هيئة الطيران المدني تحقّق في مزاعم «القاعدة»

الإمارات تستبعد تحطّم طائرة الـشحن بهجوم إرهابي

المصدر:
  • عبير عبدالحليم - أبوظبي ووكالات

التاريخ: 07 نوفمبر 2010

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي التحقيقات الأولية ترجح حدوث حريق وليس انفجاراً داخل الطائرة التابعة لشركة «يو بي إس». من المصدر

أكد المدير العام لهيئة الطيران المدني في الدولة سيف محمد السويدي، أن التحقيقات التي أجرتها هيئة الطيران المدني في حادث تحطم طائرة «يو بي اس» الاميركية في سبتمبر الماضي، لم تسفر عن أي دليل يشير الى تحطم الطائرة نتيجة عمل إرهابي.
وقال السويدي لـ«الإمارات اليوم»: «بدأنا التحقيق في إعلان تنظيم القاعدة مسؤوليته عن تحطم طائرة تابعة لشركة يونايتد بارسيل سيرفس (يو بي اس) في دبي سبتمبر الماضي، ولكننا لم نجد أي صلة تربط بين الحادث وبين حدوث عمل إرهابي».
وتابع: «التحقيقات جارية منذ تحطم الطائرة، ويشارك فيها الجانب الاميركي نتيجة تسجيل الطائرة في الولايات المتحدة، ولم نستبعد منذ البداية أي فرضية بما فيها حدوث عمل إرهابي، لكننا لم نجد ما يدعم هذا الاتجاه، والاحتمال الأرجح يشير الى حدوث حريق وليس انفجاراً»، مشيراً الى انه «سيتم التركيز خلال التحقيقات في الفترة المقبلة على التعمق في بحث فرضية العمل الارهابي بعد بيان (القاعدة)».
وقال السويدي: «ما يرجح بشكل واضح فرضية الحريق وليس الانفجار شواهد عدة، منها ان الطائرة لم تنفجر في الجو مثل ما يحدث في حالات العمليات الإرهابية، إذ ان الطائرة وصلت الى الارض سليمة، ثم اشتعلت فيها النيران بعد ذلك، كما ان إفادات شهود العيان لحظة سقوط الطائرة لم تثبت وقوع انفجار على متنها، فضلاً عن ان المعلومات الموجودة في الصندوقين الأسودين تظهر أنه لا يوجد أدلة صوتية او بيانية او أي مؤشرات تدعم فرضية وقوع انفجار في الطائرة».
وأضاف أن «التحقيق في حوادث الطيران يأخذ عادة فترة تراوح بين عام وعامين للانتهاء منه تماماً والوصول الى نتائج موثقة».
في الوقت نفسه، كشف السويدي انه تم اتخاذ إجراءات أمنية جديدة بدأ تطبيقها على عمليات الشحن بما يكفل منع تكرار حوادث الطرود الملغومة مرة أخرى في مطارات الدولة.
وقال: «أجهزة التفتيش الموجودة في مطارات الدولة من أفضل الأجهزة في العالم، وتخضع عمليات تفتيش الركاب لإجراءات دقيقة وصارمة لكننا اتخذنا إجراءات صارمة جديدة بشأن البضائع لمنع تكرار وصول الطرود الملغومة مرة أخرى إلى مطارات الدولة»، لافتاً الى ان هذا الأسلوب جديد، ولم يكن مطروحاً من قبل.
وكانت الهيئة العامة للطيران المدني في الدولة أعلنت في بيان، أمس، أن التحقيقات التي أجريت والتفاصيل المأخوذة من موقع حطام طائرة الشحن الأميركية «يو بي إس» التي تحطمت في سبتمبر ،2010 بما في ذلك إفادات شهود العيان لحظة سقوط الطائرة لم تثبت وقوع انفجار على متنها، مؤكدة في الوقت نفسه أنها بدأت تحقيقاً في إعلان تنظيم القاعدة مسؤوليته عن تحطم الطائرة.
وأكدت الهيئة أن التحقيقات التي تمت بشأن الحادث بعد استعادة المعلومات الموجودة في الصندوقين الأسودين تظهر أنه لا يوجد أدلة صوتية أو بيانية أو أية مؤشرات تدعم فرضية وقوع انفجار في الطائرة.
وقالت إن هذا لا يعني أنه لن يتم أخذ الادعاء بوقوع انفجار على محمل الجد، وان الهيئة تحقق في هذا الادعاء.
وقال متحدث باسم شركة «يو بي اس» في الولايات المتحدة إن الشركة ليس لديها تأكيد مستقل بخصوص سبب تحطم الطائرة من طراز «بوينغ 747 - 400» المتجهة إلى ألمانيا بعد أن أبلغ الطيار عن حريق ودخان في قمرة القيادة.
وقال مسؤول عن مكافحة الإرهاب في واشنطن إن ثمة مؤشرات قوية عن مسؤولية تنظيم القاعدة في جزيرة العرب عن محاولة فاشلة لإرسال طردين ناسفين للولايات المتحدة «ولكن واشنطن لا يمكنها تأكيد ان التنظيم وراء تحطم طائرة شركة (يو بي اس)».
وكان «تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب» زعم، أول من أمس، أنه قام بتفجير الطائرة، معلناً ايضاً مسؤوليته عن إرسال الطردين المفخخين الذين ضبطا أخيراً في بريطانيا ودبي، وكانا موجهين الى مركز عبادة يهودي في شيكاغو.
وكانت طائرة الشحن تحطمت قرب قاعدة عسكرية إماراتية في منطقة صحراوية قريبة من مطار دبي، ما أسفر عن مقتل طاقمها المكون من فردين.
وسبق أن أكدت الهيئة العامة للطيران المدني في 31 أكتوبر الماضي، أن تحطم الطائرة لم ينجم عن انفجار وأنه لم يتم العثور على أي أثر لمتفجرات بين حطام الطائرة.
وفي تقاريرها حول أسباب الحادث، ذكرت الهيئة أن قمرة قيادة الطائرة امتلأت بالدخان بعد اندلاع حريق في حمولتها، وأنها لم تتمكن من الحفاظ على ارتفاعها ثم تحطمت. ويجري فريق من 20 خبيراً بينهم مندوبون عن الهيئة الوطنية الأميركية لسلامة النقل تحقيقاً حول ظروف الحادث.
وشكك خبير الشؤون الاستراتيجية إبراهيم خياط في حديث مع «فرانس برس» في إمكانية أن يكون تحطم الطائرة الأميركية في دبي ناجماً عن هجوم. وقال في هذا السياق «ادعاء تفجير الطائرة محاولة رخيصة من هواة يريدون تحقيق بطولات وهمية»، مشيراً الى أن «القاعدة» تحاول أن تنسب إليها «عملية ناجحة» بعد فشل محاولاتها. وتساءل خياط «لماذا لم يتم تبني العملية بعد سقوط الطائرة؟».


http://www.emaratalyoum.com/local-se...11-07-1.314190