منقول لعدم توفّر الرابط : عن الدكتور مراد الخاني
يا أسفى على سورية:
عسى حبوب كنزها التراثي المعنوي الزاخر المختفية تحت أنقاضها تنفلق سريعاً و تشق طريقها من جديد بين تلك الأنقاض وتعلم البشرية من جديد معنى الرأفة و الرحمة بين البشر الذي فاق مايسمى بلغة اليوم "التحمّل" (بالإنكليزية Tolerance) في المجتمعات المعاصرة. عائلة يهودية دمشقية ترفض كل إغراءات" العودة لأرض الميعاد" و تصر على العيش وسط دمشق القديمة بين جيرانها المسلمين و المسيحيين، صديقة مسيحية تشتري سجادة الصلاة لصديقاتها المسلمات ليصلين في بيتها، مصلح السيارات الأرمني الذي يطفئ أجهزة دكانه بالكامل و يقف خارج دكانه واضعاً قبعته على صدره منتظراً عبور جنازة مسلم لا يربطه به أي صلة، عشرات الجيران المسلمين يشيعون بأنفسهم جارهم المسيحي إلى مثواه الأخير... القصص طبعاً كلها حقيقية و موثقة... أما اليوم.....
اليوم عشرات الآلاف في المخيمات يتجمدون يقابلهم عشرات الآلاف في مكان آخر يتدفئون بسياراتهم مستمتعين بمنظر الثلج أو يخرجون منها ليلعبوا بالثلج قليلاً و يعودوا مسرعين لسياراتهم.. طبعاً حاش لله أن ينكر المرء مدى الإرهاق و الضجر من صعوبة الحياة التي دفعتهم للخروج و التمتع قليلاً رغم الغلاء و الوباء و ضيق الأرض، لكن لا أظن بالمقابل أن باستطاعة المرء تحمل هذه المفارقة العجيبة..
الدعاء بالفرج و السلامة للجميع..
د.مراد محمد الخاني