حول الحرب
*****
منذ فجر التاريخ والصراع بين البشر قائم ، حيث أصبحت الحروب وإلى حدً كبير احدى سمات المجتمع البشري ، وكان أالماء والكلأ هو أهم الأسباب التي تؤدي لهذه الصراعات والحروب ، وفي الحروب الحديثة فإن النفط والثروات والأسواق هي أهم العوامل
التي تقوم بسببها الحروب ،ويتوقع كثير من خبراء البيئة أن يعود الماء ليصبح أحد العوامل الأساسية للحروب وذلك بسبب تغير الأحوال المناخية التي ستسبب الجفاف وشح المياه ، وهناك أسباب أخرى عديدة تسبب الصراعات منها ما هو أيديولوجي عقائدي .
وأثني عرقي وسياسي وأطماع الهيمنة والسيطرة وغيرها
ونجد أن الحرب هي صراع بين مجموعتين بشريتين (قبلية أو أثنية أو طبقية أو دول أو تحالفات قبلية أو دولية ) تهدف احداهما للهيمنة على الأخرى عبر تدمير قوتها بشكل كامل أو جزئي ومن ثم تحقيق أهدافها السياسية أو الإقتصادية أو التوسعية ومر على البشريةحروب إبادة وإحلال كما حصل في أمريكا مع الهنود الحمر أو كما يحصل الآن في فلسطين
وهناك حروب ظالمة وحروب عادلة ، فالقوى والدول التي تشن حروباً بهدف تحقيق أطماع لها ومهما كانت هذه الأطماع مغلفة بشعارات دينية أو أخلاقية فانها تفعل فعل شر وظلم والقوى أو الدول التي تدافع عن حقوقها لتدفع الظلم ففعلها خير وعدل فالمدافع عن
بلده أو ثروته أو دينه هو صاحب حق ولا يقارن بالمعتدي
وقد عرفت البشرية أشكالاً متعددة من الحروب منها الحرب النظامية وحرب العصابات والحرب الشعبية كما في فرنسا والاتحاد السوفييتي السابق وكوبا والصين وفيتنام وفلسطين وفي الحروب قد تستخدم أسلحة الدمار الشامل النووية كما حصل من القوات
الامريكية في هيروشيما وناجازاكي حيث دمرت المدينتين اليابانيتين بقنابل ذرية أمريكية وهناك ما يسمى بالحرب الباردة وهي حرب سياسية اقتصادية اجتماعية عقائدية وتكون القوى العسكرية فيها مستنفرة وجاهزة لخوض حرب فعلية كالحرب الباردة التي كانت بين الغرب الاستعماري وعلى رأسه الولايات المتحدة وبين الدول الاشتراكية وعلى رأسها الاتحاد السوفييتي السابق
والتحضيرات للحرب تحتاج الى مجموعة من الإعدادات المسبقة منها تجهيز القوات العسكرية بالعدة والعدد والعتاد وما يلزم وكذلك تهيئة الجبهة الداخلية لتكون منيعة ومساندة للقوات وكسب مساندة من دول الجوار أو بعضها وكذلك كسب تأييد من دول مركزية وقوية في العالم وخاصة من الدول المنتجة للسلاح والتكنولوجيا العسكرية
فماذا لدى أي دولة عربية من هذه التحضيرات للحرب في العقود الماضية؟ وخاصة بعد تحول سياسات معظم الدول العربية وربطها مع السياسة الامريكية ومع الغرب الاستعماري والمعادين للأمة وطموحاتها وأهدافها والمساندين للكيان الصهيوني المعادي والمعتدين على دولنا وشعوبنا وبعد انهيار الاتحاد السوفييتي الذي كان داعماً بالسلاح والموقف السياسي وما البديل لهذا الوضع المزري؟
هل هو خلق اصطفاف عربي اسلامي عالمي غير مرتبط بعجلة السياسة الأمريكية الغربية العدوة ونبذ الفرقة العرقية والطائفية والمذهبية؟
أعتقد ذلك