هل تراني ياجدي.؟


نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

هل تراني ياجدي.؟
كان سامي يلعب بقطاره القديم يوميا حتى ملّه..وبات يحدث نفسه بتحطيمه..

ويوميا كان يجلس جده ذو الطلعة البهية والوقورة في زاوية الغرفة, يتابع كل حركة في المنزل, ناهيك عن الأخبار اليومية التي باتت خبزه اليومي ووجبته الدسمة الهامة المشوقة.
يعطي أوامره محاولا اختصاره حديثه بقدر المكان , لأن وجوده في المنزل طوال النهار بات اكرا واقعا ومفروضا ,ذلك لأنه أعطى مهامه التجارية الكبيرة لابنه البكر , فحالته الصحية لم تعد كسابق عهدها أبداً.
كان يجود ويجود في رده كلما سأله أحدهم سؤالا صعبا.. ويفخر بمقدرته على الرد,ومعظم ردود أفراد عالته كانت تنحصر بمقولة شهيرة يسمعها كثيراً:
-نحن جيل ذكي جدا ياجدي لكنها الظروف...
لقد فكر سامي أخيرا في كسر قطاره القديم لأنه لم يعد كما كان...
ولأنه أصغر أفراد هذه العائلة هنا ,وخاصة أن سفر أهله جعل أقامته هنا المؤقتة,جعله يشتاق بعد وقت لأهله بشدة.
رغم أن إقامته كانت تفتح له آفاقا جديدة جداً, ليرى منزل جده برؤية فريدة وعن قرب...لكنه بدأ يحس بشوق لمنزله الحبيب ولألعابه الحلوة.

ناداه جده بحرارة:
-هذا القطار متين جداً ياسامي ..يمكنك أن تغير في ترتيب أجزائه..في جعله ناقلا لإغراض هامة , أو يمكنك تغيير مظهره مثلا ,تجديد محركه..إنه رائع لأنه متين فعلا..
ليس كل جديد جميل ياسامي..الجديد هو ان نتجدد من الداخل ونفيد ونستفيد..
سأل سامي جده بلهفة وبمحبة وتحفز :
هل كنت تراني وتراقبني منذ زمن ياجدي؟
-كنت أراك بعيني قلبي ياسامي...أيها الرائع ..
ولعلي أرى سؤالا يلمع بين شفتيك الحلوة ,ومازلت أنتظره بإلحاح سؤالك ,فاسأل وانهل من فكري وقلبي لأنه زاد العمر المقبل...
ريمه الخاني 3-10-2012