حمى الطريق
عندما انتصف الليل ألقيت أخر زفرة حزينة فى النيل ، وعدت إلى الفندق حاملاً معى حلماً مبللاً برحيق الحياة ، الليل فى هذه المدينة مثير حقاً .. تلك الخطوات التى قطعتها إلى الفندق تموج بالحركة والهسهسات ، الثنائيات هى الطابع المميز .
لم أنشغل كثيراً ، وكيف ذلك ، والنوم يراوغنى بقوة .. بعد يوم طويل احتضننى السرير ، تركت نفسى للنوم- لم أستطع .
حاولت الخروج من ملابسى لم أستطع .. أغمضت عينى ورحت أعانق ليل النيل 0
أفقت على دقات رقيقة جاءت من ناحية الباب ، عدلت من هيئتى .. من ؟
أنا ..
صوت نسائى يغزو أذنى ..
من أنت ؟
رفيقة الحجرة ..
بل هو رفيق ياسيدتى ..
بل أنا ..
إن رفيقى علمت أنه يدعى عصمت ماهر ..
وأنا عصمت ماهر – افتح قالتها ( بحزم ) ..
أصابنى الارتباك ، فتحت لها ، أخذت طريقها إلى السرير الآخر0
قالت وبحزم أيضاً : أتمنى أن يكون الحمَّام خالياً 0
أومأت لها – فلا تزال الدهشة تسيطر على ملامحى ، دارت التساؤلات أركان عقلى المبعثر ، كيف ذلك ؟
ابتسمت قليلاً تذكرت فيلماً حوى نفس الموقف 0
قطعت كلمات أمى هذه اللحظة : إياك من بنات مصر ضحكت بمرارة : آه لورأتهن أمى هل كانت تقول ذلك ؟
الصوت الرقيق يغازل قطرات الماء .. أتسمع مندهشاً – أعطيتها ظهرى وهى خارجة من الحمام 0
قالت فى جرأة : أما زلت عند هذه النقطة ؟
أية نقطة ؟
الرجل والمرأة تلك العلاقة المحسوبة بينهما ..
هذا مايجب أن يكون
هذا منطق شهوانى بحت
لب العلاقة بين الرجل والمرأة هو الشهوة
أعتقد أن مثقفاً مثلك يجب أن يكون قد تعدى هذه المرحلة 0
القضية محسومة منذ القدم ، وليس من اليوم .. كما أنها لاتستوجب مراحل للتفكير
راديكالى
ياسيدتى إن خير دليل على ذلك يبدأ عند قابيل وهابيل وأختيهما
هذا أمر يتعلق بكم أيها الرجال
كيف والغواية عندكن ؟
المرأة سكن وأساس العلاقة هى المودة والرحمة
هذه علاقة الأزواج
وقد أغتصبت الزوج حق زوجته
لعنة الله على تلك الأفواه المغرضة
لم تحيى إلا الذى أمتموه
أصبحت تحيى وتميت .. أعوذ بالله .. أعوذ بالله لاتحوِّر حديثى لما ليس له 0
التفت إليها مغتاظاً .. وقبل أن أطلق كلمتى فى فضاء الحجرة تعلقت عيناى بوجهها الذى عانق البدر .. ظللت مشدوها .. مشدوداً إليه خرجت كلمتى متقطعة ...... وال.... خل .. وة0
أحسست بدوار شديد فى رأسى .. جسدى يلتهب ، تتنفض عروقى .. تتبدل ملامح وجهى .. تحركت نحوى بانسيابية الغزال ، ازددت اشتعالاً مدت يدها إلى حقيبتها ، أخرجت شريطاً ناولتنى حبه منه ، قادتنى إلى سريرى أحسست بارتجافة جسدى لفتنى فى بطانية ثقيلة .. أخذنى النوم 0
خرجنا نشق الطريق إلى النيل ، وفى غفلة منها رمقت زفرتى التى أخذها النيل كانت قد غابت بين براثن الشبورة البيضاء .
أطلقت نفسى للحياة .. استوقفنى ذلك الواقف يراقب فى نهم استقبال الطريق لثنائى جديد ، فيلقى بزفرته ويمد الخطى متجهاً نحو الفندق 0