يا مولد الهادي
محمد حسام الدين دويدري
آنستُ فيكَ تيقني و توحّدي
و عرفتُ فيكَ الصبر بعد تكبّد
يا من إلى ذكراك أشكو حيرتي
من أمر جرحٍ لاهبٍ متوقِّد
ضاق الفؤاد و شفَّ روحي أنني
أحيا حياة الهائم المتبدّد
تلهو الشظايا بي فأهلك دونها
و أرى لهاث الخلق بعد تسهّد
لأعود من أرض الصدى مستغفراً
بابُ الكريم ملاذ كلّ موحِّدِ
فأهيم شوقاً في مواكب جنّةٍ
ترجى لعبدٍ تائبٍ متعبّد
إني - رسول الله - ألجم حيرتي
بالذكر و القرآن بعد تشهّد
و أزيل من صدري الظلام بعبرةٍ
تنساب في ذكر الإله المنجد
صلّى عليكَ الله يا أملي و يا
سند الضعيف و يا مفاتيح الغد
إن كنت أكثر حسرةً تجتاحني
فلأنّ بي حسّاً و لم يتبلّد
أدعو الرحيم و ما سوى رحماه لي
غيثٌ يزيل الهمّ بعد تنضّد
النور في عينيَّ لولا فضله
شلّ الظلام سبيله الخصب الندي
و القلب فيه بصيرةٌ أسمو بها
عن سيل جائحة الذنوب و أهتدي
لولا الهدى تاه الجَنانُ وضاق بي
عيش الكرام و صرتُ كالمتشرّد
أحيا حياة المذنبين مقصرا
في كسب نور الله بعد تردد
يا ربّ … يا ربي أجرني و اهدني
إني إلى رحماك ممدود اليد
هذا طريقي في رضاك ،أُعيذه
من كلِّ خطبٍ موحلٍ متمرّد
فاجعل مدى عمري ربيعاً مزهراً
و امنن عليَّ العفو بعد تجلّدي
و اقسم لي البشرى بحوض محمّدٍ
و اجعل لساني الحقّ و ادعم مقصدي
يا مولد الهادي إليكَ تحيةً
كم تعشق الأكوان ذكر محمّد
مَنْ زانه خلقٌ عظيمٌ إذ سما
عن كلّ شائبةٍ فنعم المهتدي
عصم الإله جبينه و سما به
و لغير عزّة ربه لم يسجد
فيه الفصاحة و الريادة و المنى
و هو الشفيع العدل يوم الموعد