طائفة من الأمثال الحورانية
قمت بدراستها وإلقاء الأضواء على جوانبها
المختلفة.. تفسيراً ودلالات لمعانيها ومراميها
-------------------------------
(بين النَّوَرْ ما في عتَبْ)
هذا المثل يقال إذا حصل أمر استوجب العتب والمؤاخذة بين شخصين, وإذا كانوا من القرابة و الصداقة بمكان فإنهم لا يعتبون على بعضهم, ويستشهدون بهذا المثل كناية أنه لم يحصل ما يستوجب اتخاذ موقف بشأن الذي حصل .
( إذا بيشتغل بيّاع كِفانْ ما عاد حدا يموت)
هذا المثل يضرب للرجل المشؤوم, وذو الحظ السيء, بأنه إذا أي عمل لا يُفلح به. حتى تجارة الأكفان تبور بسبب حظه السيء بأنه لم يعد هناك أموات.
يضرب هذا المثل لمن يتعب ويتعنّتُ برأيه, ومعنى ذلك أن الحياة أن تأخذ بالرأي الآخر وتحترمه, وتعطي رأيك بالنقاش ..
( المثل نبي ما خلاّ إشي إلاّ ما قالوا )
يضرب هذا المثل, عن قيمة الأمثال في الحياة العامة للناس, وأن المثل صادق فيما يقول كونه صادر من شخص مجرّب لحوادث الدهر ونوائبه’ لذلك فالأمثال جزء من حياة الشعوب في الكون قاطبة.
وإيمان الناس بصدق الأنبياء وخيرهم للبشرية, ولم يتركوا شيئاً في الحياة إلا تطرقوا له بالتعاليم على وحي وهدي التعاليم السماوية, من هنا يبدو أن كلمة نبي شبهوا بها المثل.
( من صَدَق مع الناس, شاركهم بأموالهم)
يضرب هذا المثل في الحث على الصدق والاستقامة في التعاملات المالية وتبرئة الذمة مع الآخرين, حيث يعتبر شريكاً لهم إذا طلب العون في أية لحظة فلن يقصّروا عنه.
( مثل ذيل الجاجة, وين ما هبّوا الهوا يميل)
يضرب للشخص المتقلب الرأي, ولا يثبت على رأي واحد, شبهوه بذيل الدجاجة الذي يتعرض لهبوب الرياح. يميل مع اتجاه الريح ..
( لا شُفتْ حاله لا تسايْلُه)
يضرب هذا المثل, لمن مال عليه الزمان وهانت حاله, فلذلك إذا رأيت ذلك الشخص لا تسأله مستفسراً عن حاله التي تنبئً عنه بكل صدق, وهذا المثل يقترن في المعنى بالمثل الآخر (المكتوب بينقرا من عنوانه)
( سروال أبوك بيسع خيشة تبن )
يضرب هذا المثل للفلاح النشيط ذو البسطة باليد والجسم, فعلى قدر الجسم سيكون السروال اتسعاعاً, أو على وجه آخر من الشرف والكرامة, لمن يصفح ويسامح الآخرين على إساءتهم له, فيقال له سروال أبوك يتسع لخيشة تبن, وهو كناية عن سعة الصدر.
و خيشة التبن ( كيس من القنب كبير جداًو يستخدمها الفلاحون لتعبئة التبن حين نقله من البيدر إلى البيت)
( يا بحر الله, خُذْ عبدالله )
يضرب للشخص الشرير الذي يتق الناس شرّه ولا يقدرون عليه, فيدعون عليه بهذه المقولة.
( خض المَيْ هِيّ ميْ )
يضرب هذا المثل للشخص العنيد المتشبث برأيه ولا يستمع للآخرين ونصائحهم, فماذا تجني لو بقيت دهراً وأنت تخضّ الماء, فهل سينقلب إلى لبن؟.
( شعرة بِتْغِثّ المنافس )
يضرب هذا المثل للأشياء البسيطة التي لا تؤخذ بعين الاعتبار في الحياة استهانة بها, حتى أن الشعرة على تفاهتها وصغر حجمها, لكنها سيئة على من تصادفه في مأكله.
( دَقْ القِرفة و لا صباح السِّلْفِهْ )
هذا المثل يضرب لحالة الكراهة الشدبدة التي تحملها النساء لبعضها, وخاصة السّلَفَات, وهناك عوامل الغيرة والحسد التي تسري في نفوسهن, ومن شدة التعب الذي تلقاه وأنت تدق عيدان القرفة ومنذ الصباح الباكر , فإنه أهون من أن تتصبّح سِلفةٌ بسلفتها, فإن ذلك شؤم وتعكير مزاج عليها طوال يومها.
وليس بمستهجن ذلك المثل القائل( شروش السلف ألعن من شروس الضُّرْ) أن الأحقاد بين الضرائر ممكن تهدأ رغم عمقها, ولكن أحقاد السّلَفَاتْ أكبر وأعمق .
( مصطلح السلفة والسلفات- هن زوجات الأخوة)*
( يا بطني وِشْ تريد, رُزْ مكعكل و لاّ مهيد )
يضرب هذا المثل للشخص الجائع الذي وجد نفسه أمام سفرة طعام عامرة بأنواعه وأصنافه وهو يحتار من أي من أي صحن يأكل, حيث يكون أن الطعام كله لذيذ الطعم والمذاق. فيخاطب بطنه بقوله: يا بطني ماذا تريد من أصناف الأرز؟
( فوق الموتة عسّة قبر )
يضرب لمن تتكالب عليه الأمور السيئة من كل الاتجاهات, وفوق مصيبته تأتيه مصائب جديدة ويقال في التوجّع للآخرين رأفة بحالهم ودعاء لهم بأن يفك الله عسرتهم ويفرج عنهم
( لا تقعد للنذل على حصيرة, يقيمك عنها وما يستحي )
يضرب هذا المثل للتحذير من طبائع بعض الناس في لؤم أطباعهم وخِسّة خصالهم وما ينبي على ذلك مع عدم إكرام الضيف بوسط الوجه و المكان له, فالبعد أولى عن مثل تلك الطائفة في المجتمع.
( لا تقول قريب أو بعيد, ما بتعرف إيش الزمن مخبّي لك )
يضرب هذا المثل بأن لا تتفاءل كثيراً في بعض الأمور, لأن نوائب الدهر كثيرة التي نصطدم بها, حيث أنه لا سرور دائم ولا حزن دائم, كل ساعة ولها مسار يختلف عن التي قبلها.
بصرى الشام
بقلمي( محمد فتحي المقداد)*