السلام عليكم
كيف تصبح متميزا!
صفة تملك من الأنا الكثير لكن مادامت تحفل بروح العطاء فهي مازالت في الوضع السليم....
ندور في فلك الكون وندور في فلك أنفسنا وكلما اتسع الكون من حولنا نرى الدنيا اكثر وضوحا...
من السيئ جدا ألا نجد قناة تواصل مع من حولنا ومن الأسوأ ان نعتقد ان كل من حولنا سيفهموننا..
حتما هناك جسر للعبور وحتما هناك فجوات يجب ملؤها باليقين اننا لن نصل درجات الكمال....
لذلك نجد حالنا تتغير في صعود وهبوط حسب مقتضى الحال في روحنا وفي احوال من حولنا خاصة ان
لم نجد تلك الحلول المشتركة او محطات العبور اليسيرة والمشتركة....
من خير الأفكار لكي نعبر بسلام ان نوقن أننا حالة خاصة دوما...وانا البشر كذلك وأننا سوف نقدم انفسنا كما نحن..
دون أولنا تجميل ولا تعديلات زائفة كي نجد وبصدق من يقترب من مفاهيمنا ..هذا إن كنا واضحي الملامح...
من السيئ بمكان أن نربط بين مصالحنا وعلاقاتنا الاجتماعية وهذا عين الخلافات بين البشر فكلما انتهت المهمة التي
نشات من خلالها تلك العلاقة نجدها بهتت وتلونت وتغيرت وصرنا غرباء عنها...
اما المعادلة التي سوف تحمل في طياتها النجاح مؤكد فهي:
أنا + أنا =توحد نفسي
أنا + انت =تعاون روحي
من هنا نجد ميزان النفس وحسب التوازن النفسي نجد ردات الفعل...
فعندما ترتفع نسبة الانا نجد ردات الفعل ترتفع وتحدث ضجيجا واضحا وعندما تتوزان الانا والانت بنسب متوازية يحدث السلام النفسي
اما العكس فهي عندما نجد عنصر الغيرية يظهر واضحا عبر نفوس تشبعت بعناصر المنجاح والقناعة الداخلية فهنا فقط نجد العطاء دون من ومااقله.
*****************************
بعد التقديم للفكرة نلحقها بموضوع مقتبس:
كيف تصبح مميزاً
يحكى عن عاملين في إحدى شركات البناء، أرسلتهما
الشركة التي يعملان لحسابها من أجل إصلاح سطح إحدى
البنايات، وعندما وصل العاملان إلى المصعد، إذا بلافتة مكتوب
عليها (المصعد معطل)، فتوقفا هنيهة يفكران: ما العمل؟ لكنهما
حسما أمرهما سريعا بالصعود على الدرج بالرغم من أن العمارة
بها أربعون دورا، سيصعدان وهما يحملان المعدات لهذا الارتفاع
الشاهق، لكنها الحماسة.
وبعد جهد مضن، وعرق غزير، وجلسات استراحة كبيرة
وصلا أخيرا إلى غايتهما، هنا التفت أحدهما إلى الآخر وقال: (لدي
خبران أود الإفصاح لك بهما، أحدهما سار، والآخر غير سار)،
فقال صديقه: (إذن فلنبدأ بالسار)، فقال له صاحبه: (أبشر، لقد
وصلنا إلى سطح البناية أخيرا)، فقال له صاحبه بعدما تنهد بارتياح:
(رائع لقد نجحنا، إذن وما هو الخبر السيء؟)، فقال له صاحبه
في غيظ: (هذه ليست البناية المقصودة).
للأسف الشديد هناك كثير من الناس يمضون في حياتهم
كهذين العاملين، تأخذهم فورة الحماسة والاندفاع ليتحركوا في
الحياة دون تخطيط أو إدارة لحياتهم أو تحديد لأهدافهم، فلا هو
يدري عن قدراته وإمكاناته ومواطن قوته ومواضع ضعفه، ولا هو
يدري إلى أين هو سائر؟ فتراه لا يسأل نفسه: هل أنا واثق في
قدراتي؟ هل أعرف أين أنا الآن وإلى أين سأتجه؟ هل لي
هدف واضح ورسالة محددة في الحياة؟ فبينما جميع الناس
تتمنى التميز والتفوق، إلا أن القليل فقط هم الذين يسيرون
على الطريق الصحيح.
