منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1
    ميساء حلواني
    Guest

    حكم التهنئة برأس السنة الميلادية

    دعاني أحد جيراني غير المسلمين لغداء عائلي بمناسبة الكريسماس، حضرة ٢٧ شخصا من أفراد عائلته( ٨ أُسَر) ، فاعتذرت لارتباطي بحضور مؤتمر إسلامي خارج الولاية التي أعيش فيها. ثم شاء الله أن يتأجل سفري للغد فقبلت دعوته، وهذا ما حدث:-حرصت عائلة جاري على إعداد الكثير من الأطباق والمشروبات الحلال من أجلي.-بعد الغداء تعمَّد جاري أن يسألني أمام جميع أفراد العائلة حول المسيح و موقف المسلمين منه (هو يعلم رأيي في مسألة ألوهية المسيح ومكانته في الإسلام من حوار سابق بيني وبينه).- بدأت ببيان المكانة الرفيعة لسيدنا عيسى والسيدة مريم في ديننا وكيف احتفى القرءان بهما و تأكيد القرءان على البر بأهل الكتاب وتميزهم عن غيرهم بمكانة خاصة في ديننا.-ثم بينت-بلطف وحكمة-موقف الإسلام من ٤ قضايا: الميلاد المعجز للمسيح ودلالته، ألوهية المسيح، صلب المسيح وبعثه من الموت وأخيرا عودة المسيح في آخر الزمان. وأكدت على أن موقف الإسلام أقرب إلى المنطق والعقل وحقائق التاريخ، واستدللت ببعض فقرات من الإنجيل تدعم روايتنا. وما إن انتهيت حتى تنافس الحضور في إلقاء عبارات التعجب من تسامح الإسلام وتوقيره للمسيح وأمه، والأسف لعدم معرفة غير المسلمين بذلك. بعدها انهالت الأسئلة التي تجاوزت موضوع الحوار إلى كل ما يثار حول الإسلام من اتهامات مثل مكانة المرأة، المواريث، الحجاب، التعدد، العنف، إلخ.(أخبرتهم أنه لا توجد خطوط حمراء للأسئلة؛ فليس في الإسلام ما نخجل من مناقشته) في نقاش امتد إلى حوالي ٩٠ دقيقة أجبت فيها على أسئلتهم وتعمدت أن اعقد المقارنات بين الإسلام وغيره فيما يتعلق بهذه المسائل مما يبين تميز ديننا وواقعيته.الملاحظات:-لم يقاطعني أحد أو يعترض على كلمة قلتها رغم مخالفة الإسلام لأصل الاحتفال الذي تجمعوا من أجله، بل أنصتوا باحترام.-لم يتحرج الكثيرون من تأييد وجهة نظري في نقاط كثيرة رغم مخالفتها لما يعتقدون.-لم يظهر على وجه واحد منهم علامات الضيق أو الغضب من ذاك الغريب الذي جاء (ليفسد علينا عيدنا) بل كانوا يبتسمون كلما أجبتُ على سؤال.-لم يحاول أحد أن يهاجمني أو أن يغير موضوع الحوار بل انصتوا رغم طوله.-أكد الكثيرون أنهم يشُكُّون أن المسيح شخصية تاريخية قد عاشت بالفعل، وأن قصته ربما تكون مجرد أسطورة كغيرها من الأساطير.-من بين ٢٧ شخصا حضروا الغداء، ٣ فقط قالوا إنهم قد حضروا الصلاة في الكنيسة بمناسبة الكريسماس (كلهم من الجَدَّات). وبعضهم لم يدخلها بل ربما لم يُصَلِّ للمسيح منذ كان طفلا.-الغالبية ذكرت أن علاقتهم بالكريسماس ليست أكثر من مناسبة للتجمع العائلي وفقط، ولا وجود للبعد الديني في المناسبة مطلقا. بل إن البعض استمتع بإطلاق النكات حول الإله وصَلبه وعدم قدرته على الدفاع عن نفسه.