الصبور شاهين عبد الصبور شاهين (الجزيرة-أرشيف)
توفي الكاتب والمفكر الإسلامي المصري الدكتور عبد الصبور شاهين أمس الأحد عن عمر ناهز 82 عاما.
وعمل شاهين أستاذا بكلية دار العلوم في جامعة القاهرة، وأصبح من أشهر المفكرين والدعاة بمصر والعالم الإسلامي، وشغل عضوية مجلس الشورى (الغرفة الثانية بالبرلمان المصري)، كما عمل أستاذا بقسم الدراسات الإسلامية والعربية في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن.
وكان الفقيد خطيبا لمسجد عمرو بن العاص في القاهرة، وله أكثر من 70 كتابا، حيث كان يجيد اللغة الفرنسية وترجم العديد من المؤلفات الفرنسية إلى العربية.
وألف شاهين عشرات الكتب المهمة ومن أشهرها كتاب "أبي آدم" الذي أثار ضجة كبيرة بعد أن طرح فيه وجهة نظر جديدة حول خلق سيدنا آدم عليه السلام، بالإضافة إلى كتب "دستور الأخلاق في القرآن" و"مفصل آيات القرآن" و"ترتيب معجمي" و"تاريخ القرآن" وموسوعة "أمهات المؤمنين" و"صحابيات حول الرسول".ترك 70 كتاباً بين مؤلفات وتراجم.. و"أبى آدم" مازال الأكثر جدلاً..
د.عبد الصبور شاهين 82 عاماً من المعارك الفكرية
الإثنين، 27 سبتمبر 2010 - 15:36
المفكر الإسلامى د.عبد الصبور شاهين
كتب وليد عبد السلام
توفي المفكر الإسلامى د.عبد الصبور شاهين، عن عمر ناهز 82 عاماً بعدما عمل أستاذ بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة، وقسم الدراسات الإسلامية بجامعة الملك فهد بالسعودية، رحلة عمر كان حصيلتها أكثر من 70 كتابا ما بين مؤلفات وتراجم أكبرها مفصل لآيات القرآن فى عشرة مجلدات، وأحدثها مجموعة نساء وراء الأحداث (10 كتب).
ولد الدكتور عبد الصبور شاهين فى القاهرة 18 مارس عام 1929، فى حى الإمام الشافعى، حفظ القرآن فى أحد الكتاتيب، وأتم حفظه كاملا ولم يبلغ السابعة من عمره، بعد انتهاء دراسته الابتدائية فى المدرسة الإلزامية، والتحق بالأزهر الشريف فى الحادية عشرة ومنه إلى كلية دار العلوم التى تخرج فيها عام 1955 ثم عمل معيدا بالكلية.
حصل على شهادة الدكتوراه فى موضوع "القراءات الشاذة فى القرآن الكريم" حتى وصل إلى درجة الأستاذية، ويعد من أشهر الدعاة بمصر والعالم الإسلامى، وخطبته الأسبوعية بمسجد عمرو بن العاص أكبر وأقدم مساجد مصر أثارت الجدل لفترات طويلة.
ويبقى مؤلفه الأشهر "أبى آدم" الذى أثار ضجة كبيرة وما زال أول من اشترك مع زوجته فى التأليف، إذ أخرجا معًا موسوعة "أمهات المؤمنين" و"صحابيات حول الرسول" فى مجلدين.
ينسب له توليده وتعريبه لمصطلح حاسوب وهو المقابل العربى لكلمة كمبيوتر الذى أُقر من قبل مجمع اللغة العربية، كتاب "أبى أدم" ترك دوياً ثقافيا كبيراً لم يخبُ صداه بعد، حيث يفرق المؤلف بين "آدم النبى" وبين "الرجل الذى دب على الأرض أول مرة"، الأمر الذى ناقشته كتب عديدة رفض شهادة نصر حامد وتكفيره الذى يتهم عند بعض الإسلاميين بالزندقة.
ويشاء القدر أن يلقى د. شاهين ربه عقب تأبين خصمه اللدود فى دعوى "الحسبة" الشهيرة، الدكتور نصر حامد أبو زيد الذى أقيم أمس، الأحد، بالمسرح الصغير بدار الأوبرا بالقاهرة.
وارتبط اسم عبد الصبور شاهين بعشرات المعارك والقضايا الساخنة، كانت أشهرها قضية "أبو زيد"، الذى اضطر إلى الهجرة من مصر إلى هولندا، بعد صدور الحكم الشهير ضده بالتفريق بينه وبين زوجته فى قضية "الحسبة" التى أثارها شاهين ضد "أبو زيد"، وهو ما جعل البعض يطلق عليه لقب "بعبع المثقفين".
معارك شاهين الفكرية الأكثر جدلاً عقب صدور كتابه "أبى آدم"، وتكفيره لنصر حامد أبو زيد الذى يرى أنه لم يحدث منه على الإطلاق أن حكم بالكفر على نصر أبو زيد، ملقياً باللوم على وسائل الإعلام التى ضخمت القضية ولاقت رواجاً بين العلمانيين.
ومن أهم أعماله "ميلاد مجتمع سلسلة مشكلات الحضارة"، و"دستور الأخلاق فى القرآن"، و"مفصل آيات القرآن"، و"الظاهرة القرآنية"، و"تاريخ القرآن"، من أشهر تلاميذه الراحلة الدكتورة عائشة عبد الرحمن بنت الشاطئ.
وعكف الراحل فى كتابة مؤلفه المثير للجدل (أبى آدم) على مدى خمس وعشرين سنة، قضاها محاولاً فهم النصوص التى جاءت فى القرآن الكريم، وهى تروى وقائع قصة الخلق التى صارت تمثل أمام العقل الحديث مشكلة نتيجة التصادم بين معطيات القصة القديمة ومعطيات العصر الحديث، وكان الهدف من هذا الكتاب التوفيق بين التصوير القرآنى والاتجاه العلمى فى تصوير الحياة البشرية على الأرض