ولد الكبر...
لم تكن تتوقع أن يأتيها هذا الفارس متأخرا جدا إلى هذا الحد...
ورغم أنها اقتربت من سن اليأس إلا أنها مازالت تنتظر...ومازالت تحاول الظهور بمظهر المتماسكة جيدا..
حتى وسادتها تشهد بالليالي التي بكتها كلما كانت تسمع الهمس واللمز..
ومازالت صامدة في منزل والديها , تدللهم وتبلع نظرات الجميع التي تحكي وتحكي...
وتسلم بقدرها الذي لم يكن لها حيلة فيه..وتتساءل هل كان لوالديها يدا في ذلك؟وهل قدروها أكثر مما ينبغي فجرى الرفض أو طرح الشروط بلا ضرورة؟
تتقبل حنان إخوتها المتصدق,والذين مافتئوا يزجون إليها بعض نصائح متناثرة علها تجد سبيلا لملئ وقتها خارج دوام العمل.
كيف جرى هذا بسرعة خاطفة..مازالت لا تريد أن تعرف...
ما أسعدها الآن ..
لقد أتى بعد انتظار طويل.. بحرارة الشباب وعنفوانهم ..ليضيف لعمرها ما فقدته قديما..وافتقدت له.
وقد تكحل عمرها بطفل صغير جميل...
ورغم أنها حشدت كل طاقاتها المعرفية ليكون الأفضل بنظرها ونظر زوجها..
إلا ان طاقاتها كانت قد خارت وصبرها كان قد نفذ..وهي ترى تهشم مملكتها القديمة التي حافظت على قوامها الممشوق..
مازالت تبكي وحدها كلما سمعت منه كلمة:
-لاتجبروني على شيئ.. فدفعه مني تتجهون للنهاية!!
واست نفسها بألم قائلة:
-لا لا ليس هو إنما هو شيطانه الذي تكلم..خياله الذي يثرثر..
ومن أين تأتي بالنقود وقد استعصى عليها زوجها ,ولم يكرمها بأي مكافأة مادية بسيطة أمام ما يملك من ثروة طائلة!...
هل يعتقد هو أيضا أنها تملك مثلها؟يا للخيبة...هل لأنها دعت الله ان يأتي بلا شروط ولا قيود؟..
************
لم يعد تذكر كل هذا يجدي الآن أبدا...
ذلك لأنه عندما سافر ابنها بعيدا للبحث عن مصالحه بعد مغامرات دراسية ناجحة..
وعندما رحل رفيق العمر المتأخر حسرة وحزنا.....
ورحل معظم الأحباء عنها فجأة...
لم تعد تطلب شيئا...!!!
ومازالت الأسئلة تدور في ذهنها باحثة عن الحكمة من كل هذا...
ريمه الخاني 14-4-2012