-أكثرهم لم يتحدث إليهم مسلم طوال حياتهم وكل معلوماتهم عن الإسلام هي أكاذيب الإعلام، ورغم ذلك لم تتكون لديهم مشاعر سلبية تجاه المسلمين.- الحديث عن قُبح ثقافة تميز الرجل الأبيض كان حاضرا وربط ذلك بفلسطين مهد المسيح -رغم أن العائلة كلها من البيض-.في نهاية الجلسة اعتذر البعض عن جهلهم بالإسلام فتلطفت معهم واعتذرت عن تقصير المسلمين في نشر الإسلام وتفنيد الشبهات التي تثار. ثم سألتهم إن كانوا يرغبون في قراءة القرءان ليتعرفوا على صحيح الإسلام فرحبوا بذلك فقمت بتوزيع ١٢ نسخة من القرءان كانت في سيارتي عليهم، ودعوتهم للاتصال بي للنقاش حول ما يقرؤن. بعضهم دعاني لزيارته في بيته للحديث أكثر عن الإسلام ورسوله صلى الله عليه وسلم. النتيجة: حجم المصالح والثمرة التي تحققت في ساعتين يفوق ثمرات عملي الدعوي طوال شهور طوال وأنا من العاملين في حقل الدعوة؛ إذ يصعب- إن لم يستحيل- الوصول لهذه النوعية من الأفراد بهذا النوع من الحوار الودي المفتوح عن طريق مواقع النت، أو قوافل الدعوة في الشوارع،أو زيارة المساجد أو غيرها. الإخوة الأفاضل الذين يعارضون تهنئة غير المسلمين بأعيادهم-وأنا أقدر غيرتهم على دينهم- ربما يغيب عنهم الواقع والظرف الذي يتنزل عليه الحكم الشرعي عند إصدار الفتوى. التمسك بأن التهنئة مخالفة لرأي الأئمة الأربعة و أن الإمام ابن القيم حكى الإجماع لا يعني أن المسألة حُسمت؛ فلو عاشوا لزماننا لربما غيروا فتاواهم كما حدث من بعضهم. -ابن القيم نفسه أورد قصة استقبال النبي لوفد نصارى نجران في مسجده بل وصلاتهم فيه، فهل كان النبي يجهل أنهم يُصلّون إلى المسيح؟ وهل في هذا إقرار منه لهم على شركهم؟ أم أنها من باب المجاملة وحسن الضيافة رغبة في تأليف القلوب؟. - هناك خلط بين مسائل الاعتقاد (الإقرار بألوهية المسيح التي لا يعتقدها المسلم الذي يقدم التهنئة) ومسائل الفقه (حكم فعل التهنئة وإن كانت من باب المجاملة الاجتماعية). فالمسألة موضع الخلاف من مباحث الفقه لا العقيدة.-ليس كل من يرى جواز التهنئة متهوكا ولا منهزما أمام الآخر ولا ممن يشعرون بالدونية؛ بل منهم أفاضل ذوو خلق وعلم وجهد لخدمة دينهم. -ادعو الأفاضل الذين يعيشون في بلاد المسلمين ذات الغالبية المسلمة أن يكتفوا بالإفتاء في واقعهم الذي يعيشونه وأن يتركوا للمسلمين في الغرب أمر فتاواهم لأنهم أعلم بواقعهم. - كلامي هنا عمن يقدم التهنئة من باب المجاملة الرقيقة وليس عمن يشارك بالطقوس فيشتري شجرة ويلبس ملابس الكريسماس وغيرها؛ فهذه مسألة أخرى.-وأخيرا: أرجوا ألا يشغلك هذا المنشور وأمثاله عن موضوعات أهم كالحبيبة فلسطين والمستضعفين والمظلومين في كل بقعة من أرض الله الواسعة..والله أعلممنقول ( الإمام أيمن سليمان)

  2. #2
    ميساء حلواني
    Guest
