سيمفونية على أوتار متعددة
مهداة إلى ما سمي أسطول الحرية
يقول الناس وأنا لا أثق بإشاعاتهم أنك حفرت قبري قبل موتي –
لأنك قطعة مني – وأنا خط بين قلبك ورسغي .
يقول الناس وأنا أثق بأقوالهم أنك بحثت عني –
وأنا متكورة في قطرة ماء –
أبحث عن كهفي وشاطىء يلمني .نشأت حداد
...... وهكذا --- مروا من أبواب الأمل – محمولين على هبوب الرياح – سائلين كل غريب عن وجهة الأفق – أو انتصارات الزمن – متلعثمين بحروف صنعت من عدم - وكلمات كانت قد رتبت على عجل .
مرآتي أنت َ وظل جنوني – مداد أوراقي - ودموعي التي ما زلت أخزنها في حقيبة السفر .
...... عندما يسألوني عنك – أقول كما يقول الناس أنك كنت صورة هويتي – وقلب وريدي – ورحلة مسافتي – وتربة لحدي – وأنا أثق باقوالهم لكنهم نسوا أنك أيضا صمت سكوني – وروح جسدي – وتجاعيد وجهي – وخطوط كفي – ووهم خيالي وترتيلي .
.......... وعندما أرتبك مع نفسي – وترتجف جوانحي – ويغضب الهواء في رئتي – وأسقط مع ذاك المطر على لحني – وأغطي وجهي بكف يدي – وأغلق طاقة قيثارتيي- تتحدث نفسي مع نفسي – لماذا خنت عهدي – وعهدك هو عهدي – فاتذكر أني مسكونة في لحد كنت فيه قبل أن تحفره أنت قبل موتي ...........
....... عندما رأوني الناس وأنا أتأوه من جرح ناري كفّن ظلي – رموا خناجرهم على ظهري فتذكرت لما كانت بساطيرهم تلثم فمي – وزمهرير الرياح يثقب أذني – ورائحة الدماء تمر عبر أنفي – ولم أرى شيئا لأنني أغلقت بؤبؤ عيني – وشعرت أن موج البحر كان يبتلعني -.
نشأت حداد