اليوم تكرمت علي صحيفة الوطن السورية بنشر مقالي عن استقبال رمضان .
ــــــــــــــــــــــ استقبال رمضان في الأسواق والبيوت ــــــــــــــــــــــ
شهر أقل مايقال فيه إنه فرصة للتخفف من الطعام والانقطاع إلى حياة روحية خاصة .
شهر من شأنه أن يريح جهاز الهضم لدى الإنسان ، ذلك الجهاز الذي أصابه التعب على مدار أحد عشراً شهرا ماضيا .
شهرٌ يخالُ المرء أن حركة الأسواق فيه سوف تتراجع وأن حدة الازدحام فيه سوف تخف . . . وأن زحمة الشراء سوف تتناقص . . . إلا أن العادات والتقاليد تؤكد لنا نفيض ذلك .
يعتبر شهر رمضان موسما كبيرا جدا للمحال التجارية ولا سيما محال الأطعمة والمواد الغذائية التموينية ، تلك المحال التي تستعد لاستقبال رمضان أيما استعداد إذ يقوم أصحابها بتزيين الواجهات بالتمر هندي الممزوج بماء الورد لصنع الشراب اللذيذ أو لإضافته إلى الأكلة المشهورة ( الحراق اصبعو ) . . . كما يقوم أصحاب هذه المحال بتهيئة العرقسوس والتمور ورقاثق قمر الدين .
ازدحام كبير جدا في الأسواق والناس تتراكض وتتدافع مما يوحي للناظر وكأن المحلات ستغلق أبوابها طوال شهر رمضان . . . يتراكض الناس لشراء البهارات والمنكهات والأرز والبرغل والفريكة والأجبان والألبان ضمن ما يسمى بــ ( مونة رمضان ) .
أما محال الحلويات ؛ فحدث ولا حرج ، وكأن الحلويات الناس ينصرف همها الأوحد إلى الحلويات اليومية التي هي لا غنى للصائم ولكن ليس بتلك الوفرة والكثرة .
كما تنشط أيضاً محال بيع الملابس ، ويكون لديها موسم أيضا . . . وفي الماضي كانت هناك كارات رمضانية خاصة يزداد نشاطها قبل رمضان وفي أثنائه مثل الكوَّا ومحال تفصيل الطقوم وتفصيل الأحذية وصناعة الطرابيش .
أما في البيوت فإن الناس تستعد لاستقبال رمضان بأن تعلق على باب البناء أو على الشرفة عبارات الترحيب المزدانة بالأضواء والتي يكتب عليها ( رمضان كريم ــ أو أهلاً بالشهر بالفضيل . . . ) والبعض يقوم بالتعزيل والتنظيف وكأن رمضان ضيف رقيق أنيق سوف يقوم بالزيارة وبالتدقيق أو هو مفتش صارم سوف يبحش في الزوايا ويكشف الخفايا .
ـــــــــــــــــــــــــــــــ أنس تللو
http://alwatan.sy/archives/196299