منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: طريدة الرحم ..؟!

  1. #1

    Post طريدة الرحم ..؟!

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    طريدة الرحم ..؟!

    قصة قصيرة
    سامي حسن حسون
    في مساء بدر مكتمل وضوء مشع .. لمحت غمزه مفاجئة ، من امرأة على ما يبدو لي أنها طاهرة ومحتشمة .. سمعت عنها من نساء عفتهن تسبق خطواتهن .. قلت في نفسي..؟! : يبدو أنها تعاني من رعشة العين ... أو مصابة بالرمد .. لم اعرَ الظن أدنى اهتمام واعتبرت تلك الغمزه. ربما أمراً عابراً، لكن شرعت أتفرس في هيئتها صامتا.. فالشيطان جدير به أن يقدم إحلال المشاهدة في طلاسم جسدها البض .. فقد كانت امرأة خارقة في كل شيء ومثيرة للغاية .. عيناي زاغتا لا إراديا ، والعين تعشق كل شيء جميل..,ومن حسن حظها أن العيون المارة بجانبها لم تشعر بشيء ما في مساء ذلك اليوم من حركتها الأنثوية الفاتنة .. والمذهلة في سحرها المفتعل بورق ندى .. ولم يشعر أحد البتة بأن شيئاً قد حدث وبعثر رائحتها الطرية ، برغم أنها في مسار شيطاني سواح بين الظهور بومضة والاختفاء الأدنى.. يرتبك المكان على دفعات .. تشاهد أقداماً على عجل وأعيناً تحدق في وجهها بتذمر..؟؟
    كنت وقتها ..أتساءل في صدري :
    متى ستطفئ هذه المرأة رغباتها المستعرة ؟
    كيف تتفاقم شهوة الحرام بالحلال، من غزو قدراتها الأنثوية ؟1
    أحسست أن الخوف زلزلني وارتعدت .. وأفسح لنفسي طريقا معاكسا لخطواتها الوعرة .. وان أتصدى لأشرعة جميع نعاجنا المتمردة التي تحاول الولوج نحو الهاوية..
    فجأة أدرت رأسي إلى واجهة صوت رجل مسن يقترب من سبعينات عمره .. ولكنه يحتفظ بعقلية نادرة لا يمكن للزمن أن يغلبها أو يؤثر فيها بسهولة .. شعرت بأنه طوقني كلياً، بكلمات واعظة ، أي لا مجال للتلاعب أو الهروب، قلت بلا اقتناع وكأنني أحدث لنفسي : أنا اسمي مازن وأنت ؟ لم يجب .. لسؤالي .. بل أشار بيده آمرا لي بالجلوس فقط..
    حيث كنا على حافة إحدى عتبات بيوت الحي. نحملق من الجانب في جسدها المخبأ تحت الوشاح الأسود وعينيها الواسعتين وانفها السامي، وحاجبيها وجبهتها، أما الفم والوجنتين الناحلتين تحت شيله خفيفة .. نحملق بدهشة وذهول..بينما المرأة لم تكن تعلم. أننا نتتبع كل ملامحها وخطواتها الأليفة.
    وبعد أن احتل الصمت المكان ,, تبسم الرجل المسن في وجهي، واضعا يده على كتفي. لاصقني جنبه الساخن مخففاً من جنون رعشتي. كنا نجلس في رواق عالٍ ينتهي بسلالم رخامية إلى شارع الحي. وقال:
    - أولم تعرفها؟!.
    - لا
    - أنها امرأة مطلقة أنجبت ثلاثة أطفال
    - وما سبب طلاقها ؟
    - مشكلة معقدة .. لا أجرؤ على قولها.. حتى قاضي المحكمة ، حكم في الطلاق فوراً
    نهضت من مكاني قبل منتصف الليل بقليل وأنا أشعر بجوع خرافي يقود قدمي إلى مطبخ بيتنا،أضئ المصباح المعلق وسط المطبخ وآكل كل ما يصادفني في ثلاجتنا الضخمة من بقايا طعام أخوتي، فجأة سمعت صوت أمي التي كانت تحذر من الطلاق وتنبه أخوتي منه وهي تقول : اعلموا أن المطلقة شجرة مهملة لا يسقيها أحد وستكون جذعا أجرد بعد سنوات قليلة..
    قلت في نفسي وأنا ابلع لقمتي بصعوبة :
    - هل تلك المرأة حقاً لا يسقيها أحد؟..
    أما أن نبوءة أمي لم تتحقق فهاهي تطل في المرآة لترى وجهها الذي لا يزال فاتناً بأشعة الشمس الدافئة وروحها المتوهجة والرشاقة الممتعة التي تظهر عليها وحريتها التي تشعر بها ونظرات الرجال التي تخترقها اختراقاً كل صباحًٍ ومساء لكنهم لا يقتربون منها ، برغم أن بعض رجال حينا لا يعترفون بسبب طلاقها.. لا يخشون المطلقة.. يسارعون بالزواج من امرأة لها تجربة حياة سابقة ..يعجبون بالنعجة المتمردة عند بلوغها وحين طلاقها..
    أحاول أن أكف عن عادة التفكير بها ، واكتفي بما أنا فيه من التزامات عائلية التصقت بي .. شيئا فشيئا ابرق عنها علني ابتعد.. أشغل نفسي بحاجيات مهمة ولو قليلا ، فالاقتراب بتمردها وهن وإحباط وعدم وصول. ،لان جمالها كسفينة يحملني خارج جسدي ومسؤولياتي كما هو المسحور يمارس رغبات الساحر دون الاستعانة بعلاجه إلا بعد وقوعه في فخ الأنثى .. تجده لا مستقر له .. فهي ليست نقطة سوداء، يمكن لك أن تمحوها بسهولة،بل حياة تتحرك فيه مشاعرك وأحاسيسك ، وهي أشبه بقصة تحلم بها...كعازب يحلم بمشروع زواج...وقفت عليه في المنام أمرآة،أخذت تنخسه بشيء حاد ،وتقول له تقدم لخطبتها فالحياة عندها تجربة...ورجالنا اليوم يهيئون الغارة المناسبة لكل نعجة طريدة.مرة يستهدفون عاطفة الرحم،ومرة يخفون العار الاجتماعي..كالقطيع القادم من خارج الحي..لا يعرف أين مسكنه..؟!
    المدينة المنورة
    6/8/1427هـ

  2. #2
    ااالعنوان يوحي بمعاني كثيرة....
    ووقد اجدت كاتبنا العزيز طرح مشكله اجتماعيه خطيرة فعلا
    تحيه وتقدير
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  3. #3
    فعلا لفت نظري العنوان وهو حاذق جدا
    قصه رائعه
    مرور وتحيه وتقدير

المواضيع المتشابهه

  1. أحب هذا الرجل
    بواسطة عبد الله راتب نفاخ في المنتدى فرسان التجارب الدعوية
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 12-07-2016, 12:37 PM
  2. ما هو سبب دوالي الرحم؟
    بواسطة بنان دركل في المنتدى أنت تسأل والأطباء يجيبون
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 07-20-2013, 06:30 AM
  3. من هو هذا الرجل ؟؟
    بواسطة شذى ميداني في المنتدى أسماء لامعة في سطور
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 05-27-2012, 07:01 PM
  4. صلة الرحم
    بواسطة راما في المنتدى فرسان التجارب الدعوية
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 11-10-2011, 01:36 PM
  5. بكاء الرجل
    بواسطة noureldens في المنتدى فرسان العام
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 01-06-2007, 09:32 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •