يا غالب الغول قد أفترحتني جمّا
................ أن عادي شملي بكم يا صاحِ ملتمّا
طال الفراق وفي قلبي مودتكم
................ مكانكم منه لا أرقى ولا أسمى
طال الغياب ولكنْ ظل ذكركم
................ نفح الورودِ، لروح أثملت شمّا
سيبسا ! عموريّةٌ، بغدادُ، معتصمٌ
................ ألله أكبرُ، سهم الروم قد أصمى
يا سيّدي إن مدّ البغي يغمرنا
................ وكلّ أمتنا قد أثخنت ظُلما
فسرْبِنِسْتا كيافا في مصيبتها
................ وفي غُروزني كما بغداد قد عمّا
جرحٌ حرابٌ من الأعداء تنكؤه
................ما زال يدفق من طغيانهم دمّا
ألا ترى الناس إذ يبنون مجدهم
................ ونحن نمعن في أمجادنا هدْما
ما كان عضو ليشفى وحده أبدا
................ والجسم يُحقن في شريانه سُمّا
هيهات ننهض يوما من مصيبتا
................ بدون إشباع أبعادٍ لها فهما
ربّاه هيّئ لنا من ضيقنا فرَجا
................عن نور ذكرك من يعرض غدا أعمى
واحفظ أخي غالبا من كل نائبةٍ
................ بدرا بأخلاقه يثري الورى عِلما