أجب عن هذين السؤالين:
وهنا يكمن مفتاح السر الأول من أسرار تميزك ونجاحك،
إنه يكمن في إجابتك الدقيقة عن هذين السؤالين: من أنا؟ وماذا
أريد؟ فلا سبيل إلى تحقيق النجاح وروم التميز إلا من خلال
الإجابة عليهما فكما يقول إبراهام لنكولن: (لو عرفنا أولا أين نحن
وماذا نريد؟ نستطيع أن نحكم ماذا نفعل؟ وكيف نحصل عليه؟).
1. اعرف نفسك:
لا تكن كالطرماح:
هل تعرف من هو الطرماح بن حكيم الطائي؟ إنه ذاك
الشاعر المشهور الذي قعد للناس وقال : اسألوني عن غريب
اللغة، وقد أحكمته كله، وكان في ذلك صادقا، فقال له رجل
: ما معنى الطرماح؟ فلم يعرفه.
وهنا يبدأ السر الأول من أسرار التميز في الكشف عن
مكنونه، ونعني بذلك إدراك إمكانياتك وقدراتك ومواهبك التي
حباك الله عز وجل بها ، ولا تنس تكريمه لك: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ
وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى
كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً} (70) سورة الإسراء، وإبداعه في خلقك:
{لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ} (4) سورة التين.
وتكمن أهمية معرفة النفس أنها توضح لنا أي سبيل
سنسلك؟ مما يمنح الإنسان الدافع الذي يحفزه إلى تحقيق
هذا الهدف، ولنا في ابن عباس رضي الله عنهما المثل والقدوة،
فعنه أنه قال: (لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم، قلت
لرجل من الأنصار: هلم نسأل أصحاب رسول الله صلى الله عليه
وسلم، فإنهم اليوم كثير)، فقال: (واعجبا لك يا ابن عباس!
أترى الناس يحتاجون إليك، وفي الناس من أصحاب النبي
صلى الله عليه وسلم من ترى ؟) فترك ذلك، وأقبلت على
المسألة، فإن كان ليبلغني الحديث عن الرجل، فآتيه وهو
قائل، فأتوسد ردائي على بابه، فتسفي الريح علي التراب، فيخرج،
فيراني، فيقول: (يا ابن عم رسول الله! ألا أرسلت إلي فآتيك؟)
فأقول: (أنا أحق أن آتيك، فأسألك)، قال: (فبقي الرجل حتى
رآني وقد اجتمع الناس علي)، فقال: (هذا الفتى أعقل مني).
فانظر إلى ابن عباس رضي الله عنهما لما أدرك موطن قوته
في العلم والحفظ، فاجتهد في سلوك ذاك السبيل، حتى
صار من علماء الأمة الأفذاذ، فأقبل على العلم بينما ترك
صاحبه ذلك؛ لأنه لم يؤمن بقدراته على تحصيل ذلك العلم.
2. حدد هدفك:
ونعني بذلك وضوح الهدف, وتسليط كل الأضواء عليه,
والدوران في فلكه, حتى تذوب الفوارق بينك وبينه فتصير كل
السبل تفضي إليه، وبالتالي يصبح للحياة رونقا جميلا جذابا،
ولكن حتى يكون هدفك فعالا لابد أن يتحقق فيه شروط الهدف
الفعال وهي:
أ. المشروعية : ونعني بها توافق الهدف مع شرع الله كما قال تعالى
في كتابه الكريم : {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ}
(69) سورة العنكبوت.
ب. الدقة والوضوح : ونعني بهما أن يكون الهدف واضحا محددا لا لبس
فيه ولا غموض فكما يقول براين ترايسي: (حدد بدقة أهدافك في
كل جوانب حياتك، فإنك لن تستطيع أن تصيب هدفا لا تستطيع
أن تراه).
ت. القابلية للتقويم والقياس: فالهدف الواضح الذي يمكن قياسه
يعطيك القدرة على تحقيقه بنجاح؛ لأن معرفتك بمدى التقدم الذي تحرزه
حيال هدفك سوف يشجعك، ويزيد من ثقتك بنفسك.
ث. القابلية للتحقيق: بأن يكون الهدف يتسم بالواقعية والطموح في آن
واحد, فلا تأخذك الحماسة فتحدد هدفا تعلم يقينا عدم قدرتك على
تحقيقه، وهذا ما يؤكده ستيف ستراسر حين يهمس في أذنك
قائلا: (ضع لنفسك أهدافا إيجابية واجعل آمالك معقولة)، ولكن في
نفس الوقت لا تسمح للانهزامية والكسل أن يتغلفا بغلاف الواقعية،
فتحدد هدفا دون مستوى قدراتك، فكما يقول ستيف جارفي:
(يجب عليك أن تضع لنفسك أهدافا بعيدة عن منالك؛ لأنك إذا
وضعت أهدافا يمكن تحقيقها بدون قدر كبير من العمل أو التفكير،
فستبقى عالقا في مكان أقل مما تؤهلك له موهبتك وإمكانياتك
الحقيقية).
