ثلجٌ عَلى شَفَةِ القَمَرْ..
بِمَسائِها تَتَجَمَّعُ الأزهارُ وَالأخبارْ
مَوْلودَةٌ فيْ ثَغْرِها قِطَعٌ مِنَ الأسْرارْ.
يا أيها الزاهيْ فِداكَ العَيْنُ وَالأشْعارُ وَالأمْطارْ.
تَمْشيْ مُشَرِّقَةً بِقِنْديلَيْنِ مِنْ عِطْرٍ وَنارْ.
يا أُخْتَهُ الليْلُ الفَريدُ وَأسْطُراً
فيْ وَهْجِها يَتَألَّقُ المَحَّارْ.
مُقَلٌ نَسَجْنَ بَراءَتيْ فيْ صَمْتِها.
وَلأنَّها الأنثى أنا البَحَّارْ.
فَوْقَ اللَّما خَبَّأتِنيْ وَتَرَكْتِنيْ.
أَصْحوْ كَعَصْفٍ داهَمَتْهُ الجُلنارْ.
وَتَقَمَّصَتْ فيْ جَذْرِ ليمون ٍ تَأَبَّطَ تُرْبَةًً.
لِيَصيرَ مُبْتَهِجاً كَما الرَّيْحانُ وَالأطْيارْ.
يا وَحْدَةً مازالَ دِفْءُ القَلبِ يَنْشُدُها.
وَيثورُ إِنْ رُفِدَتْ فيْ رُكْنِها الأخْطارْ.
يا فِكْرةًَ الأفكارِ لا سَطراً سَيَحْويها وَلا أَنْثارْ.
إِنْ مَرَّرَتْ ثَوْباً عَلى الأَرْجاءِ مَوْطِنُها.
فَسَتَكْتَسيْ مِنْ طيبِهِ الأيامُ حُلَّتَها.
وَأكونُ قاموساً مِنَ الإيثارْ.
بَيْنَ البَيادِرِ فيْ بِِقاعِ الثَّلجِ جَوْهَرَتيْ.
وَعَلى رَحيقِ العِشْقِ روحٌ مِلؤها الإصْرارْ.
ثَوْبٌ طَويلٌ فيْ رِواقِ البُعْدِ يَجْرِفُنيْ.
وَيَدورُ بيْ.
حَوْلَ المَنيَّةِ وَالخِمارْ.
أَمَّا دُوارُ الحَرْفِ يَعْبُرُنيْ بِأُغْنيَةٍ
فيْ بَوْحِها لَهَبٌ شَديدُ البأسِ مُنْتَفِضٌ كَما الثُّوارْ
يا جَنَّةَ اللَّحَظاتِ وَالأشْياءِ أَجْمَلَها
الآن أَحْمِلُ كَوْكَباً أوْ كَوْكَبيْنْ.
أَوْ رُبَّما سَأُلَمْلِمُ الأقمارَ فيْ قَبَسٍ كَبيرْ
فَأنا بَياضُ الثَّلجِ مَلْحَمَتيْ وَأُحْجيَتيْ
وَبِظِلِّها يَتَنهَّدُ التاريخُ فيْ رَحِمِ الدِّيارْ
وَيظَلُّ مُحْتَرِقاً فَتيَّ الحَرْفِ لا يَرْقى وَلا يَعْلو وَلا يَدْنو..
هُوَ مِنْ صِباغِ الخَدِّ مُلْتَهِبٌ وَمَرْميٌّ عَلى الصَفَحاتِ وَالأَحْجارْ.
فيْ عَزْفِهَِ الرُؤْيا وَفيْ نَجْواهُ إِقْدامٌ عَلى شَفََةِ القَدَرْ.
بَيْنَ الضُلوعِ رَوَاسِبٌ تَحْكيْ عَنِ الزَّيْتونْ.
وَمَداهُ إِغْريقيُّ وَصْلٍ وَالهَوى روميْ.
أَمَّا شِغافُ الّرُّوحِ أَشْرِعَةٌ وَمَنْقوشٌ بِأَسْطُرِِها.
أنِّيْ أَنا العَرَبيْ.
فيْ مَوْطِنيْ يَغفو وَيَمْلكُنيْ بَياضُ الثَّلْجْ.
.............................
شعر / محمدأحمدخليفة