أقام نادي السرد في اتحاد الأدباء والكتاب في العراق جلسة تأبينيه، في أربعينية القاص محسن الخفاجي، يوم السبت "9" من تشرين الثاني، أدار الجلسة القاص والروائي شوقي كريم حسن الذي قال: ان محسن الخفاجي هو أحد رموز القصة العراقية، ظل متمسكا بالناصرية نتاجا وسكنا، وهو مترجم أيضا، والضجيج الذي أثاره كبير، نشر اول نص عام 1968 ولقد اختلف النقاد في الجيل الذي ينتمي إليه الراحل، بعضهم نسبوه الى جيل السبعينيات، والآخرون قالوا انه من جيل الستينيات، وقد اهتمت النقدية كثيرا بنتاج محسن الخفاجي، الذي قضى فترة في سجن بوكا، استفاد منها في كتابة رواية، فلديه مخيلة كبيرة، لا توجد عند الكثير، وجدت فيه الكثير من الانكسارات التي لم يستطع تدوينها، وكان ينشر اللوحات الجميلة..
وقال الناقد فاضل ثامر ان: محسن الخفاجي هو أحد الأعمدة في ثقافة مدينة عريقة، والتي لا يمكن الحديث عنها ،دون ذكر هذا الأديب، نما مع الجيل الذي ظهر فيه شوقي وعمر المختار، وأسس مشروعا يختلف عن جيل الستينيات، القصة التي يكتبها قوية ومتماسكة، وكان مشروعا لكاتب كبير، لو اجتهد أكثر لارتقى الى مستوى محمد خضير، توجهاته كاملة، ويبدو ان حياته كانت مأساوية، تشعر ان الفقر قد تلبسه، وكان يملك فرصا بالترجمة وبقي يعاني مجموعة من الأمراض.
وأضاف: في التسعينيات، كنا نجتهد في اختيار أفضل مجموعة قصصية، ووقع اختيارنا على مجموعته "ايحاءات" وهي القصة الفائزة في تلك السنة، لقد كان قارئا ومتابعا، يشتغل على مستوى الانترنت بشكل مبهر، من أجل شراء وتسويق الكتاب النتي، وكان الخفاجي لا يحب الأضواء، ولا يبالي كثيرا بالشهرة..
وأضاف الناقد فاضل ثامر انه يرجو من القصاصين والنقاد أن يعيدوا قراءة محسن الخفاجي، ليكتشفوا شخصية قصصية رائعة..
وقال الدكتور شجاع العاني: اننا نتطلع الى أن تعاد طباعة كتب الأدباء المتوفين، وان باستطاعة اتحاد الأدباء ومجلته ان يخصصا عددا خاصا لمحسن الخفاجي، ويمكن ان يكرر هذا الملف لكل من فقدناهم من الأدباء..
الروائي محمد علوان، قال:... جلسة التأبين هذه للقاص والروائي العراقي، "محسن الخفاجي" الذي غادرنا وفي جعبته آلاف المشاريع التي وقف المرض حائلا بينه وبين تنفيذها.... ويوم السبت الموافق 8/11/2014 الذي اتفقنا مع محسن الخفاجي أن يقدم فيه محاضرة عن القاصة "اليس مونرو" التي فازت بجائزة نوبل للقصة القصيرة.. مع نماذج من قصصها التي قام بترجمتها خصيصا لنادي السرد..... ولكن الموت لم يمهله.
وأضاف محمد علوان ان محسن الخفاجي حالم كبير، وعاشق كبير، حينما سئل: لماذا هذا الهوس بالسينما؟، أجاب ان أغلب أصدقائي يعشقون هذا الفن..
وقال الروائي خضير فليح الزيدي انه حاول أن يكتب شيئا عن الخفاجي، وكنتُ أجدُ ان ما كتبته لا يفي، وان أول قصة كتبتها قرأها محسن الخفاجي، شطب العنوان وقسما كبيرا من القصة، وقال: جدْ لك عملا آخر ، بعد سنة كتبتُ نفس القصة من جديد، وقدمتُها لمحسن الذي قال: ان القصة ليست لك!، وهذا الشيء شجعني كثيرا. وأضاف: كنا نتوقع أن يكتب الخفاجي مذكراته من داخل اسجن، لكنه كتب رواية الحب الأسود، وقد سمعتُ الآن ان لديه مجموعة قصصية، محسن مزاجي بشكل مدمر، يستطيع ان يجلس سنين بدون كتابة، او ان يكتب رواية بستة أيام.
قال الأديب الدكتور حمد عوض الدوخي، ان الخفاجي أديب يتمتع بالجنون، وكتبتُ عنه اكثر من بحث، وقد استثمر تجربته استثمارا كبيرا، لأنه عاش بين كبار مثل محمد خضير، كان ممثلا مسرحيا، وهذا التمثيل ظهر بشكل واضح في قصصه، اصطلح على تسميته بمسرحة القص، وله بصمة تميزه، وهو مهم جدا في السرد العراقي والعربي.
الأستاذ صلاح حسن قرا مداخلة للأديب نعيم مهلهل، الذي قال ان محسن الخفاجي الرجل الحالم والمبدع، والذي عشتُ معه أجمل الذكريات، مات محسن الخفاجي صانع القرنفل، وانكسر شيء مهم في حياتي، أرتبطُ ُمعه بصداقة مثل التي تربط جلجامش بخلّه وصديقه انكيدو، وان مدينة بدون الخفاجي تفقد الكثير من طعمها وتراثها، وقد ظل محسن واحدا من صناع الحلم، والناصرية بدون عكاز الخفاجي، تفقد الكثير من شهية الشاي..
وقال الناقد زهير الجبوري أن محسن الخفاجي أحد فرسان القصة القصيرة، استفاد من جيل الستينيات الذي جاء بالثقافة التجريدية، وهو احد الشخصيات الثقافية التي تنتج المخيلة، يكتب من خلال ما يراه ذهنه، والسمة التي جعلته أديبا هي التمرد..
وقال صلاح زنكنة ان سردية محسن تضاهي سردية محمد خضير، وكان يحسب نفسه أحسن سردية من محمد خضير، الاخفاقات كانت كثيرة في حياته، كتب أعمالا دعائية وتجارية من أجل الحصول على المال، كان لا يبالي بالمظهر، وحياته كانت بائسة، كان بوهيميا، وقد قال ان افضل فترة في حياته تلك التي قضاها في السجن..
وقال المبدع الفريد سمعان انه يشعر بالحزن الكبير حين نفقد مبدعا عراقيا، ونفتخر بكل المبدعين العراقيين، وموت الخفاجي فاجعة كبيرة، ونسعى ان نقدم مبدعينا ليس للأدب العربي فقط، إنما للعالمي أيضا، وأضاف الفريد سمعان انه ان تحسنت ظروف الاتحاد، سوف تنشر نتاجات الذين رحلوا، وسوف نضع الحجر الأساس لهذه المهمة، وأنتم تقومون بالتنفيذ..
وقال كمال خريش شقيق المتوفى ان محسن كان مغرما بالكتب وقد جمع الكثير من الجرائد والحقيقة انه لم يمت، بل انتحر، ومات على الحاسوب، والمشكلة أن كثيرا من الأصدقاء انتحروا بسبب حياتهم غير المنظمة.