نظرة خاطفة
جائزة الغرورإذا كنا - وما نزال، وسوف نظل- نشكو من الإطالة غير المبررة التي باتت إحدى أبرز سمات الأعمال الدرامية العربية، والدراما في البلدان التي يسترخي فيها الزمن، ويتعالى صوت الحاجة المادية، وضغوط الشروط التي تضعها المحطات العارضة في أغلب الأحيان لترويج نمط سهل ومألوف في ملء فراغ الساعات المتطاولة من البث دون خطة واضحة المعالم والأهداف، فقد رأينا في مهرجان القاهرة للاذاعة والتلفزيون - الذي ختم أعماله يوم أمس، أن ظاهرة الإطالة هذه قد ضربت بعدواها كل أنواع الانتاج التلفزيوني لتخضع هي الأخرى لناموس كل من الحاجة المادية، والزمن المسترخي مضافاً اليهما حاجة جديدة لم ينج من تأثيرها أحد من مقدمي البرامج هي حاجتهم «الهوجاء» إلى تأكيد الذات، واستعراض «الامكانيات» سواء أكانت حقيقية أم ملفقة أو وهمية لا يراها سوى صاحبها المأخوذ بنفسه، وغير المصدق لما هو فيه من حلم وردي: شهرة وتميز و«صيت» أمام الناس وبينهم .. وماذا في هذا إذا كان المثل الشعبي يؤكد لهؤلاء دائماً: «الصيت ولا الغنى»..!.
وهكذا .. فلن يختلف مقدم عن آخر في البرامج الحوارية من حيث ان له حقاً علينا واجباً ان نصبر عليه طوال الدقائق العشر الأولى من كل حلقة، وهو يلقي علينا مقدمته المملة، ويستجدي إعجابنا بمقدرته «الهائلة» على قراءة الجمل الطويلة، والأسئلة الغامضة المتلاحقة، التي لا يعرف كيف تم جمعها بهذه الكيفية من مصادر عدة متناقضة.. حتى إذا شبع استعراضاً وغروراً، واستيقظ من نشوة «عبادة الذات» قادنا إلى جلسة مملة مع ضيفه أو ضيوفه، لن يكف خلالها أيضاً عن المشاغبة عليهم ومقاطعتهم في كل صغيرة وكبيرة..!!.
ولست أدري - ما دام هذا النمط من البرامج الحوارية قد اصبح تقليداً إعلامياً مؤصلاً في المحطات العربية مع استثناءات معدودة بالطبع - لست أدري لماذا لا يخصصون مسابقة وجائزة خاصة، للدقائق العشر الأولى من كل حلقة، على ان تدعى «جائزة إرضاء الغرور» !!.
مروان ناصح