ج. مراعاة عامل الزمن : فالزمن رأس مال كل من ينشد النجاح كما
أن الهدف
دون إطار زمني محدد البدء والنهاية لا يعدو كونه أمنية, ولا تنس أن
يكون الإطار الزمني متسما أيضا بالواقعية بلا إفراط أو تفريط.
علامة الاستفهام:
وكأني أرى عزيزي القارئ علامة استفهام قد بدأت ترتسم
على قسمات وجهك، علامة استفهام تحوي في طياتها السؤال
الأهم ألا وهو إن كانت الأهداف هي سر من أسرار التميز فكيف
أستطيع تحقيقها؟ والجواب يكمن في تلك الانطلاقة الثلاثية.
أولا: خارطة الطريق:
ونعني بها تحديد الأهداف، ودعنا نحدد هدفا، وليكن هدفك
أنك تريد أن تنشئ مشروعا تجاريا خاصا بك، كأن تنشئ مصنعا
لإنتاج الأقلام والأدوات المكتبية في وقت لا يزيد عن ثلاث سنوات
من الآن،
وسترى أن هدفك الذي حددته هذا يتميز بأنه هدف:
1. مشروع: حيث أن تلك الأوراق، والأدوات المكتبية هي أمور أباح
الشرع استخدامها لغرض كتابة العلم، ونشر الخير،
وإيصال المعرفة للآخرين.
2. واضح محدد: حيث حددت المجال الذي ستنشئ مشروعك
فيه، وهو مجال الأوراق والأدوات المكتبية.
3. محدد بإطار زمني: حيث قمت بوضع حد زمني للبدء في
إنشاء ذلك المشروع، وكان ذلك الحد الزمني هو ثلاث سنوات.
4. قابل للتقويم والقياس: حيث يمكنكتقسيم هذا الهدف على
مراحل، منها أولا أنك ستعمل مثلا في أحد المصانع التي
تعمل في ذلك المجال؛ حتى تتعرف عن قرب على عملية
تصنيع هذه الأوراق والأدوات المكتبية، وثانيا أنك سوف تلتحق
بأحد الدورات التي تختص بكيفية عمل الآلات والماكينات التي
تقوم بصناعة ذلك الورق أو تلك الأدوات المكتبية، وثالثا أنك
ستقرأ في الكتب المختصة بتلك الصناعات، أو تسأل أحد من
المختصين الخبراء في ذلك المجال.
5. قابل للتحقيق: بأن تكون قادرا من حيث الوقت المتاح لديك,
ومن حيث قدراتك الجسمية والذهنية والمالية على إتمام هذا
الهدف بنجاح.
ثانيا: اعقلها وتوكل:
فلا يكفي أخذك بالأسباب وحدها, بل لا بد من وسائل إيمانية
تستجلب بها عون الله لك, وسداده سبحانه وتعالى لخطاك,
ومن هذه الوسائل:
1. سهام لا تخطئ الهدف: ونعني بها يدين مرفوعتين لله بالدعاء،
وقلبا خاشعا لله تعالى، ونفسا تستشعر فقرها واحتياجها لتوفيق
الله تعالى؛ فالدعاء هو العبادة كما يقول صلى الله عليه وسلم.
2.كنزي عجزي: توكل صادق على الله، فلن يكفيك الأخذ
بالأسباب وتحديد الأهداف، فعليك فقط البداية ومنه التمام
إن شاء الله.
ثالثا: نظرية الـ 10 سنتيمترات:
وهي تلك النظرية التي صاغها الدكتور إبراهيم الفقي،
ومفادها أنه عليك أن تسير يوميا ولو 10 سنتيمترات نحو هدفك،
فلا يكفي أن يحدد الواحد منا هدفه بدقة ووضوح، ويتوكل
على الله تبارك وتعالى، ثم لا يضع هذا الهدف محل التنفيذ،
بل يجب أن يتحرك الواحد منا كل يوم نحو هدفه.
منقول .. مفكرة الاسلام
http://docs.google.com/Doc?id=dghgp8d3_2ddn6rjc4