطقتنا وعلى رأسها الولايات المتحدة دعمت إدخال السلاح غير النوعي إلى الثوار إثباتا لمزاعم النظام وافتراءاته بوجود الجماعات المسلحة المدعومة من الخارج، وبالتالي إعطاؤه ذريعة للقتل والتدمير، فهم يريدون أن يتسلموا من بشار الأسد أطلالا وليس بلدا.
فيصل القاسم