    العام موشك على نهايته. عرفت ذلك من أشياء عدة، هي: ١. أنا في البيت (وأخيراً) على اعتبارها عطلة رسمية. ٢. ها أنا أكتب منشوراً على صفحتي المهجورة مجدداً. ٣. الزينة تتنامى منذ مطلع ديسمبر في الشوارع، وواجهات المتاجر، وعلى شرفات المنازل. يبدو منظرها ساحراً حال عُزلتها عن سياق معاشنا اليومي. ٤. بطاقات التهنئة من جهات الاتصال كلها! ففي هذا الوقت تشعر العناكب بالتعاسة؛ ذلك أن العلاقات الواهنة تلوح بوجودها البارد في العام الجديد. مع ذلك، أحملها من عام إلى آخر خشية أن أفلتها إلى الأبد. ٥. قوائم جرد الكتب في وسائل التواصل الاجتماعي. هي الأخرى يبدو عدد المنجز منها مدهشاً لولا ارتباطها بواقع المثقفين والعالم. (يمكنك أن تزعم بأني أقول هذا -غيظاً- لأن قائمتي = صفر). ٦. دفاتر الخطط السنوية التي تلزمنا بتدوين أهدافنا ثم ترمي بنا في مساحات وعرة، وتستدعي منا ركضاً متواصلاً يفقدنا الرغبة في إنهاء صفحاتها. لا أعتقد أن هناك من يتجاوز الشهر الثالث معافى من اليأس. بالمناسبة، ما أسعارها الآن؟ ٧. الأمنيات. لكنها تختلف عن الأهداف؛ لأن الأخيرة تكون محتملة الحدوث (يفترض ذلك)، وهي قريبة. أما الأماني فهي لا تأخذ الجغرافيا، ولا الراهن، ولا الإمكانيات في الاعتبار. إنها تتجاوز ذلك كله إلى شيء بعيد. هو الأمل. أفضل ما نملكه، وأسوأ ما نفعل! ٨. الندم. يظهر وخز في الضمير والقلب وبهما معاً تبعاً للخيبة. فقد نتطاول في الأمنيات، ويأخذنا الأمل أبعد مما يحتمل هذا الوقت البخيل. وفي مثل هذه الأيام نكتشف (للمرة المليون أو أكثر) أن النسيان أو التجاهل فخ. وعلينا أن نحاول مجدداً في الوهم. ربما، هذا العام يتغير شيء. أي شيء. ٩. الذاكرة تنشط؛ فنستدعي المجريات جميعها أو نزعم ذلك. أعرف بأننا لا نستطيع أن نستجلب اللحظات والأفكار والمشاعر كلها. وأن السنة بوسعها احتمال حدث أو حدثين أو ثلاثة على مستوى الرؤية ورغبتنا في الاختزال. ففي عامنا المنصرم كان الزلزال ثم الأزمة الإقتصادية ثم خراب متوحش في العالم هنا وهناك على نحو مستمر. قد يخطر في بالك سؤال عن ذاكرتي الخاصة. سأجيب بأن اليومي لم يعد له معنى حيال هذا الدفق من "عاجل الأخبار". لكن لو دققت في تفاصيل هذا الوقت الداكن لعثرت على نعم كثيرة واضحة وغزيرة. قد يكون من بينها النجاة إلى لحظة الكتابة هذه أو العافية في جزء من وجودنا. لكن الذاكرة منحازة للألم في أكثر المرات. ١٠. ليس لدي قائمة قراءة قديمة أو جديدة (تأكدت مزاعمك السابقة)، ولا أهداف قريبة المنال أو بعيدة (سؤال السعر مجازي)، ولا رجاء صادق أو يأس غامر (لا تأخذ نهاية الفقرة ٨ على محمل الجد)، ولا جهات اتصال عامة أو قريبة أود مشاركتها هذا الانتقال الذي يبدو كأنه من مركب إلى آخر، وهو في الحقيقة الغرق نفسه. (هو شكل آخر لأقول ليس لدي رغبة في الاحتفال). كما أنني لا أشعر بشيء (خاص) سوى الحاجة إلى النوم دون كوابيس أو قلق أو منبه. حسناً، إنها سهلة جدا لكن دون هذه العلامات كلها. ١١. الحافة فكرة.د. نهى حسين

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •